ما هي أفضل أنظمة غذائية في العالم ؟
إن معظم الأنظمة الغذائية التي يتبعها شعوب الدول الأكثر صحة في العالم قليلة الدهون، غنية بالسمك والبروتين النباتي وبالخضار والفاكهة والحبوب.
ومن المعروف أن الأنظمة الغذائية التي تعتمد على النباتات تؤدي الى خفض مستويات الكوليسترول، في حين أن الفواكه والخضار تحتوي أيضاً على مضادات الأكسدة التي قد تحمي من السرطان.
إن تناول بعض الأحماض الدهنية المحتوية على اوميغاـ3 الموجودة في السمك قد يخفض خطر الإصابة بأمراض القلب. وتحتوي معظم الأنظمة الغذائية التقليدية في هذه البلدان على كمية قليلة من اللحوم الحمراء والمعالجة والمملحة، والتي يؤدي تناولها إلى خطر الإصابة بسرطان المعدة والأمعاء.
ليس لدى العلماء الكثير ليقولونه أكثر من هذه الرسالة الواضحة عن المطابخ التقليدية والتي أثبتت أنها صحية أكثر من جميع المطابخ المبتكرة الحديثة.
ومع أنه لم يقم أي باحث بوضع طريقة لحساب الفوائد الصحية للنظام الغذائي لإحدى الدول مقارنة بأخرى ، ولكن تؤكد معظم نتائج أبحاث العلماء وأخصائيي التغذية أن أفضل الأنظمة الغذائية في العالم هي:
1- نظام البحر المتوسط الغذائي:
ما هو: يقوم النظام الغذائي التقليدي للبحر المتوسط والذي يتبعه السكان في اليونان وايطاليا واسبانيا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا على الموسمية والإنتاج المحلي والوجبات التقليدية. والوجبات هي غالباً مناسبات اجتماعية أو عائلية.
الطعام المميز لهذا النظام: إن الفاكهة، الخضار، الحبوب الكاملة، البقول، المكسرات، وزيت الزيتون هي الأهم. يظهر السمك والدواجن والنبيذ الأحمر بشكل معتدل بينما يعتبر اللحم الأحمر والملح والسكر من الأطعمة الثانوية.
رأي الباحثين: أين نبدأ مع هذا النظام؟ إن فوائد النظام الغذائي للبحر المتوسط قد بدأت تدرس منذ السبعينيات وقد وجد الباحثون أن عيش حياة زيت الزيتون يمكنها أن تساعد الناس على خسارة الوزن وتخفيض خطر أمراض القلب والأوعية الدموية وتخفيض السكري.
2- النظام الغذائي الجديد لشمال أوروبا:
ما هو: قام العلماء بتصميم هذا النظام ليحتوي 35% نسبة لحوم أقل من النظام الدنماركي العادي، وحبوب كاملة وإنتاج محلي أكثر،وأكثر من 75% إنتاج عضوي.
يسمى هذا النظام بالنظام الغذائي الجديد لشمال أوروبا وهو مشابه لنظام البحر المتوسط كونه يركز كثيراً على الحبوب الكاملة والفاكهة والخضار والبيض والزيت والطعام البحري، بينما تؤكل اللحوم ومشتقات الحليب والحلويات والكحول بشكل ضئيل. ويختلف عن نظام البحر المتوسط بأنه يستخدم زيت بذر اللفت بدلاً من زيت الزيتون وإنتاجه محلي في دول شمال أوروبا كالدنمارك وفنلندا وأيسلندا والنرويج والسويد.
الطعام المميز لهذا النظام: الحبوب الكاملة كالشوفان والجاودار، الفواكه المحلية وأنواع التوت، والخضار ذات الفلقتين والجذرية كالبروكولي واللفت والجزر الأبيض والشمندر وبراعم بروكسل، زيت بذر اللفت، سمنة الزيت النباتي، منتجات الألبان قليلة الدسم كالحليب والحليب المتخمر والجبنة. تضم اللحوم لحوم الأبقار والخنزير والحمل والرنة، بينما يضم الطعام البحري سمك الرنكة والاسقمري والسلمون. وتضم الحلويات القليلة في هذا النظام مخبوزات مصنوعة من نخالة الشوفان أو المربى لوضعه فوق حبوب الإفطار. وتضم الأعشاب البقدونس والخردل والفجل والثوم المعمر.
ما يقوله الباحثون: وجدت دراسة حديثة أن نظام شمال أوروبا الصحي بدا أن له تأثيرات على جينات دهون البطن ويوقف جينات الالتهابات. بالإضافة إلى أنه ساعد المشاركين في الدراسة على خسارة الوزن (بينما مازال يحقق الرضى اكثر من من النظام الدنماركي العادي) والإقلال من خطر السكري من النوع الثاني ويمدحه العلماء لفوائده البيئية والاقتصادية الاجتماعية حيث أنه يقلل من إنتاج اللحوم والطعام المستورد من أماكن بعيدة.
3- النظام الغذائي التقليدي لأوكيناوا:
ما هو: إن هذا النظام الغذائي قليل الحريرات والمغذي غني بالخضار والفاكهة ولكنه قليل اللحوم والحبوب المكررة والسكر والملح ومشتقات الحليب كاملة الدسم. لقد ظهر هذا النظام بسياق تاريخي محدد جداً، فقد عاش متبعو هذا النظام في جزيرة أوكيناوا في اليابان والتي كانت إحدى أفقر المناطق في البلاد قبل الحرب العالمية الثانية. وبالتالي فقد لعبت مثاليات كونفوشيوس دوراً مهماً في تقاليد تناول الطعام في هذه الجزيرة كتناول فقط 80% من الامتلاء ومشاركة أكثر ما يمكن مع الجار.
الطعام المميز: البطاطا الحلوة، الرز (على الرغم من أنه لا يؤكل بقدر ما يؤكل في الجزر الرئيسية لليابان)، الخضراوات ذات الأوراق الخضراء، الخضراوات الصفراء والخضراء كالبطيخ المر، أطعمة مستندة إلى فول الصويا، كالتوفو وصلصة الصويا. يتناول سكان أوكيناوا كميات قليلة من طعام البحر، واللحوم والفاكهة والشاي.
رأي الباحثين: يلحق سكان أوكيناوا الحاليين اقتصادياً بمطبخ الجزيرة الأساسية لليابان، ولكن السكان الذين تربوا على الطعام التقليدي مازالوا أحياء ومتمسكين بتقليدهم المطبخي. في الحقيقة، فإن الجزيرة هي موطن أكبر عدد من المعمرين في العالم. ويعيش هؤلاء المسنون جداً حياة خالية من الأمراض والإعاقات بشكل كبير، ويقال أنهم يكبرون بشكل بطيء. يعتقد بعض الباحثين أن ممارسة تقليل السعرات الحرارية على المدى الطويل قد يلعب دوراً كبيراً في طول أعمارهم.
4- النظام الغذائي الآسيوي التقليدي:
ليس هناك نظام غذائي آسيوي تقليدي واحد، ولكن تعاونت مجموعة من أخصائيي التغذية العالميين في التسعينيات ليخرجوا بهرم غذائي آسيوي يضع الأولوية للأرز والنودلز والحبوب الكاملة، بالإضافة إلى الفواكه والخضار والبقول والبذور والمكسرات كأكثر المأكولات استهلاكاً. ويعتبر السمك والأصداف خيارات يومية، بينما يجب تناول البيض والدواجن أسبوعياً مع ملاحظة أن حصص اللحم الأحمر أصغر وأقل تكراراً ( شهرية) من الحلويات ( أسبوعية).
الطعام المميز: هناك العديد من الدول التي تتبع طرقها التقليدية في اتباع هذا النظام، ولكن يبدو أن جميعها تحوي الأرز الأبيض كمادة رئيسية.
رأي الباحثين: تملك الدول الآسيوية مستويات أقل من السمنة وأمراض القلب وأمراض الأيض كالسكري من الدول الغربية، على الرغم من أن هذا الأمر قد بدأ بالتغير ببطء بفضل الاقتصادات الناشئة والتمدن. قال أحد الباحثين الغذائيين من هارفارد أن السمة ذات الكربوهيدرات المرتفعة المميزة للنظام الغذائي الصيني قد بدأت تتعارض مع أسلوب الحياة غير الناشط والمتمدن ما يخلق (معضلة صحية عامة).
5- نظام المفارقة الفرنسية الغذائي:
لقد أدى هذا النظام الى حيرة كبيرة لدى علماء التغذية حيث يعتبر الفرنسيون من أقل شعوب العالم إصابة بالسمنة يوجد لديهم أخفض معدلات السمنة في العالم المتقدم وأعلى متوسط أعمار على الرغم من الطعام الغني الذي يتناولونه.
الطعام المميز: لبن وجبن كامل الدسم، زبدة، خبز وكميات قليلة ولكن منتظمة من الجبنة والشوكولا، وهذه بعض من السمات المميزة لهذا النظام الغني.
رأي الباحثين: يعتقد بعض الباحثين أن ما يدعى ( المفارقة الفرنسية) تتعلق بأسلوب الحياة أكثر مما تتعلق بما يتناوله الفرنسيون. فعلى سبيل المثال، حصصهم صغيرة، ولا يتناولون الوجبات الخفيفة، ويسيرون كثيراً ويأكلون ببطء شديد. ولكن يعتقد علماء آخرون أن تناول النبيذ الأحمر بشكل معتدل والتأثير الإيجابي للجبنة العفنة ربما يعني شيئاً لمستويات الصحة في فرنسا.