نقص المغنيزيوم ومعاناة الملايين بسبب التشخيص الخاطىء
غالياً مايساء تشخيص نقص المغنيزيوم على أساس أنه لا يظهر في فحوص الدم لأن 1% فقط من المغنيزيوم في الجسم يطرح في الدم فمعظم الأطباء ومراكز الأبحاث لا تدرج المغنيزيوم في فحوص الدم العادية .
لذلك لا يعرف الأطباء متى يكون مرضاهم مصابين بعوز المغنيزيوم على الرغم من أن الدراسات تبين أن معظم الناس يعانون من نقص المغنيزيوم .
و رغـم أن جميـع الأطباء يعترفون بأن " كل مرض معروف يرتبط بنقص المغنيزيوم " وأن " المغنيزيوم هو أكثر المعادن الحساسة المطلوبة للتوازن الكهربائي لكل خلية في الجسم و يمكن أن يكون عوز المغنيزيوم مسؤولاً عن أمراض أكثر من أي مادة غذائية أخرى "، إلا أن هذه الحقيقة تكشف عن فجوة كبيرة في الطب الحديث هي ( تجاهل نقص المغنيزيوم إلى حد بعيد ) مما يوضح في بعض الأحيان حدوث الموت بسبب خطأ في التشخيص ،ويعاني الكثير من الناس حول العالم دون داعي أو يتم معالجة حالاتهم بأدوية مكلفة في حين يمكن شفاؤهم بمكملات المغنيزيوم .
يحتاج المرء أن يدرك أعراض مؤشرات نقص المغنيزيوم والتي تسبب زيادة في الجوع أو العطش ، و الأمر الأكثر أهمية من العطش أو الجوع إلا أنه يعادلهما هي أن نمتلك الكثير من الوعي وأن نعطي كامل الاهتمام عندما نشعر بإستمرار بالعطش او الجوع حتى بعد شرب الماء او تناول الطعام ،ويجب علينا أن نطلب من الطبيب إجراء فحص للمعنيزيوم في أجسامنا حتى نتفادى الوقوع ضحية لتشخيص خاطىء يضر بصحتنا على المدى القريب او البعيد.
يعرف القليل من الأفراد الدور العظيم للمغنيزيوم في أجسامنا، حيث تقع أهميته من كونه المعدن الأكثر حيوية في الجسم و قد يكون المغنيزيوم من أهم المكونات التي يحتاجها الجسم بعد الأوكسجين و الماء و الغذاء الأساسي و هو هام بشكل رئيسي و مع ذلك هو مجهول .
وتأتي أهمية المغنيزيوم من حيث أنه يوجه الكالسيوم و البوتاسيوم أو الصوديوم في الجسم ومع ذلك يوجه الأطباء جل عنايتهم للمواد الثلاث الأخيرة دون الإهتمام بأمر المغنيزيوم مما يؤدي الى مشاكل كثيرة ومعاناة الملايين من التأثيرات السلبية نتيجة لنقص المغنيزيوم دون أن يعرفوا السبب الفعلي .
و الحق يقال , يبدو أن هناك علاقة بين ما نراه كعطش و بين نقص الالكتروليت و أذكر أحد الأشخاص و هو يسأل " لمـاذا أشعـر بالعطش و الجفاف في حين أنني أشرب الكثير من الماء ؟ ".
يمكن أن يعني العطش غياب الماء و هو يدل ضمناً أن الإنسان لا يحصل على مكملات كافية و الالكتروليت .
إن المغنيزيوم , البوتاسيوم , البيكربونات , الكلورايد و الصوديوم هي بعض من التوجيهات التوضيحية و هذا هو أحد الأسباب الكامنة خلف أهمية كلورايد المغنيزيوم .
عوز( نقص ) المغنيزيوم :
يقول الأخصائيون أحياناً لمرضاهم " هذا في خيالك فقط " ولكن الحقيقة أنه قد ثبت أن هناك نقصاً في الوعي حتى في مهنة الطب ، وان تجاهل نقص المغنيزيوم كان سبباً في ( تعذيب) الكثير من المرضى بإعطائهم علاجات مكلفة ومرهقة لجسم الإنسان مع انه كان بالإمكان تفادي ذلك لو تم الإهتمام بإجراء فحص للمغنيزيوم في الجسم حيث أن فحوص الدم التي يجرونها تشوه وصفاتهم الطبية ، فقد كان المغنيزيوم غائباً عن شاشات رادارهم في الوقت الذي كان نقص المغنيزيوم يتعاظم ككرة الثلج .
ومثال ذلك فإن نقص المغيزيوم يؤدي الى انخفاض مستوى الأداء البدني للشخص الرياضي وكذلك يؤثر أيضاً على مستويات الراحة و القلق و مجموعة من الأمور المختلفة ذات الصلة المباشرة براحة الإنسان النفسية والمعنوية.
أعراض عوز ( نقص ) المغنيزيوم :
يمكن أن تكون الأعراض الأولية لعوز المغنيزيوم متطفلة و لأن معظم المغنيزيوم يصرف في الأنسجة، فالإشارات الأولى ستكـون تشنجات فـي الساقين , آلام في القدمين أو ارتعاش العضلات .
أمـا الأعـراض المبكـرة الأخـرى للنقـص فتتضمـن فقدان الشهيـة , الغثيـان , التعـب , الإقيـاء و الضعف .
حين يصل نقص المغنيزيوم إلى حدوده القصوى يمكن أن يحدث الخدر , الارتعاش , نوبات مرضية , تغيرات في الشخصية , اضطراب نبضات القلب و التشنجات القلبية .
لقد قدم الدكتور ( سيدني بيكر ) برنامج عمل متكامل حول نقص المغنيزيوم في مقال له بعنوان " نقص المغنيزيوم يمكن أن يؤثر عملياً على عمل جميع أجهزة الجسم "
• فالنسبة للعضلات المرتبطة بالعظام قد يعاني المرء من الارتعاش , التشنجات , الشد العضلـي و تقـرح العضلات بمــا في ذلك من آلام الظهر , الصداع الناشئ عن التوتر و اختلال وظيفة مفصل الفك .
• كما يمكن أن يعاني المرء من انقباض في الصدر , أو إحساس غريب بعدم القدرة على التنفس و قد يتنهد بكثرة في بعض الأحيان .
• الأعراض المتعلقة بتقلص العضلات الملساء هي : الإمساك , التشنجات البولية , آلام الطمـث , صعوبــة فـي البلــع أو تورم الحلق خاصة عند تناول السكر , رهاب الضوء و خاصة صعوبة التكيف مع أضواء المصابيح الأمامية للسيارات مع غياب أي مرض في العين و كذلك الحساسية تجاه الضوضاء بسبب توتر العظم الركابي في الأذن .
• و مع استمرار أعراض نقص المغنيزيوم فإن الجملة العصبية المركزية ستتأثر بشكل واضح حيث تتضمن الأعراض أيضاً الأرق , القلق , فرط النشاط , عدم الشعور بالراحة مع حركة دائمة , نوبات فزع , رهاب الخلاء وحدة الطبع ما قبل الطمث
• أمــا أعــراض نقــص المغنيزيــوم المتعلقـــة بالجملـــة العصبيـة المحيطية فهي الخدر و الإحساس بالوخز , و أنواع أخرى من الإحساسات غير الطبيعية و المشاعر المهتزة.
• الأعراض التي تصيب الأوعية القلبية الدموية : خفقان القلب بشدة , عدم اتساق نبضات القلب , الخناق الصدري بسبب تشنج الشرايين التاجية , ارتفاع ضغط الدم و هبوط الصمام التاجي .
لا حاجة لظهور كافة الأعراض لافتراض وجود نقص المغنيزيوم ،و لكن عادة ما يظهر العديد منها سوية مثلاً , الأشخاص المصابون بهبوط الصمام التاجي يعانون غالباً من خفقان القلب بشدة , القلق , نوبات الفزع و أعراض ما قبل الطمث , و غالباً ما يبدو التوثر على الأشخاص المصابين بعوز المغنيزيوم .
أما الأعراض العامة الأخرى فهي الحاجة الشديدة للملح و للكربوهدرات إضافة إلى الحساسية للكربوهدرات و خاصة الشوكولا , ضعف في الثدي .
تحتاج كل خلية في الجسم للمغنيزيوم حتى خلايا المخ و هو أبرز المعادن الهامة عند الأخذ بعين الاعتبار المكملات على أساس دورها الرئيسي في عدة مجالات و قدرات مركبة ،و التي تحدد مدى استجابة نظام الهضم في الخلية بالإضافة إلى الدور الفعال في خليط البروتينات و الاستفادة من الدهون و الكربوهدرات .
و المغنيزيوم ليس مطلوباً فقط من أجل تشكيل مركبات خاصة مضادة للتسمم ، و لكنه ضروري من جهة أخرى لتوليد الحيوية المعرفة بإزالة التسمم من الخلية , كما يمكن لنقص المغنيزيوم أن يؤثر عملياً على كافة أنظمة الجسم .
يمكن للمياه الغنية بالمغنيزيوم كبح عوز المغنيزيوم ، فنحن بحاجة له كل يوم كحاجتنا للماء فهناك حاجة لا نهاية لها للمغنيزيوم و الماء، و إذا توفر المغنيزيوم في الماء فسيتحسن مستوى الحياة .
إن أحد أسباب كتابة الأطباء لملايين الوصفات الطبية للمسكنات سنوياً هو القلق و التذمر و العصبية الناشئة إلى حد كبير من إتباع حميات غير كافية و ينقصها المغنيزيوم .
يكون الأشخاص المصابون بنقص المغنيزيوم ذوي طباع سيئة و سريعي الغضب لا يتحملون الضوضاء ، يشعرون دائماً بالقلق ، عدوانيين و إذا كان النقص كبيراً أو متأخراً فقد يسبب ذلك الارتعاش و الرجفة و النبض غير المنتظم , عدم القدرة على النوم , تقلص العضلات , الارتعاش العصبي و كذلك تشنج في الساقين و القدمين .
في حال كان النقص الشديد المغنيزيوم يتأثر الدماغ بشكل خاص , مما قد يؤدي الى ظهور أعراض مايعرف بالتفكير الضبابي , التشوش , الاضطراب , الحزن الشديد , و حتى الهلوسات المرعبة وقد تكون هذيان الحمى نتيجة لغياب هذا المكمل الغذائي الهام و يتم الشفاء منها عند إعطاء المغنيزيوم .
و بما أن نسبة كبيرة من الكالسيوم تضيع في البول عندما يقل مخزون المغنيزيوم فإن غياب هذا المكمل بطريقة غير مباشرة يكون السبب في تسوس الأسنان الشديد , النمو الضعيف للعظـام , ترقـق العظـام و الشفـاء البطـيء للعظـام الـمكسورة و بـوجـود فيتاميـن ب 6 ( بيريدوكسين ) يقوم المغنيزيوم بتصغير حصيات الكلية ذات الطبيعة الكلسية و تفتيتها و قد يكون نقص المغنيزيوم بديلاً نموذجياً يرتبط بأمان الأنسولين .
تتضمن مؤشرات تصلب الأنسجة المتعدد ( وهي تأثيرات جانبية لنقص المغنيزيوم ) التشنجات العضلية , الهشاشة , الارتعاش , ضمور العضلات , عدم التمكن من ضبط المثانة , تذبذب المقلتين اللاإرادي ( حركة سريعة للعين ) , فقدان السمع , ترقق العظام .
إن الأفراد المصابين بتصلب الأنسجة المتعدد يعانون من نسبة مرتفعة من الصرع الذي لا يمكن التحكم به و قد تم ربط داء الصرع بنقص المغنيزيوم .
و فيما يلي ملخص المؤشرات المبكرة التي توحي بنقص المغنيزيوم :
1. التعب البدني و الذهني .
2. ارتعاش مستمر ما تحت العين .
3. استمرار وجود سائل ماقبل الطمث و رخاوة في الثدي .
4. شد في القسم الأعلى من الظهر و الكتفين و الرقبة .
5. صداع .
أما المظاهر التي يمكن ملاحظتها بسبب نقص المغنيزيوم فهي مايلي :
الضعف العام،نقص الطاقة،سرعة الغضب والعصبية، تكلس المفاصل،القلق،سوء الهضم،الأرق،عدم انتظام دقات القلب،شد وتقلص وتشنج في العضلات،الإضطراب،الوهن.
يمكن أن ينتج عن النقص الحاد في المغنيزيوم انخفاض مستوى الكالسيوم في الدم ( هايبوكالسيميا ) كما يرتبط نقص المغنيزيوم بالنسبة المنخفضة للبوتاسيوم في الدم ( هايبوكالسيميا ) .
تنخفض معدلات المغنيزيوم في أوقات المساء مما يزيد في ضعف الحركات السريعة للعين و سوء دورة النوم و كذلك النوم المضطرب أما الصداع و تشوش الرؤية و تقرحات الفم و الضعف و التوتر فهي مؤشرات أخرى مبكرة لنقص المغنيزيوم .
و نحن نسمع دائماً أن الأمراض القلبية هي أكثر الطوارئ الواضحة في الأمة و أن فرط التوتر هو ( الجلاد الصامت ) و كيف أن أمراضاً كداء السكري و مرض الزهايمر و مجموعة من الأمراض المزمنة الأخرى تدمر حياة أعداد كبيرة من المواطنين كما حياة عائلاتهم .
علامات النقص الحاد للمغنيزيوم :
جوع حاد .عطش حاد . التبول المتكرر . تعب أو نعاس غير عادي ، فقدان لا تفسير له للوزن ،. حكة وبشرة جافة . الشفاء البطيء للتقرحات أو الكدمات ، رؤية مشوشة تتبدل من يوم لاخر . إحساس بوخز خفيف أو خدر في اليدين و القدمين . إصابات متكررة في الجلد و اللثة و المثانة أو الخمائر المهبلية .
ولكن أليست هذه هي ذات المؤشرات لداء السكري ؟ إن العديد من الأفراد يصابون بالسكري لمدة حوالي خمسة أعوام قبل أن تظهر المؤشرات الفعلية بوضوح .
و خلال ذلك , يصاب بعض الأشخاص بأذية في العين و الكلية و اللثة أو الأعصاب بسبب تفتت خلاياهم بفعل مقاومة الأنسولين و نقص المغنيزيوم .
عوز المغنيزيوم مرادف للسكري وسبب رئيسي للعديد وإن لم يكن لجميع الأمراض القلبية :
عوز المغنيزيوم مؤشر على كل من داء السكري و الأمراض القلبية حيث يحتاج مرضى السكري إلى المزيد من المغنيزيوم ، و يحتاجون في الوقت نفسه للتخلص من كمية أكبر من المغنيزيوم أكثر من غيرهم .
ففي دراستين أجريتا مؤخراً على الرجال و النساء تبين أن الأفراد الذين يتناولون المغنيزيوم في طعامهم كانوا أقل عرضة للإصابة بالسكري مقارنة مع النوع الثاني الذين لا يحصلون على المعنيزيوم بشكل كاف.
يقول الدكتور سيمين ليو من كلية الطب في هارفرد و كلية الصحة العامة في بوسطن و الذي شارك في كلتا الدراستين : " قدمت دراساتنا بعض البراهين المباشرة أن الامتصاص الأكبر لحمية المغنيزيوم قد يكون ذو تأثير وقائي على المدى البعيد لتقليص الخطر " .
إن العطش الناتج عن داء السكري هو جزء من رد فعل الجسم على التبول الحاد فكثرة التبول هي محاولة للتخلص من الغلوكوز ( سكر العنب ) الفائض في الدم و هذا ما يسبب العطش المستمر .
يبدأ العطش في داء السكري بسبب نقص المغنيزيوم مع زيادة فائضة من الكالسيوم في الخلايا و حتى الماء – و هو أهم مكمل لنا – يبدأ بمواجهة بعض العقبات في الدخول إلى الخلايا مع ازدياد خروجه من الجسم عبر الكليتين .
التوحد و عوز المغنيزيوم :
عند الحديث عن سلسلة التوحد و الاضطرابات العصبية لدى الصغار من الضروري معرفة علامات نقص المغنيزيوم و التي تتمثل : عدم القدرة على السكون – ضعف التركيز – اهتزاز الجسم – صرير الأسنان – اضطراب – فواق ( حازوقة ) حساسية تجاه الضوضاء – ضعف مدى الانتباه – عصبية – استعداد للانفجار – عدوانية – إصابة بالكآبة بسهولة .
بالنسبة للصغار هذه الأيام علينا قبول النقص الواسع في المغنيزيوم لعدة أسباب :
1- لا يوجد مغنيزيوم في الطعام الذي يتناولونه باعتبار أن هذا الطعام متدني من حيث المواد المعدنية بشكل مروع .
2- الطعام الذي يتناوله الكثير من الصغار هو طعام محضر بشكل سيء و لا يعطي مواد أصلية للجسم .
3- لأن معظم اليافعين لا يحتفظون بالمعادن التي يحتاجونها فعلاً عندما تكون في أمعائهم حيث يعتمد استيعاب المغنيزيوم على قدرة الأمعاء التي قد تتعرض لاضطرابات هضمية و مشاكل معوية أخرى .
4- لأن المكملات الفموية التي يعتمد عليها الأطباء لا يتم هضمها بشكل فعال باعتبار أنها ليست بالتركيب الصحيح وعلى ضوء أن المغنيزيوم لا ينظم فموياً .
يجب على الأطباء في أيامنا هذه مساعدة الأفراد لا الإساءة إليهم , و بسبب إهمالهم الكامل للمغنيزيوم فإن بعض الأطباء ينتهون إلى الضرر أكثر من المساعدة لأن الكثير من التدخلات الطبية تؤدي إلى خفض مستوى المغنيزيوم في حين أنها يجب أن ترفعه .
كما أن العديد من الأدوية الصيدلانية تدفع بالمغنيزيوم إلى مستويات خطرة للغاية، و أن أي عملية جراحية تتم دون رفع نسبة المغنيزيوم ستكون أخطر من تلك التي تتم بوجود نسبة مرتفعة منه .
في مهنة الطب هذه الأيام تبدو الطبيعة الإنسانية في أسوأ حالاتها لا في أحسنها ، و مما يؤسف له أن يضطر الناس للمعاناة غير الضرورية بسب ترسخ الغطرسة في مهنة الطب وتجاهل بعض الحقائق الطبية البديهية بافضافة الى الغرور والرغبة اللامحدودة في الحصول على المزيد والمزيد من المال .