الآثار الايجابية والسلبية للحياة في المدن
قد يدهشك أن تعرف أن مدينة دمشق عاصمة سوريا هي المدينة الوحيدة في العالم التي بقيت مأهولة بشكل مستمر (11000 عام دون انقطاع) وكذلك مدينة فاراناسي Varanasi في الهند (مأهولة منذ 6000 عام دون انقطاع)، يؤكد ذلك حقيقة أن الحياة في المدن هي ظاهرة قديمة سعى إليها الإنسان جاهداً للحصول على الأمن والعمل والتعليم والرعاية الصحية وغيرها من الموارد التي كانت ولا تزال محدودة أو لا تتوفر على الإطلاق خارج المدن أو في المناطق النائية. وعلى الرغم من تطور الجنس البشري الا أن هذه الظاهرة لم تتغير حيث يوجد في الوقت الحالي ما يزيد عن 4200 مدينة أو مراكز مدن على هذه الأرض، وبعدد سكان يتجاوز 150000نسمة لكل مركز من مراكز هذه المدن حسب تقارير وكالة ناسا.
ونقدم تالياً الآثار الايجابية والسلبية للحياة في المدن .
الآثار الايجابية:
- الأمان: كان الأمان أحد الأسباب الرئيسة وراء إنشاء الإنسان لمراكز المدن، كما كان ذلك أحد الحاجات الأساسية من أجل التوسع السريع. لقد مكنت مراكز المدن الحكومات المحلية من جعل الدفاع مركزياً، والتشارك بالموارد، والدفاع عن السكان ضد مختلف الأخطار ومعظمها بنجاح. يتم تصميم المدن في الوقت الحاضر بشكل يساعد في الحماية ضد العوامل الطبيعية كالعواصف، وتفشي الأمراض، والفيضانات وغيرها من الكوارث الطبيعية. في الحقيقة فإن معظم المدن مجهزة بإدارة للكوارث التي تؤمن حماية جميع السكان من كل أشكال التهديدات.
- العمل: هناك سبب منطقي وراء توجه الشباب إلى المدن الكبرى بحثاً عن العمل، لأن مراكز المدن غالباً ما تزدحم بالفرص التي يمكن أن تمنح الأفراد الوظائف التي يحتاجونها، ففي الواقع إن نسبة الشركات التجارية المبتدئة في المدن الكبيرة تزيد عدة مرات عن تلك الموجودة في المدن الأصغر.
- الصحة ووسائل التنقل: إن ما يميز مراكز المدن عن غيرها هو إمكانية الحصول على خدمات صحية لائقة وأحياناً تكون مجانية، وكذلك تسهيلات للتنقل، حيث ترتبط مراكز المدن بشبكة مواصلات معقدة مع غيرها من المناطق المدنية، وغالباً ما تؤمن أشكالاً متعددة من وسائط النقل بدءاً من السكك الحديدية، إلى الترام، ومن الباصات إلى سيارات الأجرة.
الآثار السلبية:
- مستوى المعيشة المتدني: من السخرية القول أنه كلما ازدهرت مراكز المدن وجذبت إليها المزيد من السكان يتدنى مستوى المعيشة خاصة للفئات التي تأتي من مناطق خارج المدن والتي غالباً ما تقطن في الأحياء الفقيرة التي تشكلت اصلاً من هذه الفئة وبعضها مدقع في الفقر، ذلك لأن تكاليف السكن وأسعار معظم السلع الضرورية تكون في مراكز المدن أعلى بكثير من مثيلتها في المناطق الريفية أو النائية .
- فقدان المواطن الطبيعية للحيوان والنبات: تتوسع مراكز المدن باستمرار لاستيعاب المزيد من السكان، مما يؤدي إلى تلوث المواطن الطبيعية للحيوان والنبات ويتم تعبيد الطرق الحديثة فوقها. لقد ألقى تقرير من الأمم المتحدة الضوء على واقع أن عدة أنواع من الحيوان والنبات قد انقرضت نتيجة قطع الغابات وانتشار المدن دون ضوابط.
- تلوث الهواء: إن أحد مساوئ الحياة في مركز المدينة هو التعرض لمختلف المخاطر مثل تلوث الهواء. ففي الصين يوجد العديد من مراكز المدن التي تعاني من تلوث الهواء نتيجة دخان العوادم من وسائل النقل والصناعات إلى حد أنها مغطاة بطبقة دائمة من الضباب المليء بالمواد السامة. لقد أصبح السكان في مراكز المدن أكثر عرضة للمشكلات الصحية وخاصة اضطرابات الجهاز التنفسي.