ما تأثير رحلات الفضاء على تجديد الأعضاء؟
أظهرت نتائج دراسة لباحثين من جامعة تفت أن الديدان المسطحة التي أمضت خمسة أسابيع على متن محطة الفضاء الدولية تعرضت لتغيرات جسمية وسلوكية وبكتريولوجية نتيجة تأثير انعدام الجاذبية الأرضية والمجالات المغناطيسية الأرضية. ويقول العلماء أنه سيكون لنتائج الدراسة تطبيقات على المسافرين إلى الفضاء من بشر وحيوانات، وعلى مستقبل علوم تجديد الأعضاء والهندسة الحيوية.
في الدراسة التي نشرت في مجلة Regeneration درس العلماء تأثيرات الجاذبية الصغرى والمجالات المغناطيسية الدقيقة على نمو الدودة المسطحة بلاناريا، وقدرتها على التجدد، وما إذا كانت التغيرات التي تتعرض لها ستستمر بعد عودة الديدان إلى الأرض. ويشار الى أن البلاناريا تستخدم عادة في الدراسات بسبب قدرتها الملحوظة على التجدد عندما يتم بتر أجزاء من الجسم. وبالتالي فإن معرفة ما يحدث لها في الفضاء وبعد عودتها إلى الأرض سيؤدي إلى فهم أفضل لكيفية تأثير القوى الفيزيائية على شكل الجسم وتركيبه وصنع القرار على المستوى الخلوي. أطلق الباحثون عشر ديدان على متن مركبة التزويد التجارية Space X في 10 يناير/ كانون ثاني 2015م. وكانت الديدان إما كاملة أو مبتورة، وموضوعة في أنابيب مختومة مليئة إلى نصفها بالماء والنصف الآخر بالهواء. وقد أمضت الديدان خمسة أسابيع في الفضاء وجرى تقييمها على مدى 20 شهراً، من خلال اختبارات جسمية وسلوكية وميكروبيولوجية.
اكتشف الباحثون لدهشتهم، ان إحدى الديدان المبتورة كوّنت دودة برأسين، علماً بأن مستعمرة على الأرض من هذه الديدان تضم أكثر من 15 ألف دودة لم تظهر خلال الخمس سنوات الأخيرة على الأقل أي دودة برأسين. وعندما فصل الباحثون الرأسين عن الدودة، فان النصف الأوسط من الدودة تجدد الى دودة برأسين، مما يدل على أن التغير كان دائماً. بالإضافة إلى ذلك لوحظ انشطار جميع الديدان عفوياً إلى قسمين أو أكثر، وهو أمر لم يلاحظ في الديدان الموجودة على الأرض. ويعتقد الباحثون أن الاختلاف في درجات الحرارة بين بيئة الفضاء وبيئة الأرض هو السبب في ذلك. كما لوحظ اضطراب سلوكي مؤقت في ديدان الفضاء عند وضعها في الماء، لكنها عادت إلى طبيعتها بعد ساعتين. كما لوحظ اختلاف في طبيعة المجتمعات البكتيرية التي تعيش في الجسم بين ديدان الفضاء وديدان الأرض.