وجود الأطفال حولك مفيد لصحتك الذهنية والبدنية
عندما تعود من العمل متعباً مرهقاً فإن أكثر ماتتمناه هو أن تستلقي على الأريكة لمدة نصف ساعة دون ضجيج حتى تتمكن من التقاط أنفاسك واسترجاع توازنك من صخب اجتماعات العمل وما يتبعها من ضغوطات متعددة ، ولكن عندما تدخل المنزل يستقبلك صخب أطفالك وضجيجهم ومطالبتهم لك باللعب معهم أو بأخذهم للتنزه في الحديقة المجاورة ، وكلما حاولت التملص من ذلك كلما ازداد ضجيجهم الى حد انك قد ترغب في شد شعرك ولكنك مخطئ جداً، فقد أثبتت الدراسات أن لوجود الأطفال حولك فوائد صحية متعددة على الرغم من أن معظم الناس يعتقدون العكس .وفيما يلي توضيحاً لهذه الفوائد الصحية المهمة .
1- تحسين الصحة العقلية:
قد تشعر في بعض الأحيان أن أطفالك يدفعونك إلى الجنون، ولكنهم في الواقع ربما يفيدون صحتك العقلية. فقد أجرى فريق من الباحثين في مؤسسة الصحة العقلية في تايوان دراسة على (2930) راشداً، وكانت هذه الدراسة تتوجه نحو الصحة العقلية للكبار، بعضهم كان لديه أطفال والبعض الآخر بدون أطفال. أظهرت الدراسة أن الذين ليس لديهم أطفال كانت نسبة درجاتهم منخفضة جداً في اختبارات الأسئلة.
وفي دراسة أخرى قام بها مشروع التقدم بالعمر السليم للنساء في استراليا حول تأثير الأطفال على الجد والجدة ، حيث تم متابعة حالة 186 امرأة مختلفة، 120 منهن كن جدات.
وقد أظهرت النتائج أن النساء اللواتي يقضين وقتاً مع أحفادهن مرة في الأسبوع تحسنت الصحة العقلية لديهن مع انخفاض خطر الإصابة بداء الزهايمر، مقابل اللواتي لم يقضين وقتاً مع الأطفال.
2- زيادة السعادة:
يمكن أن يجلب الأطفال سعادة كبرى لن تجدها في أي مكان آخر. ويعتبر الأهل دائماً أن أطفالهم أكبر مصدر للسعادة، فجاءت الدراسات لتدعم هذا القول.
قام معهد ماكس بلانك للأبحاث السكانية بدراسة شملت 200 ألف من الأهل في 86 دولة في العالم. واستمرت الدراسة على مدى (12) عاماً. بحثت الدراسة في سعادة الأهل عبر الوقت وقدمت للأهل بعض الأنباء المثيرة. من كان عمره أربعين سنة أو أكبر ولديه طفل إلى ثلاثة أطفال كان أكثر سعادة من الأشخاص الذين لا يوجد حولهم أطفال.
وقد أطلق ميكو ميرسكايلا وهو منظم الدراسة على الأطفال تعبير ( استثمار طويل الأمد للسعادة)، قائلاً :أن سعادة الأبوين تزداد كلما كبر الأطفال. لم تعتمد زيادة السعادة على الجنس أو الدخل أو الوضع العائلي.
3- خفض مستوى ضغط الدم:
قد يبدو أن الأطفال يجعلون مستوى ضغط الدم يحلق عالياً، إلا أن دراسة جرت في جامعة بريغهام يونغ أثبتت العكس. قد يخفض الأطفال من معدل ضغط الدم فعلا.فقد توجهت الدراسة نحو مراقبة ضغط الدم لدى (200) ثنائي من المتزوجين من الرجال والنساء مع أو بدون أطفال. وأظهرت البيانات أن مستوى ضغط الدم عند الزوجين مع أطفال كان أقل بكثير من أولئك الذين ليس لديهم أطفال،وضغط الدم المنخفض يعني أدوية أقل وتأميناً على الحياة أقل تكلفة.
4- المساعدة في التخلي عن العادات السيئة:
بعد وجود الأطفال شعر الكثير من الأهل بحاجة ملحة للاهتمام بأنفسهم. إن وجود الأطفال يجعل الكثيرين يدركون أن هناك طفلاً يعتمد عليهم مما يدفعهم إلى التخلي عن العادات السيئة المؤذية، بدءاً من التدخين إلى تناول طعام غير صحي إلى عدم ممارسة الرياضة.
يقول الكثير من الأهل أنهم تخلوا عن عادة التدخين بعد ولادة طفلهم بسبب الآثار المؤذية على الطفل وعليهم شخصياً. كما بدأ الكثير من الأهل بالقيادة بسرعة أبطأ لتفادي الحوادث، أو بالمراقبة الدقيقة لطرق إنفاق الأموال ( قد تكون الرغبة في توفير نفقات الدراسة الجامعية سبباً في ذلك).
5- زيادة فترة السعادة:
قد يجعل وجود الأطفال حياتك أطول من حياة من ليس له أطفال. قامت دراسات عديدة بتحليل العلاقة بين مدة الحياة ووجود الأطفال، وتوصل بعض منها إلى نتيجة بأن وجود الأطفال سبب لحياة أطول.
أثبتت البيانات التي نشرت في صحيفة الأوبئة وصحة المجتمع أن الرجال الذين كانوا يرغبون بإنجاب الأطفال ولم يتمكنوا من ذلك تضاعف معدل الوفاة لديهم. أما بالنسبة للنساء فقد كان معدل الوفاة أربعة أضعاف عن النساء اللواتي لديهن أطفال. وقد أكدت الدراسة أنه بالنسبة للأزواج الذين اختاروا عدم الإنجاب قد لا يواجهون الزيادة في الوفاة المبكرة، على عكس الأزواج الذين يرغبون بإنجاب الأطفال ولم يتمكنوا من ذلك لأسباب طبية. شرح الباحثون أيضاً أن تبني الأطفال قد يقلل من احتمالات الموت المبكر، ولكن ليس بمقدار إنجاب الأطفال بيولوجياً.
يقول الأهل أن أطفالهم قد غيروا حياتهم كلياً. يجلب الأطفال السعادة ومعان جديدة للحياة لم يفكر بها معظم الأهل من قبل. ولكن بعيداً عن السعادة المكتشفة مؤخراً، يمكن لهؤلاء الأطفال أن يفيدوا صحتك الذهنية والبدنية أكثر من أي شيء آخر.