ما سبب محدودية الذاكرة؟
كشفت نتائج دراسة لباحثين من جامعة سيتي لندن ومعهد ماساشوستس للتكنولوجيا عن الأسباب الكامنة وراء محدودية الذاكرة لدى الإنسان. فقد أظهرت أن محاولة الحفاظ على كثير من المعلومات في الذاكرة العاملة تؤدي إلى إنهيار الاتصالات بين أجزاء الدماغ المسؤولة عن حفظ المعلومات. ويقول الباحثون في تقرير نشرته مجلة Cerebral Cortex ان التجارب اليومية تشير بوضوح الى أن سعة الذاكرة العاملة لدى الإنسان محدودة، وهو أمر محبط فعلاً. ويقترح الباحثون أن الاقتران أو التزامن لموجات الدماغ بين ثلاث مناطق رئيسة في الدماغ ينهار بطرائق معينة عندما يصل تحميل الذاكرة العاملة البصرية إلى حد يصعب تحمله. وفقدان هذا التزامن يعني أن هذه المناطق لم تعد قادرة على التواصل مع بعضها للحفاظ على الذاكرة العاملة. ويقول الباحثون إن الحد الأقصى لسعة الذاكرة العاملة، مثلاً العدد الإجمالي للصور التي يمكن للشخص الاحتفاظ بها في الذاكرة العاملة في الوقت نفسه، يختلف بين الأفراد، لكن بمعدل 7 صور تقريباً. ويقولوا انهم يحاولون فهم الأسباب التي تجعل الذاكرة تمتلك هذا الحد الأساسي. ولما كان الباحثون ربطوا سابقا بين سعة الذاكرة العاملة والذكاء، فان فهم الأسباب التي تجعل للذاكرة العاملة حداً معيناً، أمر مهم، لأنه يمكن أن يساعد أيضاً في تفسير الطبيعة المحدودة للفكر الواعي، وكيف يمكن أن ينهار بفعل المرض. ويقول الباحثون: نظراً الى أن بعض الأمراض النفسية يمكن أن تخفض قدرات الذاكرة، فان نتائج دراساتهم هذه على الحيوانات يمكن أن تفسر الكيفية التي تتداخل بها هذه الأمراض مع التفكير. ويقولوا انه سيكون للنتائج تطبيقات أخرى، منها تحسين شاشات العرض في السيارات، وتطوير اختبارات تشخيصية لأمراض مثل الفصام والخرف. إضافة الى فهم أصول المشكلات الادراكية، مما قد يؤدي الى تطوير أساليب علاجية جديدة للمرضى مثل المصابين بالفصام.