كيف تبني عائلة متماسكة متحابة ؟
لا تبنى العائلة القوية بالمال الوافر أو بالممتلكات، بل بالمحبة، والأمان، بالتواصل والروابط. مع بعض القواعد والعادات.
تحتاج العائلة المتماسكة إلى:
1- الأمان الجسدي والعاطفي:
تمنح الأسرة المتماسكة كل فرد فيها شعوراً بالأمان العاطفي والجسدي، إذ تزداد ثقة الصغار فيها بشكل خاص بأنفسهم وبقدرتهم على التعامل واكتشاف العالم خارج حدود أسرتهم إذا توفر لديهم أساس الأمان، لأنهم يدركون أن بإمكانهم الرجوع إلى الأسرة للشعور بالراحة والدعم والحماية عندما تصبح الأمور مرعبة في العالم الواسع الكبير، حتى لو كان هذا العالم عبارة عن الملعب القريب.
أفكار مفيدة لخلق الأمان والطمأنينة:
- تكلم مع طفلك عن المشاعر، ويمكن تخصيص وقت محدد لتبادل الأفكار والنقاش حولها، حيث يمكن لكل فرد في الأسرة التعبير عن الأمور الحسنة والأمور السيئة التي حدثت خلال اليوم، وذلك أثناء تناول وجبة الطعام مثلاً او في أي وقت تجتمع فيه افراد العائلة.
- ضع خطة لما يمكنك أن تفعله حيال المشاعر القوية وبطريقة هادئة، إذا كنت تشعر أنت أو طفلك بالتوتر أو القلق، يمكن القيام بنزهة قصيرة، أو الاستماع إلى الموسيقى لمساعدتك في التغلب على المشكلة.
- إظهار الاحترام لكل فرد من افراد العائلة من خلال الإصغاء والانتظار إلى أن ينتهي من الكلام، وتجنب النقد.
2- الدفء، الرعاية والاهتمام الايجابي في العائلة المتماسكة:
يساعد الدفء والرعاية والحنان على بناء علاقات أسرية متماسكة.
يصبح تصرف الأطفال الذين ينشئون في أسرة محبة ورقيقة، أفضل مع غيرهم من الأطفال وكذلك في المدرسة ومع المعلمين، ويقل احتمال قيامهم بالتنمر على غيرهم، كما أن الكثير من المحبة تمنح الطفل شعوراً بأنه متميز مما يساعده على التعامل مع النجاح والفشل في الحياة.
أفكار مفيدة لخلق الدفء والرعاية والاهتمام الايجابي:
- التعبير عن مقدار الحب، والبحث عن فرصة تقول فيها لطفلك مدى افتخارك به.
- ابتسم وانظر إلى عيني طفلك عندما تتحدث إليه.
- أظهر العواطف بطريقة فعلية متى أمكنك ذلك.
- المديح والتشجيع لأي فرد الأسرة عندما يتصرف تجاه الآخرين أو يقوم بعمل جيد.
- إظهار الاهتمام عبر خلق أوقات مرح مشتركة.
- خلق الفرصة لأوقات خاصة تفعلان خلالها أموراً تستمتعان بها.
3- قواعد عادلة وحازمة وعادات روتينية في العائلة المتماسكة:
إن القواعد الحازمة والعادلة تجعل كل فرد في الأسرة مدركاً لما هو متوقع ولطريقة التصرف، وتساعد القواعد أفراد العائلة على الانسجام، فتصبح حياة الأسرة أكثر هدوءاً.
عندما ينشأ الطفل ضمن عائلة لديها قواعد صحيحة، يكون أداؤه المدرسي أفضل، ويقل احتمال تورطه في تصرفات خطرة عندما يصل إلى مرحلة المراهقة.
إن القواعد العادلة والتبعات المنطقية تساعد الأطفال على تعلم وجود حدود يمكنهم استخدامها في مجالات الحياة الأخرى.
تسمح العادات الروتينية للطفل بأن يعرف الأمور التي تهم أسرته، كما أنها توطد المعتقدات والقيم المشتركة وتخلق شعوراً بالانتماء والارتباط في العائلة وكذلك الاستقرار عند وجود ضغوط في حياة العائلة.
أفكار مفيدة لوضع قواعد وعادات روتينية في العائلة:
- دع الطفل يشارك في المهام والأعمال المنزلية، ويكتشف وظيفة كل فرد في الأسرة إذ سيمنحه ذلك إحساساً بالمساهمة في حياة الأسرة.
- عقد اجتماعات عائلية منتظمة لكي يشارك الطفل في وضع قواعد الأسرة والتخطيط للمناسبات العائلية.
- عندما يصل الطفل إلى مرحلة المراهقة، يمكن أن تخبره بأن المزيد من الاستقلالية يعني مزيداً من المسؤولية.
4- التواصل الجيد في العائلة المتماسكة:
إن العائلة التي تدعم أفرادها، تتمكن من التواصل الجيد فيما يتعلق الأمور الحسنة والسيئة، مما يسمح لهم بالاحتفال معاً عندما تكون الأحوال جيدة وبمناقشة المشاكل عندما تسوء الأمور.
يدور الحديث الجيد في العائلة حول:
• تشجيع أفراد العائلة لتبادل الحديث، والإصغاء حتى تتاح الفرصة لكل فرد في الأسرة للتعبير عن مشاعره.
• مساعدة الأطفال على تعلم الكلمات التي تعبر عن أفكارهم وآمالهم، وبذلك يتعلمون كيف يطلبون ما يحتاجونه أو ما يريدونه.
• الاستماع إلى مشاكل أحد أفراد الأسرة والتعاطف معه دون أن تحس بضرورة إيجاد حل للمشكلة أو بتقديم النصيحة له.
• تعلم طريقة الحوار والتوصل إلى تسوية في حال وجود مشكلة ما، وبذلك يتمكن كل فرد من الحصول على جزء مما يريده.
• التركيز على لغة الجسد وعلى التصرفات والكلمات أيضاً.
أفكار مفيدة لبناء تواصل جيد:
- حاول أن تتوقف عما تفعله وتولي اهتمامك الكامل عندما يرغب احد افراد العائلة بالحديث معك، وإذا لم يكن باستطاعتك أن تولي كامل اهتمامك، يمكنك توضيح ذلك .
- لتكن وجبات الطعام عائلية قدر المستطاع مع إغلاق جهاز التلفاز، لأن وقت تناول الطعام يكون أفضل الأوقات لتبادل الحديث ومعرفة ما يجري في حياة كل منكم.
5- العائلة المتماسكة وارتباطها بالآخرين:
من المهم بالنسبة للأطفال أن يكونوا على اتصال مع الأشخاص الآخرين الذين يهتمون لأمرهم، ويشمل ذلك العائلة الأوسع، الأصدقاء، الجيران، والمجتمع.
تساعد العلاقات على تطوير احترام الذات لدى الطفل، فهي تعطيه إحساساً أقوى بمكانته في الأسرة سواء كان حفيداً أو ابن عم أو ابن أخت أو ابن أخ. والارتباط بالعائلة الأوسع والأصدقاء والأشخاص الآخرين في المجتمع يساعد الطفل على تعلم كيفية التواصل مع مختلف الأشخاص.
يمكن للكبار المهمين أن يدعموا العائلة عندما تتعقد الأمور، مثلاً عند حدوث وفاة في العائلة، أو أن يشاركوا بالمرح عندما تقضون فترة العطلة سوية أو عند الاحتفال بالمناسبات المميزة.
أفكار مفيدة لتواصل أفراد العائلة:
- تشجيع الأطفال على زيارة الجد والجدة والأقارب وكذلك أبناء العمومة، إذا كانوا يعيشون بعيداً يمكن مكالمتهم هاتفياً أو إرسال رسالة أو بريد الكتروني، أو التحدث عبر الفيديو.
- دعوة الجد والجدة والأقارب وأصدقاء الأسرة لحضور المناسبات المدرسية أو الرياضية التي تهم الطفل، مثل احتفال لاستلام جائزة أو أداء تمثيلي