زيارتك القادمة لطبيبك عبر هاتف آيفون
هل أنت جاهز لزيارة طبيبك عبر هاتف الآيفون؟
قد لا تجد اسم هذه شركة أمريكان ول American Well مألوفاً بالنسبة لك، لكنها اليوم من أكبر الشركات التي تقدم خدمة الطبيب عن بعد، إذ تصمم الشركة تطبيقات لتزويد خدمات صحية عن بعد تبعاً لخطط وبرامج الصحة التي تُطلق في امريكا، وتعمل على توفيرها لكبرى المستشفيات كـ كليفلاند كلينيك، وأبرز أرباب العمل كشركة أوراكل.
يقول روي شوينبيرج الرئيس التنفيذي في شركة أمريكان ول American Well "يتسع جناحنا لـ 120 مليون شخص".
وقد كشفت أمريكان ويل في شهر حزيران 2015 عن حزمة من خدمات ومنتجات "الصحة عن بعد2.0 Telehealth 2.0" خلال المعرض التجاري لجمعية أمريكان تيليميديسن (الجمعية الأمريكية للصحة عن بعد) الذي اقيم في ولاية لوس آنجلوس.
ويتجلى أسمى أهداف شركة أمريكان ول وأكثرها جرأة في امكانية نقل رعاية المريض إلى خارج عيادات الأطباء وتقديمها عبر الأجهزة الذكية واللوحية، وجعل الأطباء متوفرين ليس عند الطلب للحالات الحرجة فحسب، بل حين المتابعة الصحية أيضاً.
"نحن سننقل الرعاية الصحية عن بعد التي كانت تُقدم للمرضى كإجراء طبيعي إلى مستوى جديد، وجعلها في متناول الأطباء" يقول شوينبرج.
عصر الرعاية الصحية عن بعد قد أزف:
عندما يتحدث محللو الصناعة عن "تطبيق أوبر للرعاية الصحية Uber for healthcare"، فإن هذا يعني أنهم يعتزمون التركيز على خدمات معينة، كـ بيجر وهيل، التي تسمح للمستخدمين بدعوة أي طبيب للمجيء إلى المنزل.
بيد أن نجاح هذين التطبيقين كان محدوداً، فثمة العديد من الأطباء الجاهزين للتنقل من منزل إلى آخر عند الحاجة، ولكن الحقيقة هي أن القسم الأكبر من الرعاية الصحية التي نحتاجها لا تتطلب توافر طبيب مباشر.
وفيما يلي نستعرض بعض الحقائق حول هذا الموضوع وهي:
• يزداد يوماً بعد يوم تركيز برامج الرعاية الصحية في أمريكا على إعادة ملء الوصفات الطبية أو تعديل السلوك – وبالتالي يمكن أن القيام بالمتابعة الدورية من خلال إشراف مقدمي رعاية صحية افتراضيين.
• تشير البيانات المستخلصة من مؤسسات الرعاية الصحية حول العالم إلى أن زيارة الأطباء عبر خدمة الفيديو تتمتع بالدرجة ذاتها من الفائدة كما لو أن المريض يزور الطبيب شخصياً.
• أظهر مسح لاختيارات المرضى أجرته شركة أدفايزوري بورد Advisory Board أن قرابة النصف من المرضى يدرسون خيار مراجعة أطبائهم عبر البريد الإلكتروني أو الكاميرا ويب في المرات اللاحقة التي يحتاجون فيها إلى رعاية طبية من الزكام أو الأنفلونزا أو أمراض أخرى مماثلة.
وعلى الرغم من أن تكنولوجيا الزيارات الافتراضية للأطباء متداولة منذ سنين، إلا أنها لم تتعدَّ المليون زيارة أو نحوه خلال عام 2014، في حين يُقدر عدد الزيارات المباشرة للأطباء بقرابة المليار زيارة.
إذاً لماذا لا تلقى الزيارات الافتراضية رواجاً؟
يتمثل السبب الرئيسي بالنسبة للعديد من الأطباء في عدم وجود مردود مادي من الرعاية الصحية عن بعد، فقد كشف مسح أُجري عام 2014 عن أن 62% من مقدمي خدمات الرعاية الصحية عن بعد يتقاضون أتعاباً متدنية أو قد لا يحصلون على شيء لقاء خدماتهم.
لكن هذا الحال آخذ بالتغير.
فقد بدأت هيئة ميديكير Medicare بتعويض مقدمي خدمات الرعاية الصحية عن بعد لقاء عدد محدود من الخدمات، وشهد اجتماع الكونجرس الأخير دراسة لـ 60 برنامجاً أو نحوه سعياً نحو زيادة تعويضات الرعاية الصحية عن بعد واعتمادها كوسيلة للعلاج، كما أن هنالك المزيد من التشريعات المطروحة على الطاولة حالياً، وفقاً لما ذكرت كل من سارة جاكوبسون وتيريسا وانج من شبكة روك هيلث.
كما أن مؤسسة يونايتد هيلثكير UnitedHealthcare وهي واحدة من أكبر مؤسسات التأمين الخاصة قد أصدرت بياناً هاماً في أواخر شهر حزيران 2015، يتضمن الإعلان عن قيامها بالدفع للأطباء لقاء الزيارات التي تتم عبر خدمة الفيديو بقدر ما يتقاضون عن الزيارات الشخصية.
تطبيق "تيلي هيلث 2.0 Telehealth 2.0 "
يقول شوينجبيرج : "إن التطبيق الجديد المخصص للأطباء سيعرض حزمة من الخدمات والتكامل مع تطبيقات الإحصاءات الحيوي من شركة آبل مع التركيز أكثر على الرعاية المستمرة والإشراف على المرضى.
" نعكف على تطوير هذه التطبيقات والإمكانات منذ عام ونصف، بوسع الأطباء الآن تحميل تطبيق بكامل القدرات الوظيفية التي يحتاجونها على هواتفهم كي يسهل عليهم تقديم الرعاية الصحية لمرضاهم المدرجين في القوائم."
وتحاول أمريكان ول جاهدة تطوير تطبيقات مماثلة لتطبيق "أوبر "Uber سعياً نحو الربط بين المرضى والأطباء بأفضل الطرق الممكنة: حيث تؤدي تطبيقات الشركة وظيفة البحث عن الأطباء والتأكد من توافر أي منهم، ثم الانتقال إلى الطبيب التالي في غضون عشرين ثانية، ويمكن النظام الخوارزمي المعتمد في الشركة من الربط بين المريض وأي طبيب خلال دقيقتين عندما يستخدم المريض تطبيقات الشركة.
من المنتظر أن ينضم المزيد من الأطباء إلى شبكة الشركة، كما وتشجع الشركة الأطباء على تركيب شاشات وأكشاك كي يتسنى للمرضى التواصل مع الأخصائيين. "نريد من كل ممارسة أساسية للرعاية أن تمسي ممارسة متعددة الاختصاصات." يقول شوينبيرج.
ماهي العقبات التي تواجه الرعاية الصحية عن بعد
تواجه الرعاية الصحية عن بعد جملة من العقبات العملية، فعلى سبيل المثال، يشتكي الأطباء من كثرة الطلب والحاجة المستمرة للإنتقال بسرعة وبشكل متكرر بين غرف الانتظار الحقيقية والافتراضية من خلال تشغيل هواتف الآيفون واستقبال المزيد من المرضى باستخدام هذه التطبيقات خاصة خلال فترة استراحتهم، ولا تروق فكرة التنقل هذه لكل طبيب، لاسيما الأطباء من كبار السن، وتبين بنتائج استطلاع لآراء الأطباء بصورة غير رسمية، أن معظمهم يتفهم قيمة الزيارات الافتراضية، إلا أن جميعهم يفضل رؤية المرضى في غرفة العيادة إن أمكن.
أما العقبة الأخرى بالنسبة للمرضى فهي كثرة الاستخدام ، لأنه عندما يكون الطبيب متاحاً عبر تطبيقات الهاتف، وتكلفة الزيارة مغطاة بالتأمين ، فما المانع من أن يراجع الإنسان القلق الطبيب حتى لو لم يكن ثمة ضرورة لذلك؟
ماذا يخبئ المستقبل؟
يعد إعلان شركة أمريكان ويل بمثابة أحدث تذكير بأن الرعاية الصحية عن بعد باتت قاب قوسين أو أدنى من أن تصبح إحدى اللحظات البارزة في التاريخ المعاصر.
لقد كرَّس الرأسماليون قرابة 300 مليون دولار للاستثمار في الطب عن بعد خلال العام المنصرم كما أشار موقع روكهيلث، وجمعت شركة أمريكان ول لوحدها 81 مليون دولار من خلال الاستثمار الخاص.
يقول شوينبيرج: "منذ خمسة أعوام خلت، كان الأمر عبارة عن عمل تبشيري يهدف إلى شرح قيمة الزيارات الافتراضية لشركات التأمين الصحي، أما الآن فلا شك بأنه عندما نجلس أمامهم، لم يعد هنالك مجال للجدول حول عوائد الاستثمار."