ما مستقبل مكتبات المدارس؟
كانت مكتبات المدارس في يوم من الأيام مكاناً كئيباً، حيث الكتب مخزنة في خزائن أو موضوعة على الرفوف. وقد أبقى أمناء المكتبات الأمور على حالها بالرغم من الثورة الرقمية. لكن التطورات المتسارعة في تكنولوجيا الكمبيوتر والاتصالات تفرض تحوّل هذه المكتبات الى أماكن ذات صورة مختلفة كلية. أماكن يتجمّع فيها الطلبة للبحث عن كتب جديدة لقراءة صامتة أو لجمع معلومات لتقارير ومشاريع. ويجد أمناء المكتبات أن وظائفهم تتغيّر من كونهم مجرد حراس بوابات الى كونهم حلقات وصل ومعلمين ومرشدين في كيفية استخدام التكنولوجيا لتجميع المعرفة. تظهر خمسة اتجاهات في كيفية تكيف المكتبات وأمناء المكتبات مع التطورات المتلاحقة في عالم التكنولوجيا ذات الصلة. وهي تغيرات ستعيد تعريف فكرة ما ستبدو عليه المكتبة في المستقبل، وما يمكن أن تقدمه للطلبة والباحثين:
1- موارد أكبر: كان من المفترض أن يكون الميكروفيش طليعة التكنولوجيا، لكن ليس أكثر من ذلك. ستوفر مكتبات المدارس في المستقبل المزيد من الموارد بأشكال متنوعة، من الكتب الالكترونية الى قواعد البيانات الرقمية الى البرامج المبتكرة التي تتيح للطلبة استكشاف ميولهم الإبداعية وتعلم مهارات جديدة وتطبيق تعلمهم بطرائق مبتكرة.
2- مساحات تعلم أوسع: لا تزال الكتب المطبوعة مهمة في طيف التعلم. لكن التكنولوجيا الرقمية تسمح بتقصي الحقائق بصورة أكثر مرونة وبسرعة فائقة. ونتيجة لذلك لن تكون هناك حاجة للوصول الى المكتبة بمفهومها التقليدي، بقدر ما ستكون الحاجة الى مكان يشجع التعلم التشاركي ويسمح بتشارك الطلبة في بناء المفاهيم من مصادر متنوعة. بعبارة أخرى، ستكون المكتبات مساحة للتعلم بدل أن تكون أرشيفا للكتب. حتى أن البعض يرى في المكتبة مكاناً للانتاج. فالكاميرات الرقمية والطابعات ثلاثية الأبعاد وتقنيات معالجة الصور وبرامج الكمبيوتر المتطورة، توفر جميعها للطلبة إمكانات القراءة الترفيهية والبحث والمشاركة والانتاج.
3- المزيد من التعاون مع المكتبات الأخرى: ستتعاون المكتبات المدرسية وتتبادل الموارد بصورة متزايدة مع المكتبات المدرسية الأخرى والمكتبات العامة. بحيث يستطيع الطلبة والمعلمون الوصول الى ملايين الموارد الرقمية المجانية عن طريق هذا التعاون، بالاضافة إلى امتيازات المكتبة المحسّنة وموارد التطوير المهني.
4- الأدوار المتوسعة لأمناء المكتبات: مع تطوّر التقنيات الرقمية والمتنقلة، سيتغيّر دور أمين المكتبة. سيقوم أمناء المكتبات بتعليم الطلبة وتمكينهم من الوصول الى مجموعة كاملة من المعلومات من مصادر عدة. سيساعدون على تسهيل التواصل العالمي المتزايد بين الطلبة وبقية العالم، بما يساعد الطلبة على الاتصال بجمهور أصيل في مجتمع أوسع. اضافة الى ترتيب جلسات عبر السكايب مع المؤلفين والخبراء في مواقع أخرى، واختيار الموارد حسب الحاجة من مصادر متنوعة وخبراء خارج أسوار المدرسة.
5- أتمتة المكتبة: لقد اختفت كتالوجات البطاقات القديمة المخزنة في خزائن خشبية واستبدلت بأجهزة الكمبيوتر. ستسمح البرامج الجديدة للمكتبات بمزيد من أتمتة مجموعات الموارد. ومن ذلك فهرسة مواقع شبكة الانترنت، واضافة روابط انترنت ذات صلة بسجلات الكتب، وإتاحة الفرصة لرواد المكتبة للوصول من المنزل إلى كتالوج المكتبة، والعديد من الميزات الأخرى التي تجعل من المكتبة مركز اعلام ومركز أبحاث للمدرسة.