ما سبب الفشل في كثير من عمليات الاستنساخ؟
قبل 20 سنة، حقق العلماء نجاحاً في استنساخ النعجة دوللي في اسكتلندا، لكن عمليات استنساخ الثدييات لا تزال تواجه تحدي النسبة الضئيلة في نجاحها. والآن جاء علماء من أمريكا وفرنسا ليكتشفوا سبب فشل معظم عمليات استنساخ الثدييات.
جرى استنساخ النعجة دوللي باستخدام تقنية نقل نواة خلية جسمية إلى داخل بويضة منزوعة النواة، ثم تنبيه البويضة كهربائياً لتبدأ بالتقسّم والنمو، ولتنقل بعد ذلك إلى رحم نعجة لاستكمال نموها إلى حين الولادة.
تكنولوجياً استنساخ الماشية لها فوائد اقتصادية مهمة، لكن نسبة نجاح الاستنساخ تقل عن 10%. وكثير من حالات الفشل تعود إلى موت الأجنة، أو الفشل في عملية انغراس الجنين في الرحم، أو حدوث عيوب في تطور المشيمة.
في الدراسة التي نشرت في مجلة Proceeding of the National Academy of Sciences استخدم العلماء تسلسل الحمض النووي الرايبوزي RNA لملاحظة التعبير الجيني، أي عملية ترجمة التعليمات الوراثية إلى بروتينات، في الأبقار المستنسخة أثناء عملية انغراس الجنين في الرحم، بهدف تحقيق فهم أفضل للألية الجزيئية التي تسبب حدوث هذه النسبة العالية من فشل الاستنساخ. وقد وجد العلماء مجموعة من الجينات يؤدي الخلل في تعبيرها إلى تلك النسبة المرتفعة من الوفيات لدى الأجنة المستنسخة، بما في ذلك فشل عملية الانغراس في الرحم، وفشل التطور الطبيعي للمشيمة.
ولدى دراسة العلماء لأنسجة من أبقار مستنسخة في عمر 18 يوما، وجدوا شذوذاً في التعبير الجيني لدى أكثر من 5000 جين.
أظهرت الدراسة أيضاً وجود عوامل أخرى ترتبط بفشل عمليات الاستنساخ، منها مشكلات في الاتساق الهرموني بين أجنة الأبقار النامية المستنسخة والبقرة الحامل. ومنها أيضاً وجود تأثير للتعبير الجيني الشاذ على الأبقار الحوامل نفسها.