كيف تفهمين طبيعة بكاء طفلك؟
تقتصر تصرفات الطفل حديث الولادة على الاحتضان، النوم، الإرضاع، والكثير من البكاء. لا يمكن أن نعتبر الاستجابة لبكاء طفل حديث الولادة إفراطاً في التدليل، فكل جزء من الاهتمام الذي توليه الأم لطفلها يساعده على النمو والتطور.
ربما يتواصل طفلك معك بصرياً بعض الأحيان، إلا أن البكاء هو الشيء الرئيس الذي ستلاحظينه بخصوص سلوكه، فهو يبكي حين يكون جائعاً، مضطرباً، مبللاً وغير مرتاح.
يولد الأطفال بطباع مختلفة، فبعضهم يسهل التعامل معه، فيما يبدو الآخرون أكثر حدة ويبدو البعض كثيري الحركة والآخرون أكثر هدوءاً، وبعضهم يكون مرحاً معظم الوقت، بينما يكون آخرون أكثر جدية.
بكاء الطفل حديث الولادة:
يشكل البكاء الوسيلة الأساسية للتواصل عند الطفل حديث الولادة، وفي إعلام الأم بما يحتاجه. إنه صوت يدفعك للتحرك، حتى لو كنت نائمة. وإذا كنت ممن ترضعين طفلك رضاعة طبيعية، فالبكاء يحفز منعكس تدفق الحليب.
يصل البكاء إلى الذروة حين يصبح الطفل بعمر ستة أسابيع، إلا أن هذه الفترة من البكاء الشديد ستزول.
يمتد بكاء الأطفال واهتياجه لحوالي ثلاث ساعات خلال اليوم، وقد يطول أكثر من ذلك بعض الأحيان. يبدو أن معظم البكاء والهياج يحدث في وقت متأخر من بعد الظهر والمساء، رغم أن كل يوم قد يكون مختلفاً عن الآخر.
كلما زاد عمر الطفل، يصبح من الأسهل بالنسبة لك فهم ما يحاول إخبارك به عبر البكاء. ويحتمل أيضاً أن يمتد البكاء على طول اليوم.
كيفية الاستجابة:
يحاول طفلك حديث الولادة اكتشاف العالم من حوله، والطريقة التي تستجيبين بها لتصرفاته خاصة البكاء، ستعلمه الكثير حول عالمه.
قد يكتشف طفلك، مثلاً، أنه حين يبكي يحضر أحد لتلبية ما يحتاجه، ربما يكون الأمر تغيير فوطته، أو إرضاعه أو ضمه، فإذا حدث ذلك سيدرك الطفل أن العالم من حوله مكان مقبول.
عندما تستجيبين بسرعة لتهدئة طفلك حين يبكي ستقل فترات بكائه بشكل عام.
من الجيد أن تحملي طفلك عندما يبكي، فذلك يشعره بالأمان لأنك والدة حنونة، محبة وسريعة الاستجابة.
لا يمكنك الإفراط في تدليل طفل حديث الولادة. فإن بكاء الطفل بهذا العمر يعني أنه يحتاج لمساعدتك، فإذا استجبت بهدوء وبشكل مناسب، سيدرك الطفل أن العالم مكان آمن.
البكاء الذي لا يمكن تهدئته أو المغص:
يكثر بكاء بعض الأطفال ولفترة طويلة دون أن يفيد أي شيء لتهدئتهم، وتدعى عادة هذه الحالة بالمغص.
قد يكون ذلك سلوكاً طبيعياً عند بعض الأطفال خاصة في نهاية يوم طويل وبعد الكثير من التنبيهات، وقد يساعد البكاء الأطفال حديثي الولادة للتحكم بما يحيط بهم كما لو أنهم يهددون بهذا البكاء اسكات العالم كله.
إذا كان بكاء طفلك على هذا النحو، سيكون من الصعب التغلب عليه. وإليك بعض الأفكار التي قد تساعدك وطفلك بهذا الخصوص:
- قللي من التنبيهات حول الطفل، مثلاً، جربي أن تجلسي مع الطفل في غرفة هادئة ذات ضوء خافت.
- ضعي الطفل على جنبه في سريره وربتي كتفه بشكل متناغم، ثم اقلبيه بهدوء على ظهره عندما يستغرق في النوم.
- جربي وضع سدادة أذن وهمية، ودعي صوت البكاء يمر، واقنعي نفسك أن كل شيء على ما يرام وأنك تفعلين ما بوسعك لمساعدة طفلك.
- خذي الصغير في نزهة في عربته، إذ يمكن أن تكون الحركة عامل تهدئة بعض الأحيان.
- جربي "الضجة البيضاء" مثل صوت المروحة أو الراديو على النقطة الساكنة بين المحطات، فهذا يساعد على تهدئة الطفل.
متى تطلبين المساعدة بخصوص سلوك طفل حديث الولادة:
يحق لجميع الأطفال أن يشعروا بالأمان والحماية. إلا أن وظيفة الأهل ليست سهلة، لذلك اطلبي المساعدة إذا شعرت بعدم قدرتك على التأقلم أو أنك قد تؤذين الصغير.
يصبح التعامل مع البكاء أسهل حين يزداد إدراك الطفل للعالم ويتمكن أكثر من إخبارك بما يحتاجه. كما أنك ستزدادين خبرة في "قراءة" سلوك طفلك.