ماهو الفرق بين العمل بذكاء والعمل بجهد الجزء الرابع
7- تزويد الأسواق ذات الطلب العالي بالمصادر النادرة:
إذا أردت أن تصبح عاملاً ذكياً، فهذا يعني أن تكون منفتحاً لكثير من الاحتمالات والفرص، فالاحتمالات والفرص تعني حرية وترقية أسرع وزبائن أكثر، وبالتالي، قيمة مضافة أكبر وأموال أكثر، وأفضل طريقة لفعل هذا هو أن تمتلك مهارات مطلوبة جداً ولكنها غير متوفرة بكثرة.إن الأشخاص الذين يعملون مابين الأسواق الصحيحة ويمتلكون الكفاءات الصحيحة هم الفائزون.
وهاهي المعادلة السحرية التي يفهمها جيداً من يعمل بذكاء :
- إيجاد الأسواق الملائمة التي تتمتع بإمكانيات النمو بشكل واضح ومتزايد.
- تطوير مهارات مطلوبة جداً في تلك الأسواق ولكنها غير متوفرة.
هناك خيارات قليلة لكيفية القيام بهذا:
أولاً:أن تمتلك الخبرة في مجال يتطلب الكثير من الجهد لإتقانه، كأن تصبح مبرمجاًممتازاً أو مهندساً من الدرجة الأولى، وعليك أن تتذكرأن هناك الكثير من المبرمجين ذوي المهارات ضعيفة المستوى، ولكن المبرمجين الممتازين مصدر ثمين جداً.
ثانياً: تطوير مهارات متميزة في العمل الذي تقوم به أو تقدمه ، وعليك أيضا أن تتذكر أن هناك فائضاً من الاقتصاديين وحملة شهادة الماجستير في إدارة الأعمال، ولكن هناك دائماً وظيفة أو فرصة عمل للأشخاص الذين يتميزون في المبيعات،الاالانترنتلتسويق، الإدارة الخ.
ومهما كان ما تفعله، تذكر أن عليك أن تكون جيداً جداً في القيام به ، حيث تؤكد جميع الدراسات والأبحاث أن 80% من الأرباح في ظل النظام الرأسمالي الذي يعيشه العالم اليوم يحصدها 20% فقط من الأشخاص الذين يعملون في هذه الأسواق، وهم الأذكياء الذين يعرفون تماماً كيفية إختيار المهنة الأفضل التي تتناسب مع خبرتهم وكفاءتهم.
8- النظر إلى الجهة المشرقة من الحياة:
إن إحدى أهم صفات العامل الذكي هي وجود نظرة إيجابية للحياة مهما كانت الأمور صعبة. لأنه لا يمكنك أن تعيش حياة إيجابية بعقل سلبي. لذلك لا يمكنك أن تكون ذكياً وأنت تفكر بطريقة سلبية وترى الأمور بنظرة متشائمة، وهناك سبب بسيط لذلك وهو أن المشاعر السلبية تكون سبباً في تقليص تفكيرك وآفاقك الإبداعية وستتركز كل طاقتك المعرفية على النحيب والشكوى والأسف على نفسك. وكنتيجة لذلك، ستغفل عن الفرص والأفكار التي يمكن لها أن تدفعك خطوة إلى الأمام. وستستمر بعرقلة نفسك وتترك الأفكار والمشاعر السلبية تغشي حكمك وتمنعك من رؤية جميع الفرص. عندما يكون لديك نظرة سلبية، فستبدأ بكل بساطة بالتراجع للخلف.
ليس هناك أمر إيجابي واحد يمكن أن ينتج عن التفكير السلبي. لا لصالحك، ولا لصالح الأشخاص من حولك ولا للمجتمع ولا للعالم. قد تكون ناقداً للحياة، لكن عليك أن تكافح باتجاه التقدم وتناضل من أجل عالم أفضل، ولكن لا يمكنك فعل هذا إلا إذا ركزت كل طاقتك العقلية على الحلول بدلاً من المشاكل.
لذلك ننصحك:
- عالج تشوهاتك المعرفية وأفكارك السلبية.
- أكتب جميع فرصك في لائحة، مهما كانت أوضاعك صعبة. هناك دائماً فرص في حياتك، عليك فقط أن تراها. هناك دائماً خطوة يمكنك القيام بها باتجاه حياة أفضل وعمل أذكى.
- اسأل نفسك ما هو التفكير الملائم في أي موقف صعب.
- أكتب جميع الأفكار حول كيفية كسب أموال أكثر.
- أكتب بعض أفكار للعمل عبر العصف الفكري.
- ابق إيجابياً وأبق عقلك منفتحاً. فعقلك يشبه المظلة، لا تعمل إلا إذا كانت مفتوحة.
9-انتقاء الفرص الصحيحة بحذر:
عندما يكون لديك حالة عقلية إيجابية، سيكون لديك مشكلة أخرى. لأنك سترى مئات الفرص أمامك ، وحتى لا تغرق في الفرص، عليك انتقاء الفرص التي تتوافق معها أكثر. ويجب أن تتعلم الصبر والانتظار حتى الحصول تلك الفرصة الواحدة ذات المخاطر القليلة والعوائد الكبيرة المحتملة، وهذا يدعى هذا استثمار القيمة، وكما ذكر سابقاً، وقتك هو أغلى مورد يمكنك استثماره.
إن طاقتك ومواردك محدودة جداً، لذلك عليك أن تختار معركتك بحذر شديد. إذا وافقت على كل شيء سيتم استنزافك عاجلاً أم آجلاً ، وتذكر أن الأذكياء يتعلمون الرفض باكراً في الحياة.
لذلك ننصحك أن تتريث دائماً قبل الموافقة على ما يقدم لك او يعرض عليك ، لا تتسرع في الإجابة ومن ثم عليك التفكير في الإيجابيات والسلبيات فيما إذا قررت الاستفادة من الفرصة، وكم من مواردك عليك أن تستثمر، ما هي المخاطر الأخرى وما هي المكاسب القصوى أو العوائد المحتملة من استثمارك. بطريقة أخرى، عليك أن تفكر كمستثمر حيال كل فرصة تلاحقها في الحياة.
10- التفكير والبحث قبل العمل:
إن من يعمل بجهد يقوم بإنجاز العمل المطلوب منه فقط ، لأنه على الأغلب يكون بحاجة إلى الهرب من واقع الحياة، أو لأنه يشعر بأهمية أكبر عندما يقوم بتنفيذ ما يطلب منه أو لأي سبب عاطفي آخر. بينما يفكر من يعمل بذكاء قبل أن يتصرف لأنه يقوم بتحليل كل ما يفعله ويسأل نفسه : ( لماذا أقوم بهذا، كم من مواردي سيستهلك هذا، ما هي الأرباح، ما هي الطريقة الأمثل للقيام بالعمل، ما هي الأدوات التي يمكن أن تساعدني على الإنجاز بسرعة أكبر وهكذا) .
إن من يعمل بذكاء هو شخص يتحلى بالمرونة وهو يفعل ولا يتفاعل ، يقوم بالتفكير والتحليل لمعرفة الطريقة الأفضل لإنجاز مهمة ما ، لأنه يعرف أن كل ساعة تقضى في التخطيط يمكن أن توفر ساعات كثيرة من وقت التنفيذ.
لنأخذ مثلاً مهمة تتضمن التعامل مع أشخاص آخرين، إن من بعمل بذكاء سيقوم بتفقد خلفيات الآخرين ومن ثم تعديل طريقته في الكلام لتصبح مألوفة لهم، ويعمل على جمع كل المعلومات المطلوبة ليعرف من هو الشخص ذو التأثير ومن هو صانع القرار وذلك حتى يصل إلى هدفه دون إزعاج للآخرين وبأقل جهد ممكن وبأكثر قدر من الاحترام، والأهم من ذلك كله أنه يختار بحذر متى يوافق ولكن عندما يوافق يتأكد من التنفيذ بدقة متناهية.
إذا أردت العمل بذكاء:
- وافق على أشياء أقل، ولكن عندما توافق، التزم بالكامل. فكر دائماً، وحلل وقم بوضع خطة قبل أن تنفذ. كن جاهزاً أكثر من مئة بالمئة. ثم جهز نفسك أكثر. تأمل الأفضل وحضر للأسوأ.
- أعط وعوداً أقل ولكن أنجز أكثر، وتعامل مع التوقعات بشكل مناسب.
يتبع في الجزء الخامس