كيف تبعدي طفلك عن السلوك العدواني؟
كثيراً ما تسعدك تصرفات وسلوك طفلك الصغير، إلا أن هذه التصرفات قد تدفعك للجنون في أحيان أخرى. ففي سن الطفولة المبكرة أو مرحلة ما قبل المدرسة قد لا يمتلك الصغير القدرة على ضبط النفس للتعبير عن الغضب بهدوء، ومن الطبيعي أن يندفع بعنف وربما يقوم بالعض والضرب من جراء الإحباط.
وعلى الرغم من أن الثورات العرضية حالة طبيعية ـ خاصة خلال نوبات الغضب ـ إلا أن باستطاعتك توجيه سلوك طفلك عبر عدة أمور:
1- علمي الطفل قوانين المنزل: لا يدرك الأطفال قوانين المنزل إلا إذا تم تعليمهم، وهذه إحدى مسؤوليات الأهل. يرغب الأطفال بشكل طبيعي باللمس والإكتشاف، ففي حال وجود أشياء ثمينة لا تريدين المس بها، قومي بإخفائها أو إبعادها. فكري بإعداد ركن منفصل في المنزل حيث يمكن للطفل أن يلعب بالكتب والألعاب. إذا خرق الطفل أحد القوانين الأساسية، لابد من تأنيبه فوراً ليدرك تماماً الخطأ الذي ارتكبه.
2- المبالغة بالتهديد: إن التعزيز الإيجابي للسلوك المرغوب أكثر فاعلية وتعليم الطفل سلوكيات بديلة أفضل من التهديد في حال استمر بالسلوك السيئ. أخبريه أن عليه استخدام الكلمات حين يغضب في المرة القادمة.
3- إلهاء الطفل بطريقة سليمة: خلال تعليم طفلك وسائل أخرى للاستجابة، لا مانع من تشتيت انتباهه في بعض الأحيان، أو تجربة طريقة أخرى. طالما أنك لا تقومين "برشوته" ليتصرف بشكل مختلف بواسطة وجبة حلوى. فلا ضير أن تعمدي إلى تحويل مركز انتباهه.
4- ضبط النفس: تذكري أن الأطفال لا يملكون الكثير من القدرة على ضبط النفس بشكل طبيعي، فهم بحاجة إليك لتعليمهم ألا يلجئوا للركل، الضرب أو العض حين يغضبون، بل أن يعبروا عن مشاعرهم بالكلام بدلاً من ذلك.
5- لا نسبب الأذى لبعضنا البعض: راقبي طفلك بدقة حين ينخرط في نزاع مع رفاق اللعب. إذا كان الخلاف ثانوياً، ابتعدي ودعي الأطفال يحلون المشكلة بمفردهم، إلا أن عليك التدخل حين يدخل الأطفال في عراك جسدي يستمر حتى بعد أن طلب منهم التوقف، أو حين يبدو أن أحد الأطفال في حالة ثورة لا يمكن ضبطها وأنه يعتدي أو يعض الطفل الآخر. فرقي بين الأطفال وأبقيهم منفصلين حتى يهدئوا. إذا كان العراك عنيفاً جداً، ربما يتوجب عليك إنهاء فترة اللعب، وأوضحي لهم أنه لا يهم من بدأ العراك فلا عذر لمحاولة إيذاء بعضنا البعض.
6- بدل العراك: علمي طفلك أن يرفض بنبرة صوت حازمة، وأن يدير ظهره، أو أن يجد تسوية بدل القتال الجسدي، وعبر الأمثلة تعلمين طفلك تسوية الخلافات بالكلام بدل العنف الجسدي فذلك أكثر فاعلية وأكثر تحضراً.
7- "عمل ممتاز": امدحي طفلك على حسن سلوكه، واشرحي له كم كان تصرفه كالكبار حين استخدم وسائل بدلاً من الضرب والركل والعض. شجعي طفلك وامدحيه دائماً كلما تصرف بلطف وكان سلوكه رقيقاً.
8- لا بأس بتعطيل فترة اللعب: ليس خطأ اللجوء إلى تعطيل فترة اللعب حين يكون سلوك طفلك غير ملائم، ويمكن استخدام هذه الوسيلة تجاه الأطفال الصغار بعمر السنة.
9- اضبطي انفعالك: راقبي دائماً سلوكك بوجود طفلك، فإن إحدى أفضل الطرق لتعليمه حسن السلوك هو أن تضبطي انفعالك. إذا عبرت عن غضبك بشكل هادئ ومسالم، قد طفلك هذه القدوة.
10- كوني قوية: إذا أردت تأديب طفلك لا تشعري بالذنب حيال هذا الأمر وحتماً لا تعتذري. إذا أحس طفلك بمشاعرك المختلطة، سيقنع نفسه أنه كان على صواب وأنك الطرف "السيئ". على الرغم من أن تأديب الطفل ليس عملاً مريحاً، إلا أنه جزء ضروري من عمل الأهل، ولا مبرر للشعور بالذنب حوله. لابد أن يعرف طفلك عندما يرتكب خطأ أن من الضروري تحمل مسؤولية أفعاله وأنه على استعداد لقبول النتائج.