السيلفي تجعلك أكثر سعادة
يرى خبراء الحاسوب في جامعة كاليفورنيا أن التقاط صور سيلفي بهاتفك الذكي ومشاركة أصدقائك بالصور يمكن أن يجعلك أكثر سعادة، ففي دراسة هي الأولى من نوعها والتي نشرت قبل موسم العودة إلى المدارس، وجد الباحثون أن بإمكان الطلاب التغلب على الكآبة عن طريق خطوات بسيطة على هواتفهم النقالة.
قام الباحثون بتطبيق تمارين بواسطة تقنية التصوير بالهواتف الذكية وقياس الحالة النفسية والعاطفية للمستخدمين، فكانت النتيجة التي توصلوا إليها بأن التقاط نوع معين من الصور والمشاركة بها يمكن أن يكون له تأثير ايجابي وقد تم نشر نتائج هذه الدراسة مؤخراً في مجلة "علم نفس السعادة".
تقول يو تشن ـ كبيرة الباحثين في قسم المعلومات لدى جامعة كاليفورنيا ـ أن تلك الدراسة قد أظهرت أن ممارسة التمارين التي تبعث على الارتياح والسعادة بواسطة التقاط الصور بالهاتف الذكي والمشاركة فيها، يمكن أن تؤدي إلى ازدياد الشعور الايجابي لدى من قام بذلك. وهذه المعلومات هامة بشكل خاص بالنسبة للطلاب العائدين إلى مدارسهم وكلياتهم لأنهم يواجهون الكثير من مصادر التوتر.
يمكن لتلك الضغوط ـ مثل المصاعب المالية، والبعد عن الأهل للمرة الأولى، والإحساس بالوحدة والانعزال وشدة الواجبات الدراسية ـ أن تؤثر سلباً على الأداء الأكاديمي للطلاب وتؤدي بهم إلى الشعور بالاكتئاب.
أما الخبر الجيد فهو أنه على الرغم من سرعة تأثرهم بالتوتر، يحمل معظم طلاب الكلية هواتفهم النقالة باستمرار، والتي يمكن أن تفيد في تخفيف التوتر، أضف إلى ذلك وجود الكثير من التطبيقات وأدوات التواصل الاجتماعي التي تسهل التقاط وإرسال الصور.
كان هدف الدراسة مساعدة الباحثين على فهم تأثير التقاط الصور على الإحساس بالسعادة ضمن ثلاثة مجالات:
1- فهم الذات: حيث يتلاعب الأشخاص بتعابير الوجه الايجابية.
2- قوة التأثير الذاتية: حيث يقومون بأفعال تجعلهم يشعرون بالسعادة.
3-التأثير الاجتماعي: حيث يتصرف الأشخاص بشكل يسعد الآخرين.
قامت تشن وزملاؤها بتصميم وإدارة دراسة لمدة أربعة أسابيع وتشمل 41 طالباً جامعياً ـ 28 إناث و13 ذكور ـ وقد طلب منهم متابعة نشاطاتهم اليومية المعتادة مثل حضور المحاضرات، تنفيذ الوظائف ،لقاء الأصدقاء وغيرها من النشاطات خلال مساهمتهم بهذه الدراسة.
في البداية تمت دعوة كل منهم إلى مختبر المعلوماتية لإجراء مقابلة غير رسمية وملء استمارة أسئلة عامة ونموذج الموافقة، ساعد الخبراء الطلاب على تحميل تطبيق للتقييم على هواتفهم لتوثيق الحالة النفسية خلال الأسبوع الأول (أسبوع الإشراف) ، استخدم المشاركون تطبيقاً مختلفاً لالتقاط الصور وتسجيل حالتهم النفسية في الأسابيع الثلاثة التالية (التدخل) .
قام المشاركون ببيان حالتهم النفسية ثلاث مرات كل يوم باستخدام تطبيقات الهاتف الذكي. خلال التقييم المسائي، طلب إليهم تقديم التفاصيل عن أية أحداث هامة ربما تكون قد أثرت على مشاعرهم خلال فترة اليوم.
تضمن المشروع ثلاثة أنواع من الصور لمساعدة الباحثين في تحديد كيف يمكن للابتسام ورد الفعل والعطاء للآخرين أن تؤثر كلها على الحالة النفسية للمستخدمين. الأولى كانت ( سيلفي) ويتم التقاطها يومياً مع الابتسام، الثانية كانت صورة لأي شيء يسعد من التقط الصورة والثالثة كانت صورة لشيء اعتقد المصور أنها قد تجلب السعادة لشخص آخر (والتي تم إرسالها لاحقاً إلى ذلك الشخص). تم اختيار المشاركين عشوائياً لالتقاط صور من نفس النوع.
جمع الباحثون ما يقارب من (2900) قياس للحالة النفسية خلال الدراسة ووجدوا أن المشاركين في المجموعات الثلاث قد اختبروا حالات إيجابية متزايدة، وقد ذكر بعض المشاركين في مجموعة السيلفي أنهم شعروا بالمزيد من الثقة بالنفس والراحة بوجود صورهم وهم يبتسمون. أما الطلاب الذين صوروا أشياء تسعدهم فقد أصبحوا أكثر تفكيراً وتقديراً للأمور، والطلاب الذين التقطوا صوراً تسعد الآخرين أصبحوا أكثر هدوءاً وقالوا أن العلاقة مع أصدقائهم وأفراد العائلة ساعدت في تخفيف التوتر.
تقول غلوريا مارك ـ كبيرة الباحثين وأستاذة المعلوماتية في جامعة كاليفورنيا أن هناك الكثير من التقارير الإعلامية التي تتحدث عن التأثيرات السلبية لاستخدام التكنولوجيا، إلا أن هناك جهوداً متواصلة خلال العقد الماضي لدراسة ما أصبح يعرف ( بالاستعمال الايجابي للحاسوب) ، وتعتقد بأن هذه الدراسة تبين أنه في بعض الأحيان يمكن لأدواتها أن تقدم الفائدة للمستخدمين.