هل ستحدث التقنيات الجديدة الفوضى في الأعمال عام 2018؟
ستبدأ هذه التقنيات التسع بتوجيه طريقة انجاز الأعمال في المؤسسات ذات الفكر التقدمي هذا العام، بدءاً من الذكاء الصناعي إلى الواقع المعزز.
ففي عام 2018 ستبدأ تقنيات الذكاء الصناعي ومعالجة اللغة الطبيعية والرؤية الحاسوبية، بالاكتمال والتحول من مجرد أفكار للتغيير إلى أدوات أساسية للأعمال. سنشهد هذا العام تلك التقنيات وغيرها وهي توجه طريقة إنجاز الأعمال والمنتجات الجديدة التي ستطلقها في المستقبل القريب.
وحسب رأي الخبراء فإن هذه التقنيات ستؤثر على مختلف أنواع المؤسسات التي تقوم بإجراء التحولات الرقمية. وقد قدم لنا المختصون بهذا المجال نخبة اختياراتهم لما يجب أن نوجه أنظارنا إليه، إضافة إلى بعض اللمحات عن تبني هذه التقنيات الجديدة.
1- تقنية الصحة الذكية: تتنبأ شركة أبحاث السوق التقنية ABI بأن الشركات ستختار بشكل واسع طريقة مراقبة المرضى عن بعد، بوجود (18) مليون جهاز قابل للارتداء والمرتبط بالبرامج الصحية. وتتوقع الشركة ارتفاع الرقم ليصبح (44) مليونا بحلول عام 2021.
2- الفيديو، مؤتمرات عبر الفيديو، والواقع الافتراضي: في مسح لحوالي (300) شركة بهدف تحديد ما الذي يصنع الخبرة الجيدة للعاملين، وجد الباحثون في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا MIT أنفسهم أمام مفاجأة على رأس القائمة وهي: الفيديو. حيث وجد الباحثون أن الاستثمار في تكنولوجيا الفيديو يؤدي إلى الابتكار وكذلك إلى التقدم في مجال التعاون والإنتاجية.
3- رابوطات المحادثة (Chat bots): في عام 2018 ستصبح رابوطات المحادثة أكثر تعقيداً، وتخفض بشكل كبير تكاليف العناية الروتينية للزبائن وغالباً ما تطور خبرة الزبائن. وستدرك رابوطات المحادثة بسرعة الأسلوب والمضمون وأجود طرائق المحادثة المتوقعة لتناسب مختلف المواضيع.
4- إنترنت الأشياء (IOT): توصل تقرير حديث لاتحاد صناعات تكنولوجيا الحواسيب (Comp TIA) إلى نتيجة بأن أجهزة إنترنت الأشياء تساعد على تخفيض التكاليف وتحسّن من كفاءة الخطط الصناعية. إن الاختيار المتزايد لإنترنت الأشياء سيبرز تهديدات جديدة للأمن وحاجة المصانع للعمل مع مجموعات تكنولوجيا المعلومات من أجل تحديد المخاطر وتوفير حماية واسعة المجال.
5- التحكم بالصوت والمساعدون الافتراضيون: يقول المحللون وغيرهم من الخبراء أن عام 2018 هو العام الذي تتطور فيه معالجة اللغة الطبيعية بشكل كبير، وتمسك بالزمام في الشركات، وسيستمر هذا التوجه بدخول العاملين الذين نشأوا في محيط التحكم الصوتي المدمج مع الحوسبة السحابية، إلى ميدان القوة العاملة. بدأ المساعدون الذين يتم تشغيلهم صوتياً باختراق مواقع العمل، ولكن ما زال الوقت مبكراً من ناحية اكتشاف مدى قدرة هذه التكنولوجيا. ولكن ما هو تأثير المباشر للمساعدين الذين يتم تشغيلهم صوتياً على مقر العمل؟ على المدى القريب، سنشاهد المعاونين وهم يساعدون على زيادة الإنتاجية وتحسين التوازن بين العمل والحياة. أما على المدى الطويل، فسنشهد حلول هؤلاء المساعدين مكان شاشات الحواسب ولوحات المفاتيح.
6- تجارب الاستغراق (الواقع المعزز ـ الواقع الافتراضي ـ الواقع المختلط): توقعت شركة غارتنر للأبحاث أنه بحلول العام 2018، ستستخدم 20% من كبرى شركات الأعمال الواقع المعزز، والواقع الافتراضي والواقع المختلط (وهو عبارة عن دمج لسمات النوعين الآخرين). تبيّن الشركة أنه في مجال البيع بالتجزئة، تقوم بزيادة رفوف المخازن والمنتجات في الوقت الحقيقي، وفي مجال الصيانة والإصلاح والعديد من الاستخدامات الصناعية، تقوم الشركة بوضع غطاء معلوماتي حول المعدات الميكانيكية أو الكهربائية، ووضع المعايير الأساسية لاستخدام الآلات مباشرة بين يدي الأشخاص الذين يعملون في هذا المجال. أما بالنسبة للمطارات، فتقوم الشركة بإنشاء شاشات افتراضية مخصصة للمسافرين. في المصارف تستخدم الشركة الواقع المعزز لتوجيه الزبائن إلى مواقع الخدمات الرئيسة وبيان الأسماء ومجالات الاختصاص للعاملين في الفرع. بالنسبة للتجهيزات المصرفية مثل (الصرافات الآلية ATM)، تقدم الشركة معلومات عن الأعطال الداخلية المحيطية، وتقدم مراجع إصلاح آمنة والمعدة بشكل محدد حسب المشكلة. ستتطور التكنولوجيا من مشاريع رائدة ذات نمو متواضع إلى نماذج أعمال مستديمة، وأسواق ناضجة ومتوفرة عالمياً. وستكون التكنولوجيا المنتشرة في عام 2020 مختلفة بشكل واضح عن أي شيء متوفر في الوقت الحاضر.
7- الصناعة الذكية: تعرف شركة الأبحاث (ABI) الصناعة الذكية بأنها تكنولوجيا متحولة. والهدف بشكل أساس هو خلق خبرة منبهة ولا تحتاج لاستخدام اليدين، حيث يمكن الوصول إلى المعلومات مباشرة في الموقع الذي تم فيه العمل.
8- الرؤية الحاسوبية: تعيش الرؤية الحاسوبية زمن تفوقها بوجود إشاعات حول الآليات ذاتية القيادة والمخازن الذكية مثل Amazon Go. إن إستراتيجية متابعة مسار الزبون قد تطورت من الأسواق على الانترنت إلى المخازن الفعلية. إن تزايد أجهزة الإحساس المتوفرة بشكل عام وذات الكلفة المقبولة، وكذلك التقدم في مجال الرؤية الحاسوبية، وفي الذكاء الصناعي، تخلق مجالات متنوعة من التطبيقات الجديدة. وفي حين أن شركات تجارية مثل أمازون تقوم منذ فترة من الوقت بمراقبة وتسجيل عادات التسوق لدينا، وكذلك الأفضليات والمشتريات، فإن الشركات التقليدية تتطلع للقيام بنفس الطريقة لكي تبقى في حيز المنافسة. إن الشركات التي تتطلع لاستخدام مهندسين في مواقع العمل، تجد من الصعب تنفيذ ذلك، ويقوم مايك غراندينتي مدير التسويق والأمن في شركة المخازن ريدكسيو (Reduxio)، إن أصعب منصب هو الرؤية الحاسوبية، فالمرشحون المؤهلون ينالون أجراً بمبلغ 400 ألف دولار، ويتوقعون مقدارا أكبر من الحرية، والكثير من العدالة على الأقل عند البداية.
9- الذكاء الصناعي للخدمات: سنشهد الخطوات الواسعة للذكاء الصناعي في مجال الصناعات المتنوعة بدءاً من العقارات والقانون، والأكثر وضوحاً في مجال الضيافة. نظراً لتزايد عدد النزلاء الذين يطلبون خدمات مستمرة من المشرف، تقوم الفنادق بتفعيل رابوطات المحادثة لإيجاد المشرف الذي يمكنه المساعدة في تلبية أي طلب وفي الوقت المناسب. ويمكن للذكاء الصناعي أن يساعد المطورين في خلق رابوطات تقدم كافة أنواع التسلية حسب رغبة النزلاء، وذلك عبر تذكر ومعالجة الكم الهائل من المعلومات التي تتراوح بين التوصيات حول أقرب مطعم إلى النشرة الجوية لليوم التالي. كما تسمح الرابوطات للنزلاء بالتواصل مع الفندق من أي موقع بواسطة أجهزة الهاتف الذكي. لقد بدأت فعلاً بعض الفنادق مثل ماريوت انترناشونال وكوزموبوليتان لاس فيغاس بتطبيق خدمات المشرف الآلي وسيكون هناك المزيد من الفنادق التي ستلحق بالقطار في عام 2018. حتى أن الذكاء الصناعي يساعد في توقع سلوك الزبون، ويقدم المشورة إلى مندوبي خدمات الزبائن حول أفضل طريقة لحل مسألة معينة. وسيشهد عام 2018 قبولاً أكبر لخدمات الرابوطات كبديل شرعي للتواصل البشري في مجال خدمة الزبائن.