هل يفيد الخيال العلمي؟
لكي يكون لدينا علم أفضل وأغزر، نحتاج الى علماء أكثر وأفضل. كيف نغري الشباب ليصبحوا علماء؟ ان دراسة العلوم ليست أمراً سهلاً، وكذلك الوظيفة العلمية. علينا أن نستغل أكبر عدد من الشباب الذين سوف يصبحون علماء متحمسين عندما نقدم لهم التوعية الصحيحة. الخيال العلمي مثير طبيعي. لا أتمكن من احصاء الرسائل التي تلقيتها من القراء الشباب الذين يقولون انهم، ونتيجة لقراءتهم قصص الخيال العلمي التي أكتبها، قد قرروا أن يكونوا علماء في المستقبل. وأنا متأكد أن كل كاتب خيال علمي يتلقى أيضا أعدادا كبيرة من مثل هذه الرسائل. كما انني متأكد أنه في مقابل كل شاب بدأ يتشوق للعلم نتيجة قراءته في الخيال العلمي وكتب لنا عن ذلك، يوجد عشرة مثله متشوقون لكن لم يكتبوا لنا ليخبرونا عن تشوقهم.
ولو تركنا الاثارة العمومية جانباً، يمكن للخيال العلمي أن يعمل كوسيلة تعليمية محددة. فهناك موضوع علمي عادة في الخيال العلمي الجيد. هذا الموضوع يمكن تناوله بجدية وبدرجات متفاوتة من المرونة. بخاصة ان كان من يتناوله كاتب يعرف العلوم جيداً. ان الخيال العلمي ان استخدم جيداً سيكون مصدراً تعليمياً مهماً، ومن الضروري أن يستخدم في نظمنا التعليمية. والخيال العلمي يمكن أن يخدم آخرين غير الصغار، فليس الطلبة وحدهم من يجب أن يعرفوا عن العلم في هذه الأيام. فرجل الشارع الذكي الشغوف يجب أن يأخذ العلم بجدية. فاضافة الى ما يقدمه العلم لحياة الانسان، فان كل خطر يهدد العالم له علاقة بالعلم، والتضحيات التي قد تنقذ العالم لها علاقة بالعلم. لذا فعلى الرجل غير العلمي أن ينظر الى العلم لما يحدثه من تخريب أو يعطيه من أمان، وعليه بالتالي أن يدعم بكل قوته ما له علاقة بالأمان.
من كتاب: اليوم ..وغدا..و...
تأليف: اسحق أزيموف 1973م
ترجمة: د. علي عبد الجليل راضي
مكتبة غريب – القاهرة
ثمانية فصول - 356 صفحة