كيف يمكن التمييز بين اجابات التخمين والمعرفة في الاختبارات؟
يواجه قياس مدى معرفة الطلبة المشاركين في الدورات التدريبية على الإنترنت عددا من التحديات. وقد عمل باحثون من الجامعة الوطنية (الروسية) للبحوث – المدرسة العليا للاقتصاد، على تحسين نموذج تقييم الانجازات الأكاديمية. ويقول الباحثون في تقرير نشرته مجلة Heliyon ان العديد من العوامل المنهجية تجعل من الصعب على مطوري الدورات التدريبية عبر الإنترنت تقييم مستوى إجادة الطلبة بدقة. فأولا، ان متوسط عدد أسئلة الاختبار البالغ 10 – 15 قليل جدا ليمكن تكوين مقياس دقيق وموثوق للمعرفة. وثانيا، يؤدي استخدام أسئلة الاختيار من متعدد الى التخمين، وثالثا، ان الاستخدام المتكرر للمجموعة نفسها من الاجابات الصحيحة كمقياس للكفاءة يجعل من الصعب مقارنة الطلبة عند تحديث الاختبار ولو بصورة طفيفة.
تمكن الباحثون من حل هذه المشكلات عن طريق توسيع نموذج راش الكلاسيكي، المستخدم على نطاق واسع في بناء الاختبارات وتحليل فقراتها، مع معايير اضافية. ويوضحوا بأن النهج الموسّع الذي استخدموه يشمل تأثير محاولات متعددة، بما يجعل من الممكن التمييز بين الطلبة الذين يخمنون وأولئك الذين يعرفون الاجابة. كما انه نظر الى أن مقاييس المعرفة التي تم الحصول عليها باستخدام هذا النهج الموسّع يتم التعبير عنها على مقياس واحد، فانه يمكن مقارنتها عند تغيير أسئلة الاختبار بصورة كبيرة. واخيرا، يتم حساب المقاييس المعتمدة، ليس فقط على نتائج الاختبار، لكن أيضا من خلال مراعاة تجربة الطلبة ونشاطهم لدى مشاهدتهم لمقاطع الفيديو، والأداء في جلسات التدريب العملي، مما يوفر فهما أكثر شمولية لمدى كفاءة الطالب.
ويقول الباحثون انه سيمكن في المستقبل استخدام النهج الذي اقترحوه في محركات التقييم على المنصات التعليمية للحصول على قياسات أكثر دقة عن معرفة الطلبة. وسيمكن دمج المقاييس في حلول التنقل والتوصية في التعليم الرقمي.