كيف نعلم بهدف تنمية التفكير؟
يجب أولاً الاقتناع التام بأن تنمية التفكير هو أهم هدف لعمليتي التعلم والتعليم للنشء من سن الطفولة الأولى الى ما بعد الجامعة. وبعد حصولنا على هذه القناعة، علينا أن نراجع مفهومنا عن التفكير وأنواعه، ثم وضع مخطط يبدأ مبسطاً، ويتدرج في التعقيد مع السن والتقدم الدراسي، حتى الانتهاء من الجامعة، مع ضمان أن يكون خريج الجامعة قد أتقن هذا المفهوم وصار يقدّره ويستخدمه باستمرار.
ولما كان من الضروري البدء بالطفل في مرحلة الطفولة الأولى، كان على الوالدين أن يكونا البادئين بتدريب الطفل على التفكير المبسّط. ويبدأ ذلك التدريب بالاهتمام بزيادة قوة الملاحظة عند الطفل وذلك بألعاب ورسوم مزدوجة تبدو وكأنها نسخة من بعضها، ولكن بين النسختين فروقا تتدرّج بدءاً من فروق واضحة الى فروق تحتاج الى دقة ملاحظة حتى تتضح، وجعل مثل هذه التدريبات تبدو وكأنها العاب تسلية، مع إعطاء الطفل جائزة معنوية أو مادية كلما إرتقى بقدرته على دقة الملاحظة.
ويأتي الشق الثاني مستنداً الى أسئلة الأطفال المبنية على حب الاستطلاع وحب التعلم عندهم. فاذا سأل الطفل عن أمر كان على الأب أو الأم عدم الإجابة المباشرة، بل استدراج الطفل بأسئلة متعاقبة حسب مستواه الفكري الى أن يتوصل في النهاية الى جواب سؤاله الذي بدأ به.
ويرى عدد من المعلمين أن تعلم اساليب محدّدة معينة في تنمية التفكير ضروري للمعلمين. وفيما يأتي مقترحات لهذه الأساليب:
أولا: تعليم إستراتيجيات التعلم من خلال ما يأتي:
1- التركيز على تقوية الانتباه ودقة الملاحظة والتدريب عليهما.
2- تنشيط الذاكرة لمساعدة الطلبة على استدعاء المعلومات الأساسية وتكرار ذلك في كل مناسبة تطرأ.
3- تقوية التفكير بالاكثار من المواقف التي تستدعي التفكير لحلها.
4- مساعدة الطالب على تحديد وجهة نظره الخاصة، ومناقشته فيها على قدم المساواة كما لو كان ندا للمعلم.
5- تعزيز قدرة الطالب على التعلم المستقل، واستعداده لتحمّل المسؤولية.
ثانيا: تعليم إستراتيجيات التفكير في مجال محتوى دراسي من خلال ما يأتي:
1- إكتساب المفهوم من خلال عرض أو تقديم أو شرح طرائق معينة تؤدي الى فهم الأفكار الجديدة.
2- تطوير المفهوم عن طريق تقديم طريقة أخرى لدراسة أفكار جديدة بصورة أعمق.
3- تمييز الأنماط وادراكها عن طريق تدريب الطلبة على عملية التنظيم وفهم المعلومات المسموعة والمكتوبة بصورة جيدة.
4- تمييز الأنماط الدقيقة جداً وادراكها من خلال التوسع في فهم المعلومات.
5- تعليم الطلبة دمج المعارف الجديدة بالمعارف المعروفة من قبل لتوحيدها.
6- إطلاع الطلبة على طرائق متعددة لتعلم مهارات جديدة يدوية أو لغوية أو موسيقية أو رياضية.
ثالثا: تعليم إستراتيجيات الاستنتاج والاستدلال:
1- تدريب الطلبة على استنتاج حقيقة أو معلومة من حقيقتين أو معلومتين أو أكثر، كما في المنطق. وتدريبهم على الاستنتاج بالقياس الى أمر معروف أو سبق إستنتاجه.
2- تدريب الطلبة على الاستقراء، كأن يستنتج الطالب أحداثاً محتملة الوقوع من النظر في سلسلة من الملاحظات والمشاهدات التي قام بها.
3- تقويم الأدلة والشواهد من خلال تطوير قدرة الطلبة على التأكد من دقة المعلومات وتحليلها، وتبيّن صلتها ببعضها بعضاً.
4- إختبار قيمة المعلومات من خلال تعريف الطلبة بكيفية التحليل الموضوعي لوجهات النظر المتباينة حول الموضوعات المثيرة للجدل.
5- تدريب الطلبة على القراءة النقدية، وبيان نقاط القوة أو الضعف في حجة ما أو مقولة أو بحث.
6- حل المشكلات العادية التي تحصل بين الطلبة أنفسهم، أو بينهم وبين أحد معلميهم، أو غير ذلك، بأسلوب التفكير العلمي والمنطقي.
7- تدريب الطلبة على التفكير المتشعب المؤدي الى الابداع والتوصل الى قرارات متميزة.
من كتاب: الانسان والتعلم.
تأليف: زهير الكرمي.
13 فصلا – 370 صفحة.
فصول الكتاب:
- ميزات الانسان.
- إتجاهات نمو الطفل الانساني.
- التفكير.
- التعلم في العائلة.
- التعلم في المدرسة.
- التخطيط لتثقيف المجتمع.
- كيف نعلم بهدف تنمية التفكير.
- تنمية المهارات المعرفية.
- أسلوب متكامل لتعليم التفكير.
- حلقة التفكير.
- وقفة تأمل.
- المعلمون.
- الذكاء والعبقرية والتعلم.