لماذا نتصفح الإنترنت الزامياً بلا هدف ؟
هل تجد نفسك تتصفح الإنترنت بلا هدف ، أو تتفحص هاتفك بشكل إلزامي وأنت تعرف أنه لا يوجد شيء تراه؟ ذلك لأن أدمغتنا تتوق إلى المعرفة وتستهلكها بدون تفكير كبير ، سواء كانت المعلومات مهمة بالنسبة لنا أم لا.
لقد وجدت دراسة أجراها باحثون في كلية هاس للأعمال بجامعة كاليفورنيا في بيركلي أن المعلومات تحفز نظام المكافآت المنتجة للدوبامين في الدماغ ، مثل التحفيز للحصول على المال او تناول العقاقير او المخدرات او حتى الوجبات السريعة.
المال والعقاقير والأطعمة السريعة :
يقول مؤلف الدراسة وعالم الإقتصاد العصبي مينغ هسو حول هذه الدراسة "ان المعلومات بمثابة مكافأة خاصة للدماغ بغض النظر ان كانت مهمة ام لا ، فأدمغتنا يمكن أن تبالغ في تقدير المعلومات التي تجعلنا نشعر بالراحة على الرغم من انها غير مفيدة ، وهذا ما قد يسميه البعض بفضول الخمول".
دراسة علم الأعصاب عن الفضول :
لا يمكنك التوقف عن النظر في مقالات clickbait أو إشعارات Facebook؟ فما هو السبب وراء ذلك؟
لقد كان الدافع لإجراء هذه الدراسة هو الإجابة على سؤالين :
اولاً : لماذا يبحث الناس عن المعلومات؟
ثانياً : كيف يبدو الفضول داخل المخ؟
يرى الاقتصاديون ان الفضول هو موجه ممتاز نحو هدف ملموس ، وانه طريقة مفيدة لاتخاذ قرارات مفيدة، ولكن في رأي علماء النفس ، فإن الفضول هو لغايات الفضول نفسه أي لمعرفة شيء من أجل المعرفة.
ومن اجل اكتشاف المزيد عن الفضول ،طلب الباحثون من المشاركين القيام بلعبة مقامرة أثناء إجراء فحوصات الدماغ ثم طُلب منهم اتخاذ قرار بشأن مقدار المال الذي سيدفعونه للحصول على معلومات حول احتمالات الفوز.
في بعض الحالات ، كانت المعلومات ذات قيمة حقيقية ، وفي حالات أخرى ، كانت المعلومات أقل أهمية. لكن البحث أظهر أن المشاركين طلبوا المعلومات بناءً على توقعاتهم بتحقيق المنفعة، وعلى الرغم من أن معظم الخيارات كانت تستند إلى مقدار المال الذي يمكن أن يفوز به شخص ما ، فقد اختار العديد من المشاركين أيضًا النظر إلى المعلومات بغض النظر عن رغبتهم في استخدامها. وهنا يضيف هسو: "يعمل التوقع على تضخيم مدى ظهور شيء جيد أو سيء ، وتوقع الحصول على مكافأة أكثر متعة يجعل المعلومات تبدو أكثر قيمة".
العلاقة العصبية بين المعلومات والمال :
عندما يتلقى دماغنا المعلومات ، فإنه ينشط مجالات المكافآت المنتجة للدوبامين مثل الطعام والمال والعديد من الأدوية.
من خلال استخدام تقنية التعلم الآلي ، وجد الباحثون أن الكود العصبي الذي يتوافق مع استجابة الدماغ للمال هو نفس الكود الذي يمكنه التنبؤ بمدى استعداد الشخص لدفع ثمن المعلومات، مما يعني أنه بقدر ما يتعلق الأمر بأدمغتنا ، يمكن ترجمة المعلومات إلى قيمة بالدولار ، تمامًا مثل معرفة تكلفة أي رحلة او ثمن أي بضاعة .
الإدمان الرقمي :
يمثل الاستهلاك الزائد للمعلومات الرقمية مشكلة حقيقية في عالم اليوم ، وقد كشفت هذه الدراسة عن سبب ارتباط ملايين بل مليارات البشر بأجهزة الهواتف النقالة او الكمبيوتر، وقيامهم بالبحث باستمرار عن أجزاء صغيرة من المعلومات ، بغض النظر عن أهميتها.
يقول هسو: "إن ادمان الحصول على المعلومات يشبه الى حد بعيد الرغبة بالحصول على الوجبات السريعة ،وهو فضول من نوع جديد ". لقد أصبح إدمان الإنترنت مشكلة عالمية يصعب علاجها او الإقلاع عنها لارتباطها بنظام المكافآت في الدماغ ، كما تبين بنتائج هذه الدراسة.