المنغنيز في الأردن معدن واعد لماذا لم يستغل؟
أول من ذكر وجود المنغنيز في الأردن هو بلانكنهورن عام 1914، ثم بليك وأيونيدس عام 1939، اللذين قاما بتحليل عينة أشارت إلى أن نسبة ثاني أكسيد المنغنيز فيها تصل الى 70% والنحاس 1.8 %.
وفي عام 1940 ذكر جلوك بأن المنغنيز في ضانا قد اكتشف واستخرج في العصر البرونزي المبكر. كما ذكر المنغنيز في تقارير لعدد من الخبراء، منهم على سبيل المثال: شو عام 1947 وكوينل عام 1951 وكراوسكوف عام 1954.
وفي عام 1952 قام الخبير بنسون من دائرة المناجم الأمريكية بزيارة المنطقة التي كانت ممنوحة للسيد محمد الجندي كمنطقة امتياز، وذكر من خلال مشاهداته بأن الاحتياطي المتوفر في المنطقة هو 100000 طن. وأضاف إلى أنه من الممكن زيادة الاحتياطي إذا ما أجريت أعمال تنقيب.
وبناء على ذلك تعاقدت وزارة الإقتصاد الوطني في عام 1954 مع شركة ماكي وشنلمان لإجراء أعمال تنقيب في وادي ضانا، حيث قامت الشركة بعمل 57 خندقاً في مسافة 2.5 كم في الجانب الشمالي من وادي ضانا، وبينت النتائج بأن معدل نسبة المنغنيز هي 38.4% والنحاس 1.94% ولم تذكر الشركة أية أرقام حول الاحتياطي.
في عام 1959 قارن ماكيلفي المنغنيز في وادي ضانا مع المنغنيز في كل من تمنا / النجف على الجانب الغربي من وادي عربة والتي استغلت لفترة محدودة من قبل اسرائيل ومنطقة أم بجما في صحراء سيناء.
وأثناء عمل البعثة الجيولوجية الألمانية لمسح جيولوجي للمملكة خلال الفترة 1961- 1965 قامت بعمل بعض الأعمال التنقيبية وأصدرت تقريراً يتضمن النتائج.
تركزت معظم أعمال التنقيب التي قامت بها سلطة المصادر الطبيعية خلال الفترة 1966-1967 على وادي ضانا. فقد تم حفر 10 آبار في منطقة ضبعه، وحفر 18 نفقاً لمسافات تراوحت بين 45 168 متراً في الأودية الفرعية الجانبية الشمالية لوادي ضانا (محجوب، حقاب).
نتيجة لأعمال التنقيب المحدودة، تبيّن أن الاحتياطي المثبت يبلغ 1.5 مليون طن بنسبة 38% منجنيز، 4 .1% نحاس. ويبلغ الاحتياطي المحتمل حوالي 5 مليون طن. ونظرا" لارتفاع نسبة النحاس في المنغنيز، فان استغلال الأخير يرتبط ارتباطاً مباشراً مع استغلال النحاس، اذ يمكن اعتباره كناتج ثانوي للنحاس.
أظهرت الدراسات المجهرية التي أجريت على خامات المنغنيز، والتي قامت بها جهات مختلفة باحثين عدة، أن خامات المنغنيز الأردنية عبارة عن خليط من معادن أكاسيد المنغنيز المكثفة في وسط رملي ناعم، وأن أكسيد المنغنيز الرئيس هو البايرولوزيت، وأكاسيد المنغنيز الثانوية هي مجموعة البسيلوميلين (وتشمل بسيلوميلين بروبركريبتوميلين وهولاندايت وكورونودايت) المنجانيت والرامزدلليت والواد. بالإضافة إلى وجود معادن النحاس وبعض معادن الحديد مثل الجيوتايت، والهيماتايت، والليمونايت والبايرايت. أما المعادن المرافقة فهي الكوارتز والكالسايت والطين. وتوجد هذه الخامات بأشكال وخصائص مختلفة، والمعدن الرئيس للنحاس هو الكرايزوكولا.
ومع أن رواسب المنغنيز توجد ضمن صخور رسوبية إلا أنها تأخذ شكل العدسات الكبيرة، وتختلف التغيرات في السمك والنوعية ضمن مسافات قريبة، لكن في بعض المواقع يوجد تركيز للمنغنيز بسمك ونوعية يمكن أن يطلق عليها مواقع خامات.
يأخذ تمعدن المنغنيز أشكالاًعديدة، إما مختلطة مع بعضها أو تنتقل أفقيا" أو عموديا" من شكل إلى آخر. والأشكال المختلفة للتمعدن هي:
أ. النوع العدسي
وهو أهم أنواع التمعدن حيث يظهر على شكل طبقات متماسكة وسميكة مكونة من عدسات صغيرة متلاصقة وتمتد لعدة مئات من الأمتار. ويصل أقصى سمك لها 5.4 متر في موقع ضبعه، و 3م في وادي محجوب. وفي بعض الأماكن تقل سماكة الطبقة وتظهر على شكل عدسات صغيرة مبعثرة. وتختلف العدسات اختلافاً كبيراً من حيث النسيج والظواهر التركيبية.
ب. خام التسرب
ج. الخام الرقائقي
د. الخام المالئ للعروق
أجريت عدة تجارب في الولايات المتحدة الأمريكية لمعالجة وتركيز الخام على عينة ممثلة أخذت من خامات المنغنيز الأردنية من منطقة وادي ضانا بهدف فصل المنغنيز عن النحاس وعن الشوائب الأخرى في الخام، حيث أظهرت التجارب أنه بوساطة هذه الطرائق يمكن الحصول على مركّز من خامات المنغنيز والنحاس معاً. وكان المركّز يحتوي على نسبة 79-95% منغنيز و 76-89% نحاس وذلك يتوقف على الطريقة التي استخدمت. وهذا المركّز غير مقبول في الأسواق العالمية إلا إذا تم التعاقد مع شركات خاصة لديها أجهزة فصل النحاس عن المنغنيز. حيث بينت دراسات الفصل بالسوائل الثقيلة والفصل المغناطيسي أن معادن الزنك والرصاص أو المعادن الحاملة للنحاس قد امتصت من قبل معادن المنغنيز أو اختلطت بها أثناء عمليات الفصل.
أسباب عدم استغلال المنجنيز حتى الآن
• لم تستكمل أعمال التنقيب بسبب وجود المنغنيز ضمن محمية ضانا.
• يمكن استغلال المنغنيز بشكل رئيس، كما يمكن استغلال النحاس المرافق له كناتج ثانوي.
• لم تجر أية دراسات جدوى اقتصادية أو دارسة موجهة لتحديد أهمية إجراء أعمال تنقيبية إضافية.
• هنالك بعض التكشّفات لم تتم بها أية أعمال تنقيبية كخربة النحاس.
• يوجد عدة أنفاق تم حفرها أثناء عمل التنقيب التي تمت في السابق، يمكن استغلالها وذلك بالإنتاج بطريقة بدائية وبكميات قليلة، فيما إذا أشارت الدارسة الموجهة المقترحة إلى اقتصاديات مثل هذا النوع من الإنتاج.
• هنالك مصنع في سيناء كان في فترة على استعداد لاستيراد المنجنيز من الأردن، وهنالك صناعات يمكنها استغلال المنغنيز حتى بوجود النحاس.