ما سبب اللون المميز للباندا؟
باللونين الأبيض والأسود، تأتي الباندا العملاقة لتكون أحد الحيوانات الأكثر تميزاً على سطح الأرض. لكن لماذا تتصف الباندا بهذين اللونين المميزين؟ دراسة حديثة لباحثين من جامعة كاليفورنيا أظهرت أن ذلك يساعدها في التخفي عن المفترسات عند وجودها على الثلج وفي الظل. وان الدوائر السوداء حول العينين تساعد أفراد الباندا الأخرى على تمييزها.
ويقول الباحثون في تقرير عن الدراسة نشرته مجلة Behavioral Ecology ان تفسير سبب اتصاف الباندا بهذين اللونين ظل يمثل مشكلة أمام علماء الأحياء، بخاصة مع عدم اتصاف أي حيوان ثديي آخر بهما. لذا عملوا على دراسة صور للباندا و 195 نوع آخر من آكلات النبات، ودرسوا لون كل منطقة على جسم هذه الحيوانات، وقارنوها مع ألوان مناطق جسم الباندا. كما حاولوا ربط مناطق اللون الأسود للجسم بمتغيرات بيئية وسلوكية مختلفة لمحاولة تفسير الهدف منها. وقد توصلوا بعد كل هذه المقارنات الى أن اللون الأبيض لوجه وعنق وبطن وأرداف الباندا يساعدها في التخفي عند وجودها على الثلج. في حين أن اللون الأسود للذراعين والساقين يساعدها في التخفي في الظل. وتبين أن لا علاقة لهذين اللونين بتنظيم درجة حرارة الجسم، وأنه لا علاقة للون الأسود حول العينين بتخفيض وهج الشمس، وإنما بتعرف الأفراد بعضها على بعض، أو إشارة عداء تجاه الأفراد المنافسة من الباندا.
ويقول الباحثون أنه من المحتمل ارتباط هذين اللونين بطبيعة التغذية المقيدة، فالباندا تأكل الخيزران على وجه الحصر تقريباً. وحيث ان هذا النوع من الغذاء يوفر لها قيمة غذائية وسعرات حرارية أقل، فإنها لا تخزن ما يكفي من الدهن لتدخل في سبات شتوي. وهي تبقى نشطة طوال السنة، وتظل تتجول في البيئة وتتنقل لمسافات طويلة، وتمر بأنظمة بيئية مختلفة، من الجبال الثلجية إلى الغابات الاستوائية لتحصل على مزيد من الخيزران.
ويقترح الباحثون أن اللون الأسود لأذني الباندا لا يستخدم للتخفي عن المفترسات، وإنما للتواصل. وأنه قد يساعد في التعبير عن التهديد للمفترسات لتحذيرها من الاقتراب. ويشار إلى أن الباحثين درسوا آلاف الصور، وصنفوا أكثر من 10 مناطق في كل صورة تبعاً لأكثر من 20 لون محتمل. ويقولوا انه أحياناً تكون هناك حاجة لمئات الساعات من العمل الشاق للإجابة عما قد يبدو الأسئلة الأسهل، مثل: لماذا تبدو الباندا باللونين الأبيض والأسود؟