كيف تتعاملين مع سلوك الأطفال في عمر المدرسة؟
هل يتساءل الأهل دائماً عما عليهم توقعه من سلوك الأطفال في سنوات المدرسة الأولى؟ إنها الفترة التي سيتعلم فيها الطفل المزيد حول التحكم بتصرفاته ومشاعره، ويمكنك تقديم المساعدة بطرائق عدة.
فهم سلوك الأطفال في عمر المدرسة:
يحتاج الطفل في عمر المدرسة إلى حدود توجهه خلال نموه واكتشاف ما حوله، فالحدود والروتين يمنحان الطفل إحساساً بالأمان ويساعدانه على تحمل المسؤولية عندما يكون مستعداً لذلك.
يتعلم الأطفال في عمر المدرسة كيفية اتباع القواعد في المدرسة وفي المنزل، وقد يحتاجون في بداية الأمر إلى تذكيرهم بذلك مثلاً أن يرتدوا اللباس المدرسي لأن اليوم هو يوم دراسة.
يمكن لأيام المدرسة أن تكون طويلة ومتعبة للطفل، ففي نهاية اليوم قد يؤدي ذلك إلى بعض التصرفات النكدة. يمكن للتخطيط المسبق أن يفيد في هذه الحالة.
الذهاب إلى المدرسة:
يمكن لكيفية سير الأمور في المنزل صباحاً أن تحدد طابع اليوم بكامله، فالطفل الذي يصل المدرسة هادئاً مرتاحاً وقد تناول طعامه ومستعداً يمكنه أن يستفيد إلى أقصى حد من ساعات النهار الأولى القليلة وهي أفضل فترة للتعلم بالنسبة للأطفال.
وفيما يلي بعض الأفكار التي تساعدك وطفلك في فترة الصباح المدرسي:
- حاولي النهوض قبل 15 ـ 30 دقيقة، فبعض الوقت الإضافي في الصباح تجعل الأمور تجري بسلاسة أكبر.
- جهزي لائحة بالأشياء التي يمكن للطفل المساعدة في إنجازها عند الصباح ـ ويمكن أن تكون بالصور إذا لم يكن الطفل قد تعلم القراءة بعد ـ وقد يكون الطفل بطيئاً في بداية الأمر ويقترف الأخطاء ولكنه سيتمكن من إنجاز الأمور مع التمرين.
- أغلقي التلفاز والجهاز اللوحي والكمبيوتر في الصباح، فهي تشتت انتباه الطفل للاستعداد ويصعب عليه سماعك.
الغش والتنمر في المدرسة:
إن الحديث مع معلمة طفلك طريقة جيدة لمعرفة ما يجري في اليوم المدرسي للطفل، خاصة إذا لم يكن كثير الكلام معك.
في بعض الأحيان، يغش الأطفال في عمر المدرسة بوظائفهم أو بالرياضة، وقد يكون الغش العرضي لا ضرر منه ولا يثير القلق في السنوات الأولى، ولكن إذا مارس الطفل الغش لأنه يشعر بالضغط لينجح أو ليفوز، أو إذا أصبح الغش نموذجاً كلما كبر الطفل، عندها لابد للأم من التدخل. وغالباً ما يكون الحديث حول القواعد والعدالة نقطة بداية جيدة مع الأطفال في عمر المدرسة.
يمكن للتنمر أن يكون مزعجاً وكذلك الشتم أو الاستبعاد من المجموعات أو الألعاب، كما يمكن أن يصل الأمر إلى العنف الجسدي. التنمر سيء دائماً ولابد من التدخل للمساعدة إذا كان طفلك يواجه التنمر. من الضروري أن يدرك الطفل أن التعبير دون خوف ضد التنمر والحصول على مساعدة ليس شكوى، بل شجاعة.
يمكنك أن تساعدي طفلك للتعامل مع التنمر عبر تدخل المدرسة لإيجاد حل بما أمكن من السرعة، ويمكن لمعلمة الطفل أن تكون نقطة بداية جيدة. إن منح الطفل الكثير من الحب والدعم في المنزل مهم أيضاً.
ماذا نتوقع من سلوك الطفل في عمر المدرسة:
العادات والكذب:
يعتاد الكثير من الأطفال بعض العادات مثلاً قضم الأظافر، وقد تزعجك عادات طفلك ولكنها لا تستدعي القلق عادة، فهي تختفي وحدها. ولكن إذا كانت هذه العادات تؤثر على النشاط اليومي للطفل أو إذا كانت تسبب بعض الأذى يمكنك أن تحاولي مساعدته لكسر هذه العادة.
ربما فاجئت طفلك وهو يكذب بشكل عرضي، إن الكذب جزء من تطور الطفل في عمر المدرسة، وغالباً ما يبدأ في عمر الثالثة تقريباً، أما الأطفال في عمر 4 ـ 6 سنوات فيكذبون عادة أكثر من الأطفال في مراحل العمر الأخرى. إن تعليم الأطفال قيمة الصدق وقول الحقيقة أفضل من تطبيق العقاب بسبب كذبات صغيرة.
الشتم والسباب:
قد يحاول الطفل في عمر المدرسة السباب. فإذا كان ذلك غير مقبول لدى أسرتك، عليك أن تتحدثي مع الطفل حول اختيار كلماته أكثر من تجاهل سلوكه، حيث يدرك الأطفال بهذا العمر أن الكلمات يمكن أن تؤذي الآخرين أو تزعجهم.
القلق:
القلق جزء طبيعي من تطور الأطفال.
إذا ظهرت علائم القلق على طفلك، يمكنك دعمه بمعرفة ما يخيفه، وتشجيعه بلطف للقيام بالأمور التي تثير قلقه، ومدحه عندما يفعل ذلك. كما أنه من المفيد تجنب عبارات مثل "الخجل" أو "القلق". تدخلي لتقديم المساعدة فقط عندما يصبح الطفل قلقاً بالفعل. إذا كان الخجل أو القلق يؤثران على حياة الطفل سواء في المدرسة أو في البيت، راجعي طبيبك العام للمشورة.
الإلحاح:
يمكن أن يكون ذلك مزعجاً، لذلك من المستحسن وجود خطة لمواجهة الأمر حين يحدث. يمكن أن تكون البداية بإشعار الطفل أنك لن تفكري بما يطلبه حتى يفعل ذلك بشكل مهذب.
تنافس وشجار الأخوة:
إن حدوث شجار بعض الأحيان هو واقع عندما يجتمع الأطفال. وتؤثر بعض العوامل على الشجار، مثل، الطباع ـ البيئة ـ العمر والمهارات. يمكنك العمل من خلال هذه العوامل لمعالجة الشجار ضمن العائلة.
بعض الأفكار لتغيير سلوك الطفل في سنوات المدرسة الأولى:
المشاركة بالمشاعر:
إذا تمكنت من إخبار طفلك بصدق كيف يؤثر سلوكه فيك، يمكنه أن يدرك مشاعره من خلال مشاعرك، وأن يتعاطف معك. لذلك يمكنك أن تخبريه مثلاً كم يزعجك إحداثه للضوضاء إلى حد أنه لا يمكنك الحديث على الهاتف. عندما تبدأ عبارتك بكلمة (أنا)، فإنها تتيح لطفلك المجال لتغيير الأمر لصالحك.
تطبيق العقوبة:
عندما تشرحين تبعات السلوك، يمكن لطفلك في عمر المدرسة أن يدرك سبب الخطأ، وأن يفهم العالم حوله. ولكن قد يكون مقبولاً عدم الشرح في بعض الأحيان.
إن وضع عقوبة لسلوك غير مستحب قد يساعد في تغيير سلوك الطفل، وربما لا تحتاجين في بعض الأحيان إلى اللجوء إلى العقوبة مطلقاً. فالنتائج الطبيعية لتصرف الطفل ستساعده على الإدراك أيضاً، كأن يشعر بالبرد قليلاً لأنه لا يريد ارتداء معطفه.
ويعتبر إيقاف اللعب لفترة قصيرة من أنواع العقوبة، ويعني ذلك أن على الطفل الذهاب إلى مكان بعيد عن نشاطاته المفضلة وعن الآخرين لفترة قصيرة. يمكنك اللجوء إلى هذه الطريقة لمعالجة سلوك صعب بشكل خاص، أو حين يحتاج كلاكما إلى فترة راحة قصيرة عن الآخر.
حل المشاكل سوية:
حاولي حل الخلافات معاً عبر الحديث عن السلوك الذي ترغبان به، وربما تتمكنين من التوصل إلى حل رابح للطرفين، ومن المحتمل أن يوافق طفلك على هذا الحل لأنه ساعد في تحقيقه.
النظام:
يساعد النظام طفلك على تعلم كيفية التصرف، والعكس أيضاً. ينجح النظام بشكل أفضل حين يكون صارماً وعادلاً بنفس الوقت وحين تتسم علاقتك مع الطفل بالمحبة والحنان.
لا يعني النظام دائماً، بل حتى غالباً العقوبة، فالعقوبة وحدها لا توجه الأطفال إلى الوجهة الصحيحة بل تعلمهم فقط ما الذي عليهم أن يتجنبوا فعله.
العقوبة لا تعني العقاب الجسدي، فالعقاب الجسدي كالصفع مثلاً لا يعلم الطفل كيف يتصرف، ويمكن أن يسبب له الأذى.