الكل يكذب ماذا يخبرنا الإنترنت عن حقيقتنا؟
هو كتاب يمزج ما بين كتاب " الإشارة والضوضاء" التحليلي وكتاب "فكر بغرابة" الذي يهاجم المعتقدات التقليدية، وهو نظرة بارعة وساحرة تلقي الضوء على مدى ما يكشفه الكم الهائل من المعلومات المتوفرة بين أيدينا مباشرة، عن أنفسنا والعالم الذي نعيش فيه، بشرط أن نطرح الأسئلة الصحيحة.
في نهاية يوم عادي من أيام بدايات القرن الحادي والعشرين، سيتجمع لدى الذين يبحثون في الإنترنت ما مقداره (8) تريليون غيغابايت من البيانات ويمكن لهذا الكم المذهل من المعلومات ـ وغير المسبوق في التاريخ ـ أن يخبرنا الكثير عن هويتنا، عن المخاوف والرغبات والسلوكيات التي تسيرنا، وعن القرارات الواعية وغير الواعية التي نتخذها. ومن العميق إلى السطحي يمكننا أن نكتسب معرفة مذهلة حول النفس البشرية والتي لم يكن بالإمكان سبر غورها قبل عشرين سنة مضت.
يقدم لنا كتاب "الكل يكذب" آراء رائعة ومثيرة للدهشة بل ومضحكة في بعض الأحيان حول كل شيء من الإقتصاد إلى الأخلاق والرياضة والسباق والجنس والذكور والإناث وأكثر. وجميعها يستند إلى عالم من المعلومات الواسعة.
هل تؤثر المدرسة التي ترتادها على مدى نجاحك في الحياة؟ هل يفضل الأهل الصبي عن البنت سراً؟ هل تؤثر أفلام العنف على معدلات الجريمة؟ هل يمكنك أن تتفوق في البورصة؟ كيف نكذب حول حياتنا الجنسية، ومن أكثر وعياً لذاته حول الجنس المرأة أم الرجل؟
يكشف لنا سيث ستيفنس دافيدوفتيز، عبر طرحه لهذه الأسئلة وغيرها الكثير، أموراً يمكن أن تساعدنا في فهم أفضل لأنفسنا وحياتنا. وبالاعتماد على الدراسات والتجارب حول كيفية تفكيرنا وحياتنا، يعرض لنا بطريقة رائعة ومسلية أحياناً مدى كون العالم عبارة عن مختبر.
ومابين النتائج الغريبة ولكن الحقيقية إلى النتائج التي تحث على التفكير وتثير التشويش، يسبر لنا قدرة مصل الحقيقة الرقمي هذا وقوته العميقة في كشف تحيزنا الكامن في أعماقنا والمعلومات التي يمكننا استخدامها لتغيير ثقافتنا والأسئلة التي نتأثر جميعنا بالمعلومات الموسعة كل يوم ويتضاعف تأثيرها علينا.
يتحدانا كتاب "الكل يكذب" لنفكر بشكل مختلف حول كيفية نظرتنا تجاهه وتجاه العالم.