ماهي الآثار المديدة للصراخ على الأطفال؟
تبين الأبحاث الأخيرة أن الصراخ ومخاطبة أطفال بلهجة غاضبة وبصوت مرتفع غاضب كلما أخطأوا يؤدي إلى زيادة عدوانيتهم جسدياً وكلامياً. إن الصراخ عموماً هو تعبير عن الغضب، وهو يخيف الصغار ويجعلهم يشعرون بعدم الأمان. أما الهدوء، فهو يعيد الطمأنينة، ويشعر الطفل بأنه محبوب ومقبول على الرغم من سوء تصرفه.
لماذا يصرخ الأهل؟
الجواب المختصر هو لأنهم يشعرون بالغضب والقهر مما يجعلهم يرفعون صوتهم، ولكن ذلك ليس هو الحل. قد يهدأ الأطفال وينصاعون لفترة من الوقت، ولكن لن يجعلهم ذلك يصححون سلوكهم أو موقفهم. بل سيجعل ضبطهم غير ممكن والتأديب أصعب، لأنه في كل مرة يرتفع الصوت، يقل مدى استجابتهم.
لا بد من التأكيد على أن الأطفال يتعلمون من والديهم. فإذا كان الغضب والمترافق مع العدائية كالصياح جزء مما يعتبره الطفل (طبيعياً أو عادياً) في عائلته، سينعكس ذلك على سلوكه وتصرفاته. لذلك يجب على الأهل أن يتذكروا دائماً واجبهم الأول بعد ضمان سلامة أطفالهم هو التحكم بردود أفعالهم تجاههم.
إذا كان الصراخ على الأطفال من الأمور السيئة، فإن القمع والإهانة الكلامية يمكن تصنيفهما بالإساءة للأحاسيس والتي تؤكد جميع الدراسات والأبحاث تأن آثارها مديدة كالتوتر وعدم احترام الذات و العدائية المتزايدة. كما يجعل الأطفال أكثر عرضة للتنمر لأنه يشوه فهمهم للحدود السليمة واحترام الذات.
الحلول البديلة للصوت المرتفع:
إن العلاقات المتينة بين الطفل وأبويه تجعل من السهل تأديبه. حين يشعر الطفل بالأمان والمحبة المطلقة سيكون أكثر تجاوباً للحوار والاستماع قبل أن يتصاعد الخلاف ليتحول إلى سلسلة من الصراخ الغاضب.وفيما يلي الطريقة التي تمكنكما كأم وأب من فرض التأديب الإيجابي الذي لا يشتمل على الصراخ:
1- امنح نفسك وقتاً مستقطعاً:
تمالك نفسك قبل أن يتملكك الغضب إلى درجة فقدانك السيطرة ورفع صوتك. إن الابتعاد عن منطقة النزاع لعدة دقائق يمنحك الفرصة لإعادة تقييم الموقف والتنفس بعمق، مما يساعدك على الهدوء، كما يعلم أطفالك ماهية الحدود وكيفية التحكم بالمشاعر القوية بطريقة سليمة.
2- التحدث عن المشاعر:
الغضب من الأحاسيس الطبيعية والتي يمكن أن نتعلم منها إذا تحكمنا به بشكل صحيح. إنك باعترافك بكل أنواع المشاعر، من الفرح والحماس إلى الحزن والغضب، والغيرة والإحباط، ستعلم أطفالك أنها جزء من صفاتنا الإنسانية.
تحدث معهم عما تشعر به وشجعهم على القيام بالمثل، إذ سيساعدهم ذلك على اكتساب احترامهم لذاتهم وللآخرين وإنشاء علاقات سليمة في الحياة.
3- معالجة سوء السلوك بهدوء ولكن بحزم:
غالباً ما يسيء الأطفال التصرف، ولكن هذا جزء من نموهم. تكلم معهم بحزم دون المساس بكرامتهم، ولكن عليك أن توضح أن بعض التصرفات لا يمكن احتمالها. حين تتحدث إليهم، عليك أن تنزل إلى مستوى نظرهم لا أن تحدثهم من علو أو عن بعد. في نفس الوقت، تذكر أن تؤكد على السلوك المحترم وحل المشكلة فيما بينهم.
4-اللجوء إلى العواقب، وترك التهديدات:
يخلق استخدام التهديد والعقوبة المزيد من مشاعر الغضب والاستياء والخلاف، وهي تمنع الطفل، على المدى الطويل، من اكتساب التهذيب الداخلي.
تؤدي التهديدات والعقوبة الى شعور الطفل بالخجل وعدم الطمأنينة. ومن ناحية أخرى، فإن العواقب أو النتائج التي تتوجه إلى تصرف معين ولكن مع تحذير واضح (مثل حرمانه من لعبة بعد أن تشرح له أن الألعاب هي للعب وليس للضرب) تساعد الطفل على القيام بخيارات افضل.