هل يفيد التواصل بين الثقافات؟
في عالم متزايد الارتباط، يساعد الانخراط مع الثقافات الأخرى دون تحيّز أو افتراض. وهذا صحيح في مجال الهندسة، كما هي الحال في أي مجال آخر. باحثون من جامعة طوكيو أجروا دراسة كشفت أوجه القصور في كيفية تدريس التواصل بين الثقافات لمهندسي المستقبل. تعدّ الهندسة بحكم طبيعتها مجالا متنوعا وعالميا متعدد التخصصات، وسواء كان الأمر يتعلق بتصنيع الرقاقات الدقيقة أو تجميع الطائرات أو مشروعات البنية التحتية الضخمة، فان الهندسة تتطلب تعاونا دوليا ضخما. من السهل التفكير في أن المجال ككل يجب أن يضع التواصل بين الثقافات على رأس جدول الأعمال. ومع ذلك يشعر بعض الباحثين أن هذا أبعد ما يكون عن القضية.
عمل الباحثون على تحليل مجموعة من المواد المكتوبة المستخدمة في التعليم الهندسي. كان موضوع هذه المواد التواصل بين الثقافات. وخلص تحليلهم الى أن التعليم في هذا المجال ليس ضعيفا فقط، بل انه متخلف. ويقول الباحثون ان هناك افتراضا بأن التواصل بين الثقافات يتعلق بالحواجز اللغوية، والواقع انه أكثر من ذلك بكثير. ويقولوا، تشير وجهة النظر البناءة الى أنه قد يكون هناك الكثير من القواسم المشتركة بين المهندسين من بلدان مختلفة، أكثر من مهندس وشخص ما في مهنة مختلفة تماما من البلد نفسه. وانه يمكن للتواصل الجيد بين الثقافات أن يحسّن فعليا الجهود التعاونية بين مجموعات المهندسين المختلفة. ويقول الباحثون ان إحدى الطرائق الرئيسة لتحسين الوضع التعليمي تتمثل في تثقيف المهندسين الناشئين حول الاختلافات الثقافية داخل بلدانهم، وأوجه التشابه بين البلدان المختلفة. هذا يمكن أن يفتح عقولهم أمام النظرة البناءة للثقافة، مما يساعدهم على المشاركة بشكل أفضل مع المتعاونين الدوليين. ويقولوا الى أنه حتى كبار المهندسين مثل المديرين يذهبون الى الخارج وليسوا مستعدين للتعامل مع كل ما يواجهونه. ويتجلى ذلك في قضايا يمكن أن تمر دون أن يلاحظها أحد. الاتصالات هي أكبر مشكلة في البيئات التعاونية. ويمكن الانتهاء من المشروعات بشكل أكثر كفاءة وفاعلية من حيث التكلفة ومعايير السلامة الأعلى مع التواصل بين الثقافات بشكل أفضل.