قريباً تنتهي المدارس التي نعرفها
قد تبدو مدارس اليوم تقريباً كما كانت قبل 50 عاماً، لكن الواقع في بعض البلدان يشير الى توجه نحو التغيير. فقد أصبح الأطفال يتعاملون مع بيانات الانترنت، ويستخدمون أجهزة الكمبيوتر الشخصي النقالة بأشكال متعددة. لكن المختصين في قسم التطبيقات التربوية في غوغل يقولوا ان الأعوام الخمسين القادمة ستشهد تطورات أكثر وضوحاً. ومن ذلك:
1- سيكون التعاون هو الأساس:
ستبنى المدارس لتكون عبارة عن مساحات تعاونية كلية، وذلك بفضل الاستخدام الشامل لتكنولوجيا الواقع الافتراضي الذي يقدم إعادة إنتاج رقمي للواقع الحقيقي، بحيث يكوّن بيئة افتراضية في الكمبيوتر تحاكي البيئة الحقيقية، يكون الطالب جزءاً منها ويتفاعل معها، والواقع المعززالذي يكرر البيئة الحقيقية في الكمبيوتر ويعززها بمعطيات افتراضية لم تكن جزءاً منها. فبدل الحاجة للالتقاء في نفس الفضاء المادي، سيعمل الأطفال على مشاريع طويلة المدى عن بعد متفاعلين من خلال منصات الانترنت. ويشار الى أن غوغل عملت في عام 2006م، على تأسيس مجموعة مستندات غوغل، وطبقتها في المدارس باسم "صف غوغل". وهي نظام مستند على السحاب يسمح للمستخدم بانشاء وتحرير الملفات عبر الانترنت بالتشارك مع مستخدمين آخرين في الوقت نفسه ، ويدمج تطبيقات غوغل لتسريع الجدولة وتشارك الملاحظات. وأكد المختصون في هذا الصف على أهمية التفاعل الاجتماعي والعمل المشترك.
2- الإنترنت يوزع الطلبة في المجموعات حسب قدراتهم وميولهم:
لكي يعمل الأطفال بأفضل طريقة ممكنة، على المدارس تجميعهم بأفضل طريقة ممكنة. سيعطي المعلمون للطلبة اختبارات عبر الانترنت تتسم بالذكاء الكافي لتصنيف الطلبة في مجموعات حسب ميولهم ومستوى مهارتهم، بدل النظام الحالي المعتمد على وضعهم في الصف تبعاً للعمر. هذا النوع من الفرز البديهي والمنطقي المعتمد على الإنترنت سيساعد أيضاً في وضع الأطفال على المسار المهني المناسب. وفي هذا الاطار يسخر مختصو غوغل من اختبارات تحديد المستوى الحالية التي تحدد أنك يجب أن تكون سباكاً أو جراح قلب. في المستقبل، ستكون هناك أدوات صحيحة تساعد في توجيه الطلبة نحو موضوعات معينة. فمن لا يحب الرياضيات، ويظهر قدرات كبيرة في القراءة واللغة، سيقال له انه لا يحتاج الى حساب التفاضل والتكامل مثلاً، في حين يتم التركيز على الرياضيات لدى الطالب الذي يظهر تميّزاً فيها. وهكذا، فان بيانات متطورة كهذه، ستوفر الظروف المثالية لنوع التعاون الضروري لتعلم فاعل.
3- تحتاج ثورة التكنولوجيا الى معلمين لقيادتها:
يدرك مختصو غوغل ان التكنولوجيا لا يمكنها أن تحوّل مسار التعليم من تلقاء نفسها. فهي تتطلب تطبيقاً ذكياً على أحدث المنتجات لمساعدة الأطفال على التعلم. ومع تقدم العالم أكثر وأكثر من الناحية التكنولوجية، فإن الأمر يرتبط جزئياً بالمعلمين للتأكد من أن الأطفال يشعرون بالارتياح باستخدامهم لأحدث المنتجات بشكل فاعل. ويقول المختصون، تخيل النتيجة لو استطعنا تعليم الأطفال جميع الأدوات التي بين أيديهم في الحياة اليومية وتركناهم يتخذون الخطوة التالية لإكتشاف العالم والبناء على ما هو موجود.