إعادة تدوير النفايات الالكترونية
عندما يتعلق الأمر بالنفايات، من الضروري إعادة تدويرها والتخلص مما تبقّى منها بطريقة سليمة وآمنة. وتنطبق هذه الحقيقة البديهية على النفايات الالكترونية أيضاً. يستخدم مصطلح النفايات الالكترونية للإشارة إلى العديد من الأجهزة الالكترونية، والقطع الخارجية، والملحقات الأسلاك والبطاريات إلخ..... ففي الواقع، يتم طرح، ما يزيد عن مليار طن من النفايات الالكترونية سنوياً مما يجعلها مشكلة ضخمة، حتى أنها بدأت تؤثر على البيئة. فيما يأتي بعض الآثار الايجابية والسلبية لإعادة تدوير النفايات الالكترونية.
الآثار الايجابية:
- البيئة: إن عملية إعادة تدوير النفايات الالكترونية تساعد في حفظ الطاقة عن طريق إعادة استخدام القطع القديمة وتصنيع أجهزة جديدة منها. والأهم من ذلك أن هذا يساعد في منع تأثير المواد الخطرة على البيئة المباشرة. لهذا السبب لابد من التخلص من بعض المواد كالبطاريات بشكل آمن بدلاً من رميها في آلة ضغط القمامة. تحتوي السلع الالكترونية في الغالب على مواد سامة كالزئبق، الكادميوم، والرصاص من بين مواد أخرى وجميعها مضرة بالبشر. فإعادة تدوير النفايات الالكترونية بطريقة مناسبة هي حماية للبيئة وفي نفس الوقت يضمن التخلص من هذه المواد السامة بشكل آمن.
- إعادة الاستخدام: إن القطع الالكترونية القديمة مصدر ثمين لمعظم شركات الأجهزة الالكترونية، لأن باستطاعتها إعادة استخدام هذه القطع وإنتاج سلع جديدة. فمجرد أن أصبح جهاز الكمبيوتر قديم الطراز لا يعني أن جميع أجزائه الداخلية لن تكون ذات نفع، بل على العكس، فبعض شركات الالكترونيات غالباً ما تقوم بفرز النفايات الالكترونية والأجزاء الآلية قديمة الطراز ثم إعادة استخدامها لإنتاج قطع أحدث.
- التربة النادرة: تحتوي معظم المنتجات الالكترونية على معادن نادرة وهي مصادر لا تقدر بثمن. لذلك تقوم بعض الشركات بفرز النفايات الالكترونية، وطحنها لتصبح مسحوقاً مستخدمة عمليات متعددة لنخل الكمية لتحديد المكونات النادرة مثل الكوبالت، الغاليوم، الايريديوم ثم يعاد معالجتها واستخدامها في تصنيع منتجات الكترونية ثمينة.
- فرص العمل: إن قطاع إعادة تدوير النفايات الالكترونية يولد عشرات آلاف الوظائف سنوياً، وقد ثبت أهمية هذا الأمر للاقتصاد، كما أنه يقطع شوطاً بعيداً في التخفيف من الفقر. بالإضافة إلى أن هذا القطاع يوفر للكثيرين عملاً ثابتاً بل حتى يساعد في تدريبهم ليتمكنوا من انجاز عملية إعادة التدوير بشكل فاعل.
الآثار السلبية:
- تصريف النفايات الالكترونية: إن الاتجاه السائد في البلدان المتقدمة أن تقوم برمي نفاياتها في البلدان النامية، والمؤسف أن هذا الاتجاه ما زال بازدياد. وبالرغم من أن العديد من المنظمات التطوعية تبذل جهوداً لمنع أو إنهاء هذا التصدير للنفايات، لكن يبدو أن الأمر ما زال مستمراً ودون رقابة. تكمن المشكلة في أن معظم هذه النفايات الالكترونية تنتهي في مطامر نفايات غير مجهزة لمعالجة النفايات الالكترونية أو أن العاملين فيها غير مدربين لهذا الأمر، والنتيجة أنها تشكل خطراً على الصحة والبيئة، مما قد يكون له نتائج كارثية على البلدان النامية.
- الصحة: من الضروري وجود وقاية مناسبة ودائمة للعاملين في مجال معالجة النفايات الالكترونية، إلا أن الواقع أن معظم العاملين في هذا القطاع نادراً ما يتوفر لديهم أية ملابس واقية، وتكون النتيجة أنهم يعرضون أنفسهم ومن يتصل بهم لأخطار كبيرة عندما يعالجون هذه النفايات. فالسلع الالكترونية غالباً ما تحتوي على مواد سامة كالكوبالت والايريديوم بل قد تكون في بعض الأحيان ذات نشاط إشعاعي، ويتداول هؤلاء العاملون النفايات الالكترونية بأيديهم العارية مما يؤثر على صحتهم.
- اختراق المعلومات: يخزن كل منتج الكتروني معلومات بشكل أو بآخر، ومعظم النفايات الالكترونية التي يتم التخلص منها كل عام تمثل مصدراً جاهزاً لمعلومات قيمة بالنسبة للبعض. لذلك من الضروري أن يتم مسح كل البيانات قبل إعادة تدوير الجهاز لأن ذلك قد يساهم في الحد من سرقة المعلومات.