ماهي المهارات المطلوبة لمواجهة المنافسة القاسية في مكان العمل؟
إن قائل عبارة "إنه سباق محموم كسباق الفئران" لا يعلم شيئاً عن مدى جو التنافس في مكان العمل في الوقت الحاضر. فالمهمة سهلة أمام الفئران، ما عليها إلا أن تندفع عبر المتاهة، وتمسك بالطعام وينتهي الأمر. لا يكفي أن تكون الأفضل فيما تفعله، فأن تملك المهارات الصعبة التي تحتاجها للتفوق في منصبك هو متطلب أساسي، إلا أن كونك الأفضل في عملك لن يساعدك على الفوز في السباق بل أن تمتلك مهارات تنافسية يقدرها رئيسك في العمل. لنلق نظرة على تلك المهارات.
1- توقف عن الكلام وابدأ بالإصغاء:
يعتقد البعض أن بإمكانهم الوصول إلى القمة عبر الكلام. لابد أن تبادل المعلومات مع الآخرين هام فعلاً، إلا أن الإصغاء يمكن أن يفيدك بنواح عديدة، إذ يمكن أن تتعلم الكثير عندما تبذل جهداً في فهم ما يقوله لك الآخرون فالإصغاء يمنحك القدرة على النفاذ إلى معنى ما يقوله الآخرون ـ رئيسك في العمل، الزملاء، والمرؤوسين، والزبائن. ستتمكن من فهم ما يتوقعه منك رئيسك، وتتعلم الأمور التي تحفز زملاءك ومرؤوسيك، وتكتشف ما يريده زبائنك. إن هذه المهارة الهامة والأساسية ستحسن أداءك في العمل بشكل كبير، نظراً لفائدتها في إيجاد صلات وئام وإلفة مع الآخرين.
2- قم بحل المشاكل بدلاً من الشكوى:
لكل موقع عمل مشاكله الخاصة به، ويصعب تجنب ما تسببه من إرباك، لكن الشكوى حولها لن يفيد مطلقاً، بل على العكس، ستكون ضارة لأن السلبية تسبب الفشل للجميع ويمكن أن تسمم الجو سريعاً. لن تكسب شيئاً من الشكوى سوى السمعة بأنك شخص سلبي. إذا وجدت طرقاً لحل المشاكل بدلاً من مجرد الإشارة إليها، ستعتبر بطلاً بنظر الجميع عدا أولئك الذين يشجعون السلبية، ومن يحتاج هؤلاء؟
3- استخدم عقلك:
عندما تكون بصدد اتخاذ قرار ما، قد يكون لديك الحافز لتفعل ذلك بما أمكن من السرعة، لأن لديك الكثير من العمل لابد أن ينجز خلال وقت قصير، فكلما أسرعت بحل مشكلة أو تحديد كيفية تحقيق هدف ما، تمكنت من حذف بند من لائحتك والانتقال إلى البند التالي.
قد يبدو مضيعة للوقت الضيق أن تدرس كافة الخيارات عند اتخاذ أي قرار إلا أن النجاح سيكون أكبر نتيجة لذلك. ستخدمك مهارات التفكير الدقيق كثيراً، لذلك عليك أن تستخدمها لتقييم كل خيار قبل أن تقرر أيها سيأتي بالنتيجة الأفضل.
4- إدارة فعالة الوقت:
بوصفك صاحب مهنة كثير الانشغال فإنك تعيش حياة محمومة. إذا كنت تجاهد للتقدم في العمل، سيصبح الأمر أكثر جنوناً لأن رئيسك سيزيد من مسؤولياتك. فكيف ستتمكن من إنجاز كل العمل؟ لو أن باستطاعتك إطالة يومك عدة ساعات، للأسف لا يمكن ذلك، بل يمكنك أن تستفيد من الساعات التي لديك بشكل أكثر فعالية. إن قدرتك على إدارة وقتك جيداً أمر هام جداً فهو من أكثر المهارات التنافسية التي يمكن أن تمتلكها. والخطر الوحيد في ذلك أنه كلما تمكنت من إنجاز الأعمال سيعطيك رئيسك المزيد منها. إنها مخاطرة عليك أن تتعايش معها كنتيجة للنجاح.
5- الانسجام مع الجميع:
إن توقعات رئيسك بانسجام الجميع أمر لا يمكن تصديقه، عند الأخذ بعين الاعتبار اختلاف الشخصيات التي تملأ مقر العمل. سيصبح أمراً قابلاً للتحقيق عندما تدرك أن الانسجام مع زملائك لا يعني أن تحبهم كلهم.
إن امتلاك مهارة تأسيس علاقات شخصية جيدة سيسمح لك بتلبية رغبة رئيسك في إيجاد التناغم ضمن مقر العمل. إذا تمكنت من التعاطف مع الزملاء، ستكون قادراً على تفادي إثارة استيائهم. فالقدرة على التفاوض تساعد على تجنب الخلافات، ومن الضروري أن تعرف كيفية التنسيق مع الزملاء من أجل العمل كفريق وهذا ما عليك أن تفعله. حتى يكون الأداء جيداً في مقر عملك.
6-أظهر لهم من هو القائد:
أخيراً، إذا أردت أن يكون الأمر متكاملاً، عليك أن تظهر قدرتك القيادية. لن تكون قائداً دون أتباع، لذلك فأول ما عليك فعله هو فرض احترامك وجعل الآخرين يثقون بك إلى حد اصطفافهم خلفك. أظهر لرئيسك أنك مناسب للإدارة عن طريق إظهار قدرتك على تفويض الآخرين بالعمل وبأنك على استعداد لتحمل المسؤولية ليس من جراء نجاحهم فحسب بل لفشلهم على حد السواء.