تخصصات ومهن مستقبلية سيتزايد الطلب عليها قريباً
في عالم اليوم المحموم بالاختراعات التقنية، فإنه من غير المستبعد أن يتحول المساعد التنفيذي في المستقبل من النمط التقليدي الذي نعرفه إلى مدير علاقات شخصية افتراضية (افاتارAvatar)، وقد تكون مهنة الطهاة المتخصصين في مجال الأطباق المطبوعة بالتقنية ثلاثية الأبعاد أو محللي حركة مرور الطائرات بدون طيار هي أسماء لمهن غير مشهورة في وقتنا الراهن،إلا أن هنالك كثيراً من المسميات الوظيفية التي قد تجعل الكثيرون يعيدون النظر فيما يعرفونه.
وبدءًا من الأعمال التي تُركز على مبدأ الاستدامة وانتهاءً بالمهن التي تُدير التقنيات المستقبلية مثل أجهزة الروبوت، فإنه لا يخفى أن التكنولوجيا الحديثة تحمل تأثيراً ضخماً على الصورة العامة للمهن التي ستكون متاحة في سوق العمل مستقبلاً.
ونستعرض بعض التخصصات والمهن التي سيتزايد الطلب عليها في المستقبل القريب،والتي لم يسمع عنها الكثيرون حتى اليوم:
1- المهن والتخصصات ذات العلاقة الوثيقة بعالم التكنولوجيا:
تُمثل التقنيات الحديثة مثل الطائرات الصغيرة وأجهزة الروبوت وأجهزة الواقع الافتراضي فرصاً غير محدودة للأعمال والشركات الحديثة على حد سواء للاستفادة من قوتها ودقتها. وفيما يلي الأعمال التي تمثل مسارات لمهن تشق طريقها نحو المستقبل:
- قيادة طائرات بدون طيار أو طائرات "درونز": تُمثل هذه المهنة احتمالاً ضخماً لمستقبل تكثر فيه الصناعات والمسارات المهنية، والتي تتراوح من تلك الموجودة في الجيش إلى مجال تعبئة منتجات المستهلكين. وسواء أتم تطويرها لأغراض الأبحاث أو مهام سرية أو جلسات تصوير فنية أو ببساطة لتسليم آخر طلبات المتاجر، وسوف يتمتع أولئك الذين بوسعهم قيادتها بفرص عمل كثيرة، وسيكون لديهم حرية الاختيار من بينها.
- تصميم الملابس بطابعة ثلاثية الأبعاد. إن عالم الموضة لا يتمتع بحصانة ضد تأثير التكنولوجيا، فقد ظهرت في السنوات القليلة الماضية تصاميم أنجزت باستعمال الطابعات ثلاثية الأبعاد، وقد عرضت في عروض الأزياء بدءً من ميلانو في ايطاليا وانتهاءً بمدينة نيويورك، وقد لفتت الجواهر والإكسسوارات وحتى ملابس السباحة الأنظار في هذا المجال. وتُقدم الطباعة الثلاثية الأبعاد إمكانيات تصنيع غير مكلفة، وبما أن هذه التقنية تتطور، فقد بدأت تغزو الأسواق، ومن المتوقع أن تواصل ثورتها مما سيحدث تغييراً جذرياً في مجال عمليات التصميم وصناعة الملابس التي نعرفها اليوم .
- هندسة معمارية للواقع الافتراضي: أصبح مصطلح "الواقع الافتراضي Virtual Reality" أحد المصطلحات الطنانة ضمن عدة صناعات عدة بدءًا من تلك المرتبطة بالترفيه، مروراً بألعاب الفيديو والأفلام، وانتهاءً بمجال العناية بالصحة. ويُطبق اليوم الواقع الافتراضي المعزز كواحد من أشكال العلاج. وتمثل هذه التقنية فرصاً هائلة للمصممين المهتمين في الحصول على فرص جديدة ومثيرة للعمل في المستقبل.
- التدريب الرياضي والصحي بالتدقيق الكمي الذاتي: لقد قارب على الانتهاء عصر المدربين الشخصيين، وجاء عصر التدقيق الكمي الذاتي وبإتباع هذا الأسلوب نصبح قادرين على تعقب كل شيء بدءًا بمقدار السعرات الحرارية المتناولة يومياً إلى متوسط معدل ضربات القلب إلى مستويات الإرهاق الجسدي. لكن معرفة الأرقام ببساطة لا تحسن من أنماط حياتنا، إلا أن القدرة على استخلاص هذه البيانات ورسم خطة غذائية أو رياضية مميزة تُمثل مساراً مختلفاً كلياً. ويخلط هذا المسار المهني بين مهارات أخصائي التغذية والمعالج الفيزيائي مع تحليل البيانات، وقد تكون مناسبة جداً لأي شخص مولع ومتمكن من هذا المجال التقني.
تحمل التقنية تأثيراً كبيراً على حياتنا اليومية، بما في ذلك فرص العمل المتاحة للخبرات الشابة والباحثين عن العمل المؤقت على حد سواء، لكن البقاء في الطليعة وعلى إطلاع بهذه المسارات المهنية المستقبلية قد يساعدك على العثور على عمل في مجال مربح وواعد تكون التكنولوجيا عصبه وشريانه.
2- المهن التي ترتكز على مبدأ الاستدامة:
مع ازدياد عدد الشركات التي تركز على التقليل من النسخ الورقية أو الكربونية والعمل وذلك ضمن الجهود العالمية لبناء مستقبل صديق للبيئة يقلل من استهلاك الطاقة، حدثت مؤخراً طفرة في المهن التي تهتم بالبيئة. وفيما يلي بعض المهن التي قد تكون مناسبة لأولئك المهتمين في الحصول على مهنة في مجال ديمومة الموارد.
- التخطيط الحضري للمدن الذكية: يتوجب على مخططي المدن والمعماريين أن يراعوا في وقتنا الراهن ليس فقط تدفق حركة المرور فحسب، بل عليهم أن يراعوا نوع حركة المرور التي تعيق حركة شوارعنا (أو سمائنا) بعد 20 أو 30 سنة قادمة. ويتعين على هؤلاء المخططين الذين يركزون على المستقبل أن يفكروا في كيفية إدخال التقنيات الذكية في الأبنية والشوارع وحتى مواقف السيارات وكيف سيقومون بإجراء تعديلات ملائمة على البنية التحتية، وهذا يرتبط إلى حد بعيد بالمسائل البيئية ومصادر الطاقة المتجددة وتحويل "المدن الذكية" إلى مدن بمصادر مستدامة.
- هندسة حلول الشبكة الذكية: أصبح مفهوم الشبكة الذكية محط انتباه واهتمام المخططين والمعماريين المدنيين والخبراء في المصادر المستدامة على حد سواء، وبإمكان جمع مصادر الطاقة الفعالة مع المرافق التقليدية أن يساعد في الوصول إلى مدن أكثر نظافة وأكثر اعتماداً على الطاقة المتجددة في المستقبل. هذا المسار المهني المليء بالعراقيل سيصبح أحد الخيارات المغرية للمهندسين والخبراء التقنيين.
3- المهن المتخصصة بإدارة البيانات والإدارة المالية:
تعني البيانات الضخمة فرص عمل ضخمة هذه الأيام، وهذا ما يعرفه تمام المعرفة خبراء البيانات ومحللوها في المفاهيم والممارسات العصرية مثل التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي زادت من حدة المنافسة. وفيما يلي بعض المسارات المهنية التي تضفي عنصر التقنية على المهام التقليدية.
- هندسة البيانات الضخمة: انتقل تحليل البيانات إلى نطاق أكبر، وعبر القدرة على التفسير والتقدير لكميات البيانات المخيفة التي سيحملها المستقبل خاصة مع انتشار انترنت الأشياء ، فذلك يعني فرص عمل كثيرة للباحثين عن العمل في هذا المجال المتنامي.
- تداول العملات البديلة: قد يعتري البنوك والمحللين الماليين في المستقبل القلق إزاء أمور أكثر أهمية من سعر الجنيه الاسترليني أو اليورو أو الدولار، إلا أن العملات البديلة مثل عملة (بيت كوين Bitcoin - وهو برنامج للدفع عبر الانترنت) قد تكون المصدر المحتمل لأفول نجم المؤسسات المالية التقليدية، وانبثاق مهن جديدة جرّاء ذلك. وفي ذروة نجاح بيتكوين، سيكون بوسع "الشركات الصغيرة" على سبيل المثال جني أرباح غير مسبوقة. وعلى الرغم من أن قيمة عملة بيتكوين تتأرجح منذ نشأتها،إلا أن كثيراً من الخبراء الاقتصاديين والماليين يتوقعون أنه حتى من ناحية الفكرة فإن هناك عملات بديلة ستظهر وتكون فرصة استثمارية هائلة.
- إدارة أعمال تجارة الكترونية: تطور شركات البناء والحديد الذكية مجتمعات شاملة وموطأ قدم لها عبر الشبكة، وهناك كثير من شركات البيع بالتجزئة عبارة عن واجهات عرض للنسخ الرقمية. ومدراء الأعمال على دراية تامة بتحسين محركات البحث وتكتيكات التسويق عبر البريد الالكتروني والشبكة، وتأتي إدارة المحتويات وتوزيعها في قمة مهن التجارة الالكترونية المنافسة.