مستقبل التربية والتكنولوجيا
يمكن القول أن التطورات المتلاحقة في مجال التكنولوجيا التعليمية ليست أقل من مذهلة، فهي تتيح للمعلم انشاء تجارب تعليمية رائعة لعقول طلبة اليوم. وتتيح بالتالي امكانية تسهيل تعلم الطلبة وتسريعه.
التعليم الناشئ والتوجهات التكنولوجية
أظهر استطلاع حديث للرأي أن 75% من المعلمين يعتقدون أن المحتوى الرقمي سيحل محل الكتب المدرسية بحلول عام 2026م. وهناك تكنولوجيات أكثر وضوحا في الطريق. وفي الواقع يمثل اختيار الابتكار الممكن احضاره الى غرفة الصف تحديا الى حد ما للمعلمين. الواقع الافتراضي يمثل تكنولوجيا غير عادية يمكن أن يحضرها المعلمون الى غرفة الصف. وتكنولوجيا التعليم من خلال الهاتف الذكي مورد آخر في هذا المجال. يجرب اختصاصيو الموارد التعليمية تحويل التعليم الى لعبة فيديو. تغري هذه الأداة الطلبة بتحديهم لاكمال العمل للوصول الى مستوى جديد. حتى الآن نجح هذا الاطار في اشراك المتعلمين الصغار. في جانب آخر، أنشأ المطورون برامج تعليمية تقدم مواد قراءة بناء على مستوى فهم الطلبة. بالاضافة الى ذلك يمكن لطلبة اليوم الوصول الى العديد من برامج التعليم عبر الانترنت بدوام جزئي وشهادات. هذه الموارد ليست متاحة فقط للمتعلمين من صف الروضة حتى الصف الثاني عشر، بل تمتد الى المستويات الجامعية ايضا.
التعليم عبر الانترنت ينمو
في الواقع هناك اتجاه متزايد نحو الوصول عبر الانترنت الى المحتوى التعليمي ومصادر التعلم. والآن، وأكثر من أي وقت مضى، هناك ثروة من فرص التعلم متاحة عبر الانترنت. جزء من جاذبية الفصول عبر الانترنت انها مريحة. يمكن للطلبة تلقي الدروس في المنزل على مدار الساعة وطوال أيام الاسبوع. وبفضل فهرس سريع النمو للمحتوى المتاح، يمكن للطلبة تعرّف أي موضوع تقريبا يثير اهتمامهم. في عام 2017م، كان التعلم عبر الانترنت قوة تخريبية في التعليم. الآن يدرك قادة التعليم أن متطلبات التعليم تمر بمرحلة تحول. ونتيجة لذلك، يقوم مطورو المحتوى التعليمي بتحويل تركيزهم نحو الاحتياجات التعليمية للمستقبل.
ماذا ينتظرنا للجيل القادم من المتعلمين في التعليم؟
يمكن للطلبة في صفوف الغد أن يتطلعوا الى العمل بموارد مثيرة، مثل الحقائب الروبوتية التي يستخدمها المعلمون لتعليم الترميز أو التشفير. كما طوّر التربويون أطر اختبار موحدة تقليدية. الآن يظهر الاختبار الرقمي كمورد تمكين يتيح للمعلمين تتبع أداء الطلبة وقياس مدى تحسّن التعلم بمرور الوقت. كما يمكن للمؤسسات الاستفادة من الذكاء الصناعي لتطوير حلول مخصصة لتعلم الطلبة بناء على نتائج الاختبار. يعد التدريس الجماعي مفهوم جديد آخذ في الظهور في التعلم. والمساعدة السلوكية ستكون حاسمة لضمان نجاح الطلبة. تعد الابتكارات التكنولوجية أيضا بمساعدة المعلمين على تحسين نتائج الطلبة الذين يعانون من اضطرابات طيف التوحد. هناك طلب كبير على التكنولوجيا لتحسين نتائج التعلم وضمان حصول الجميع على تعليم جيد.
الحاجة المتزايدة لليقظة الذهنية والصحة في التعليم
هناك حاجة كبيرة لممارسات اليقظة الذهنية أو التأمل الواعي والصحة في الصفوف الدراسية. يحتاج الناس الى التوازن والموارد لمساعدتهم على النجاح. سنرى المزيد من الموارد والتعليم المكرسين لمساعدة الأطفال والناس على الاعتناء بأنفسهم. يمكن أن يساعد استخدام التكنولوجيا لموازنة الابداع مع التفكير المعلمين والطلبة على تحسين صحتهم وتركيزهم وانتاجيتهم بشكل عام. هذا سيوفر للطلبة الدعم الاجتماعي والعاطفي والعقلي اللازم. سيضيف التعلم في مجال الصحة والفرص لتعلم التأمل واليوغا وتقنيات التركيز قيمة هائلة للأجيال الجديدة. يعد بناء علاقات صحية مع الطلبة جزءا مهما من دور المعلمين. يتحمل المعلمون مسؤولية توفير التوجيه والتأكد من أن الطلبة لديهم مكان آمن للتعلم.
في عالم اليوم المتطور يدرك المزيد من المعلمين الحاجة الى فهم أن الطلبة قد يواجهون مشكلات شخصية قد تتداخل مع التعلم، بالاضافة الى رفاههم بشكل عام. يمكن أن يكون لتدريس الصحة العقلية في المدارس وأماكن العمل قيمة كبيرة. نتيجة لذلك هناك حركة متنامية لممارسة اليقظة الذهنية في الصف الدراسي، والنظر في التأثيرات الخارجية التي قد تؤثر في سلوك الطلبة. يمارس المعلمون مهارات اليقظة الذهنية من خلال توفير اهتمام هادف وغير مسيطر مع التعاطف الصادق. بالنسبة للعديد من المعلمين يجب أن تبدأ القدرة على ممارسة اليقظة الذهنية مع الطلبة بالرعاية الذاتية. من خلال الاعتناء بأنفسهم، يكون المعلمين مهيئين بشكل أفضل لتزويد الطلبة بالاهتمام الذي يحتاجونه. يساعد تدريب اليقظة الذهنية المعلمين على تطوير فهم واضح لاختيارات الطلبة وتأثراتهم ولغتهم، مع تدريس العناية الذاتية. من خلال هذا التدريس يكون المعلمون مهيئين بشكل أفضل لتهيئة بيئة آمنة وداعمة للطلبة.
استمر في التعلم وتثقيف نفسك
فكرة تطبيق التكنولوجيا في الصف الدراسي ليست جديدة، ومع ذلك فقد انطلقت التكنولوجيا في الصفوف الدراسية في السنوات الأخيرة نسبيا. مع نضوج هذا المجال، تعد الشركات ذات العلاقة بتقديم موارد جديدة ومثيرة للمتعلمين. في حين نجد أن اتجاه التكنولوجيا في التربية غير واضح، يعتقد المحللون أن هذا المجال الواعد هو في بداياته المبكر للغاية. لا شك أن قيمة التعليم وضرورته ستستمر. سيحتاج الطلبة والأفراد الى الاستمرار في التكيف مع التكنولوجيا، والاستمرار في الرغبة في التعلم، والاستمرار في تحفيزهم لتطوير أنفسهم.