هل تحتوي القهوة على مادة مسرطنة؟ ـ رأي العلم
قد يتوجب على المحلات التجارية التي تبيع القهوة أن تقوم بتحذير زبائنها بأن تناول فنجان منها قد يشكل خطر الإصابة بالسرطان، وذلك وفقاً لتقارير حديثة . ولكن شركات القهوة تتذرع بحجة أن القهوة ربما تحتوي على مادة مسرطنة ـ وهي مادة كيميائية تدعى اكريلاميد ـ إلا أنها لا توجد في مشروب القهوة بمستويات مرتفعة إلى الدرجة التي تزيد فيها من خطر الإصابة بالسرطان لدى البشر.
فما هو رأي العلم؟ وهل ترفع الاكريلاميد المترسبة في مشروب القهوة من احتمال الإصابة بالسرطان؟
ما هي مادة الاكريلاميد Acrylamide:
توجد هذه المادة في عدة أنواع من الأطعمة المطبوخة، وكذلك في دخان السجائر، وتتشكل المادة الكيميائية عندما يتم تسخين الأطعمة بدرجات حرارة عالية وخاصة الأطعمة النشوية مثل حبوب البن، البطاطا المقلية، رقائق البطاطا، الزيتون الأسود المعلب، حبوب الإفطار والتوست.
ويذكر المعهد الوطني للسرطان أن هذه المادة تستخدم في صناعات معينة لإنتاج مواد كيميائية تدخل في صناعة الورق والأصبغة والبلاستيك، وتستعمل أيضاً لمعالجة مياه الشرب ومياه الصرف الصحي وبالرغم من الاستخدامات الصناعية لهذه المادة، إلا أن الطرق الرئيسية التي يتعرض فيها الإنسان إلى المادة الكيميائية هي عبر دخان السجائر والأطعمة. ويمكن الإقلال من كمية الاكريلاميد في الطعام عندما لا يتم طهي الأطعمة النشوية لتصبح مقرمشة وذات لون بني.
كما أن الدراسات الحديثة تبين أن الإقلاع عن التدخين يمكن أن يساعد أيضاً، لأن مؤشرات وجود كمية الاكريلاميد في دم المدخنين أعلى بمعدل 3 ـ 5 مرات من غير المدخنين.
هل تزيد مادة الاكريلاميد من خطر الإصابة بالسرطان:
تتحول مادة الاكريلاميد متى دخلت إلى جسم الإنسان إلى مركب يمكن أن يسبب تغيرات وضرراً للحمض النووي ولكن رغم أنه من المعلوم أن التعرض لمادة الاكريلاميد يزيد من خطر الإصابة عند القوارض، إلا أن البراهين أقل وضوحاً بالنسبة للإنسان.
تلمح بعض الدراسات إلى أن هذه المادة قد تزيد من خطر الإصابة بالسرطان لدى الإنسان، في حين أن بعض الدراسات الأخرى توصلت إلى النتيجة بعدم وجود تأثير لهذه المادة، وقد يكون السبب وراء اختلاط النتائج أنه يصعب تحديد كمية الاكريلاميد في أغذية الإنسان. بالإضافة إلى ذلك فإن امتصاص واستقلاب الاكريلاميد يختلف بين البشر والقوارض مما يفسر النتائج المتباينة بينها.
ومع ذلك، ونظراً لارتباطها بالسرطان لدى القوارض، فقد تم إدراجها كمادة مسرطنة محتملة من قبل الوكالة الدولية لأبحاث السرطان، التابعة لمنظمة الصحة العالمية.
لم يدرج البرنامج الوطني للسموم أو الوكالة الدولية لأبحاث السرطان القهوة كمادة مسرطنة، فتناول القهوة قد يساعد فعلاً على الإقلال من خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان، كسرطان الكبد، وبطانة الرحم، والقولون ونوع واحد من سرطان الجلد. لقد ارتبطت طريقة ارتشاف المشروبات بطول العمر على كل حال، فإن ابتلاع مشروب القهوة الحارة جداً فكرة سيئة، لأن المشروبات المحرقة قد ارتبطت بسرطان المريء حسب الوكالة الدولية لأبحاث السرطان.