الضحك والصور المتحركة للتأقلم مع الأمراض المزمنة
تبين نتائج دراسة جديدة تم إجراؤها في جامعة ساوث هامبتون بأن أفلام الصور المتحركة يمكن أن تكون طريقة مفيدة لتثقيف المرضى و تشجيعهم على التأقلم بشكل أفضل مع الحالات طويلة الأمد , هكذا تقول الدراسة :
" يمكن لأفلام الصور المتحركة أن تكون طريقة مفيدة لتثقيف المرضى و تشجيعهم على التأقلم بشكل أفضل مع حالاتهم طويلة الأمد " هذا ما تبينه الدراسة .
تشرح رئيسة الدراسة البروفسورة الدكتورة آن كينيدي ما يلي :
" يستخدم حس الفكاهة بشكل متكرر و طبيعي من قبل الأشخاص ذوي الأمراض المزمنة لمساعدتهم على التأقلم و فهم ما يحدث معهم حيث أظهرت دراستنا أن أفلام الصور المتحركة توفر الوضوح للمرضى و تكون طريقة للمشاركة معهم , أنها مصدر جديد و يمكن أن تكون وسيلة محتملة لدعم التعامل الذاتي مع المرض " .
لقد سبق و استخدمت أفلام الرسوم المتحركة في تقديم المعلومات , إلا أن مضمونها كان مصدره أخصائي الصحة و ليس مباشرة من تجربة المريض ، و هذا يعتبر صفة فريدة للدراسة التي جرت في ساوث هامبتون .
و قد أجريت الدراسة التي نشرت في مجلة أبحاث الخدمات الصحية تحت رعاية المركز الوطني للتعاون في مجال البحوث الصحية لرئاسة الأبحاث التطبيقية في الصحة و العناية( NIHR CLAHRC ) في ويسكس و مانشستر .
استخدم الباحثون المعلومات من المريض لخلق سلسلة من أفلام الرسوم المتحركة التي تستعرض هذه التجارب ومايرافقها من المشاكل والقلق النفسي و قد أدرجت هذه الأفلام في كتيب إرشادات أعطي للمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة في الكلى , و طلب من هؤلاء المرضى إبداء رأيهم حول استخدام أفلام الرسوم المتحركة و حس الفكاهة في معلومات المريض المعتادة , ثم طلب منهم تقييم أفلام الصور المتحركة التي أعدت لكتيب الإرشادات .
أظهرت النتائج مشاعر متباينة تجاه الصور المتحركة من التسلية إلى التقدير و العدائيةوالتحفيز للعمل .
و بشكل عام وجد المرضى أن أفلام الصور المتحركة تفيد في تخفيف نبرة المعلومات الطبية الجادة وأعطت للمرضى تبصراً و تفهماً لم يكن لديهم من قبل .
ذكرت الدكتورة كنيدي أنه يمكن لأخصائي الصحة الاستفادة من أفلام الصور المتحركة لمساعدة مرضاهم للمشاركة أكثر في التعامل مع حالاتهم .
و تقول :" يمكن لأفلام الصور المتحركة أن تشكل تحدياً ويمكن أن تستخدم ردود الفعل العاطفية الصعبة التي تحفزها بعض الصور من أجل مساعدة الناس على التأقلم مع أوضاعهم و لكن يمكن الاستفادة منها أيضاً لتبديد الأفكار الخاطئة مثلاً إن كلمة ( مزمن ) تستعمل بشكل خاطئ لتعني ( النهاية ) إن ردود الفعل تجاه أفلام الصور المتحركة التي تعرض ( المرض المزمن ) كانت صادقة قليلاً لبعض المرضى , إلا أنها منحتهم الفرصة للتحدث حول معنى هذه الكلمة هذه بحد ذاتها كانت نقطة تحول للمرضى في فهم أفضل للحالة المرضية التي يعانون منها " .
تضيف البروفيسورة آن روجرز- مديرة مركز أبحاث ويسكس التابع لمركز ( NIHR CLAHRC ) و التي عملت على هذه الدراسة أيضاً : " إن أفلام الصور المتحركة التي رسمت على أساس بيانات من المرضى – ساهمت في إمكانية المساعدة في إيصال نصائح هامة و في مساعدة المرضى للتعامل بأنفسهم مع حالاتهم بمعنويات عالية ، و هناك حاجة للمزيد من العمل في هذا المجال من أجل اعتماد نتائجنا و نأمل أن يتم استخدام هذه المعرفة لتطوير أفلام الصور المتحركة التي تعكس تجارب المرضى و تدفعهم للتفكير بإيجابية في كيفية الحصول على المساعدة التي تلبي احتياجاتهم " .