ما تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الصحة العقلية؟
في دراسة أجرتها الجمعية الأميركية للطب النفسي، اعتبر أكثر من ثلث الأميركيين أن مواقع التواصل الاجتماعي تضر بصحة العقل، ووجد 5% فقط أن لهذه المواقع أثر ايجابي على صحة عقولهم، كما ذكر 45% من المشاركين أن لها تأثير ايجابي وسلبي على حد سواء.
يعتقد ثلثا المشاركين في الدراسة أن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي يرتبط بالعزلة اجتماعياً وبالشعور بالوحدة. تتضمن الدراسة براهين قوية تربط ما بين استخدام مواقع التواصل الاجتماعي والاكتئاب، كما ربطت دراسات أخرى هذا الاستخدام مع خلق مشاعر سلبية متعددة مثل الحسد، ضعف احترام الذات والتوتر الاجتماعي.
وتقدم الدراسة بعض الإرشادات لتخفيف ضرر مواقع التواصل الاجتماعي على الصحة العقلية، من أهمها :
1- تحديد وقت ومكان استخدام مواقع التواصل الاجتماعي:
يمكن لاستخدام هذه المواقع أن يعيق التواصل المباشر مع الآخرين بل ويتعارض معه ، لذلك من الأفضل اغلاق اشعارات هذه المواقع في أوقات محددة كل يوم، أو وضع الهاتف في وضعية الطيران خلال تناول الطعام مع العائلة والأصدقاء أو أثناء اللعب مع الأطفال، أو تبادل الأحاديث مع الأهل او الأصدقاء .
2- تحديد فترات دون وسائل التواصل الاجتماعي:
إن استخدام الفيسبوك، انستاغرام، وسناب شات لمدة (10) دقائق كل يوم ولمدة ثلاثة أسابيع قد أدى إلى التخفيف من الشعور بالوحدة والاكتئاب. قد يكون الأمر صعباً في البداية، إلا أن بإمكانك أن تطلب مساعدة الأهل والأصدقاء بالإعلان صراحة أنك في فترة استراحة، وقم بحذف التطبيقات لخدمات مواقع التواصل الاجتماعي المفضلة لديك.
3- الانتباه لما تفعله ولما تحس به:
جرب استخدام المنصات المفضلة لديك في أوقات مختلفة في اليوم وعلى مدى فترات مختلفة، لترى ما تشعر به خلال وبعد كل مرحلة. قد تجد أن بضع لحظات قصيرة تساعدك على الشعور بحال أفضل من قضاء 45 دقيقة في تصفح شامل لأحد المواقع. إذا وجدت أن متابعة الفيسبوك في منتصف الليل يستنفذ قواك ويشعرك بالسوء تجاه نفسك، عندئذ عليك إلغاء استخدام الفيسبوك بعد العاشرة ليلاً.
لاحظ أن الذين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي بشكل سلبي، أي يستعرضون ما يكتبه الآخرون، يتولد لديهم شعور أسوأ من الذين يشاركون بشكل فعال، وينشرون موادهم الخاصة ويتواصلون مع الآخرين عبر الشبكة.
4- الاستخدام الواعي لمواقع التواصل الاجتماعي والسؤال "لماذا"؟
إذا كان أول شيء تفعله في الصباح هو الإطلاع على تويتر، فهل مرد ذلك إلى رغبتك في معرفة الأخبار العاجلة الطارئة التي عليك التعامل معها، أم أن الأمر مجرد عادة توفر لك هروباً من مواجهة اليوم. هل لاحظت أنك تتوق للاطلاع على انستاغرام كلما واجهتك مهمة عسيرة في العمل؟ كن شجاعاً وصادقاً مع نفسك. كلما امتدت يدك إلى هاتفك (أو حاسوبك) لتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، أجب عن السؤال الصعب حول سبب قيامك بذلك، وقرر إذا كان ذلك ما ترغب أن تدور حياتك حوله.
5- التشذيب:
لابد أنك جمعت عدداً وافراً من أصدقاء الشبكة وكذلك الأشخاص والمؤسسات التي تتابعها. ربما لا تزال بعض المواضيع مثار اهتمامك، إلا أن معظمها قد يكون مملاً ومزعجاً وربما أسوأ من ذلك. لقد حان الوقت لعدم المتابعة، إسكات أو إخفاء جهة الاتصال.
لقد توصلت دراسة حديثة إلى نتيجة أن حياتك ستصبح أفضل لأن المعلومات حول حياة أصدقاء الفيسبوك ذات تأثير سلبي أكثر من أي محتوى آخر على الفيسبوك، ويشعر الأشخاص الذين تحتوي صفحتهم الاجتماعية على قصص ملهمة، بالامتنان والحيوية والروعة
إن "تشذيب" بعض الأصدقاء وإضافة بضعة مواقع محفزة أو مسلية تخفف من الآثار السلبية لمواقع التواصل الاجتماعي.
6- لا تجعل مواقع التواصل الاجتماعي بديلاً عن الحياة الواقعية:
إن استخدام الفيسبوك لمعرفة آخر المستجدات في حياة أقربائك أمر جيد طالما أنك لا تهمل زياراتهم بمرور الزمن، إن التغريد مع أحد الزملاء يمكن أن يكون مسلياً وممتعاً، ولكن عليك أن تتأكد من أن ذلك لا يصبح بديلاً عن الحديث المباشر. إن الاستخدام الواعي والمدروس لمواقع التواصل الاجتماعي يمكن أن يكون إضافة مفيدة لحياتك الاجتماعية، إلا أن اللقاء مع الأقرباء هو ما يلبي حاجة البشر الأساسية للتواصل والانتماء.