ماتفعله الأم السعيدة ولا تفعله الأم الغاضبة
تقول إحدى الباحثات الاجتماعيات والتي تعمل في مأوى للعنف المنزلي:
(أحب عملي في وردية على مدار الساعة كل نهاية أسبوع لدى مأوى العنف المنزلي، ألعب مع الصغار وأتحدث مع الأمهات حول كيف يمكن لهن أن يكن سعيدات على طريقتهن، وخلال الفترة التي أمضيتها هناك، رأيت بعض الأمهات الرائعات، أمهات يعتمدن على الحب ويتصرفن كملاذ يرتاح إليه أطفالهن. كما رأيت الجانب الآخر من الأمومة أيضاً. رأيت أمهات يهددن ويصرخن ويقللن من شأن أطفالهن ويتجاهلنهم، لقد شاهدت الطيف بكل ألوانه) .
وتستطرد قائلة : خلال عملي لاحظت بعض الفروق الواضحة تماما بين الأم السعيدة والأم الغاضبة وإليكم ملاحظاتي:
1- لا تتوقع الأم السعيدة المثالية من نفسها القيام بالمستحيل ، فهي لا تضع آمالاً غير واقعية تجاه أبنائها أو حول إدارتها لشؤون المنزل. إنها ليست الأم التي تجلس بين صديقاتها وتلقي أسئلة مزعجة للأمهات الأخريات حول الوقت الذي استغرقه أطفالهن ليتدربوا على استخدام مبولة الأطفال، لأن ابنتها تمكنت من ذلك خلال ثلاثة أيام دون أية حوادث. لأن الأم السعيدة لا تحاول التنافس مع أحد، فهي تحاول ببساطة أن تتعلم.
2- الأم السعيدة تنشر السعادة: ليس لأنها تقوم بأشياء من أجل أطفالها، بل لأنها تنشر الحب وتقبل الذات وتعزز في طفلتها صورته الإيجابية .
3- الأم السعيدة لا تؤنب: لا تلاحق الأم السعيدة طفلها هنا وهناك منتقدة كل أمر يفعله. يمكنك في بعض الأحيان معرفة الأم السعيدة من تلك الغاضبة بمراقبة الطريقة التي يتواصل بها الأهل مع أطفالهم في الملعب. تضحك الأم السعيدة حينما يتسلق طفلها الجانب الخاطئ لقضبان التسلق. أما الأم الغاضبة فتنهره لأنه أخطأ. لقد وجدت أنه عندما يتم انتقاد الأطفال أكثر من الثناء عليهم، فإن ذلك يدفعهم للاستسلام في محاولتهم أن يكونوا جيدين.
4- الأم السعيدة صادقة: يعرف الصغار أن الوالدة عندما تقول شيئاً ما فهي تعنيه. فهي تفي بالوعود وبأوقات النزهة. أما الأم الغاضبة فليست صادقة دائماً، وهناك انعدام للثقة بين الأم والطفل. إن استعادة الثقة من أصعب العوائق التي وجدت الأمهات يجاهدن لكسبها. ليس من السهل دائماً أن تفعل ما قلت أنك ستفعله، لذلك يكون كلام الأم السعيدة أقل في بعض الأحيان.
5- تلعب الأم السعيدة بكل رغبتها: تشارك الأم السعيدة أطفالها اللعب دون انزعاج، وكذلك يفعل الآباء السعداء ، وإذا صادفت يوماً ما رجلاً جذاباً طويل القامة يقوم بالشقلبة للقضاء على مخلوقات فضائية وهمية وذلك من خلال اللعب مع أطفاله ، يجب أن تدرك أن هذا الأب سعيد وأطفاله سعداء كذلك.
6- الأم السعيدة تنصت جيداً: إن الأم السعيدة تقوم بالإنصات للطفل بهدف الفهم أكثر منه بهدف الرد. ليس هناك شيء ألطف من مشاهدة الأم وهي تستمع باهتمام لثرثرة طفلتها التي تتحدث بكلمات غير مفهومة، الطفلة تثرثر والأم تضحك أحياناً وتنصت. إنها تنصت فعلاً.
7 - الأم السعيدة تعمل على تعليم طفلها بدون كلل او ملل : يسأل الأطفال عادة أسئلة تبدو سخيفة للكبار ولكن الأم السعيدة تهتم بالسؤال الموجه لها من طفلها، وإذا لم تكن تعرف الإجابة فإنها تبحث مع طفلها عن الإجابة،لا تخشى الأم السعيدة تعليم طفلها أموراً أعلى من مستوى إدراكه. أما الأم الغاضبة فتحاول إسكاته بدلاً من تعليمه.
في النهاية، تختار الأم السعيدة أن تكون كذلك، تتاح الفرصة كل يوم للأمهات أن يخترن نوع الأمهات الذي يرغبن به، إلا أن ذلك لايعني أنهن مثاليات. ولكن عندما تدرك الأم أنها تتصرف كأم غاضبة، يجب أن تحاول اختيار شيئاً آخر أفضل، تختار الأمهات السعيدات أن يكن كذلك وعادة يتبعهن أطفالهن.