كيف يؤثر الضغط النفسي على صحتك ؟
عندما يكتشف الدماغ شيئاً يهدد سلامتك او يمكن أن يضرك او يسبب لك الأذى فإنه يأمر الجسم بالتحرك من اجل الدفاع عن نفسه ، وقد لا يكون التهديد او للتوتر سبب مادي او جسدي ، لكنه بالتأكيد يظهر بطرق جسدية، وللتوضيح فإن الشعور بالتوتر الشديد يؤدي غالباً الى تعرق راحة اليد ، تسارع ضربات القلب وتقلصات حادة بالمعدة ، وهي من المظاهر الشائعة للتوتر او الإجهاد النفسي. .
ولكن لسوء الحظ ، لا يستطيع الجسم معرفة الفرق بين تهديد الافعى والتهديد بنتائج الاختبار السيئة ، لذلك فهو يستجيب بنفس الطريقة في الحالتين ، وقد تختلف شدة الاستجابة بناء على مستوى التهديد ، ولكن في كلتا الحالتين فإنها تؤثر على أنظمة أعضاء وأجزاء الجسم المختلفة بدرجات متفاوتة ، حيث أثبتت الدراسات انه لا يوجد اي جزء من الجسم لا يتأثر بالضغط النفسي بشكل ما.
فيما يلي توضيح لكيفية تفاعل الجسم مع التوتر والضغط النفسي :
الحواس :
يؤدي التوتر إلى إطلاق الهرمونات والمواد الكيميائية في الدماغ التي تنتج ما يُعرف بـ "استجابة القتال أو الهروب" اثنان من هذه الهرمونات هما الإبينفرين (المعروف أيضًا باسم الأدرينالين) والكورتيزول.
عندما يتم إطلاق الإبينفرين في مجرى الدم ، فإنه يوسع مجرى الهواء ويرسل الأكسجين الإضافي إلى الدماغ، مما يسبب شعورًا متزايدًا باليقظة ويمكن أن يزيد من حدة الحواس مثل الذوق والرائحة والسمع أيضًا .
وبالمقابل يمكن أن يكون الإجهاد والتوتر مصدر إلهاء للحواس أي انه عندما يتعرض الشخص لدرجة كبيرة من التوتر او الضغط النفسي فإنه قد يفقد قدرته على الشم او الرؤية الواضحة ، وبمرور الوقت ومع استمرار التوتر لفترات طويلة ، من الممكن أن تتلف بعض الحواس تماماً مثل الرؤية بسبب ارتفاع ضغط الدم ، والذي يرتبط بالضغط المزمن.
العضلات:
إذا كنت تميل إلى إمساك فكك ، او ضم يديك بقوة مع الضغط على الأصابع عندما تتعرض لحالات التوتر او القلق الشديد . فإن هذه السلوكيات تحدث بسبب تأثير الادرينالين على العضلات ، ولكن وفقًا لجمعية علم النفس الأمريكية ، يمكن أن يؤدي هذا النوع من التوتر العضلي إلى مشاكل مثل الصداع وآلام الرقبة والظهر ، صرير أو طحن الأسنان وحتى الإصابات طويلة المدى.
الدماغ:
عندما يتعلق الأمر بالعقلية والإنتاجية ، يمكن أن يكون الضغط محفزًا - أو حاجزًا على الطريق.
وتؤكد الدراسات أنه بسبب نوع الحياة نوع الحياة التي يعيشها البعض والأعمال المطلوبة منهم اصبح لديهم مايعرف بالاعتماد الكيميائي العصبي على الإجهاد Neurochemical dependence on stress أي انهم مدمنين على التوتر Stressaholic وهؤلاء الأشخاص لا يتأثروا سلبياً بالضغط النفسي او التوتر بل قد يتجاوبوا وبشكل جيد واحياناً يتمكنوا من تحقيق إنجازات استثنائية ، وبالمقابل البعض الآخر بالارتباك وضبابية التفكير وتدني الإنتاجية .
ومن ناحية أخرى تم ربط التوتر أيضًا بالاكتئاب والقلق السريري ، بالإضافة إلى المشكلات المعرفية. في دراسة أجريت على 2000 شخص ، كان الشباب والكبار في منتصف العمر الذين لديهم مستويات أعلى من الكورتيزول المنتشر في أجسامهم أكثر عرضة لمشاكل الذاكرة وانخفاض حجم الدماغ.
البشرة :
من المعروف ان الجلد هو أكبر عضو في الجسم ، وتظهر الأبحاث أنه يمكن أن يتأثر بطرق عديدة بالضغط النفسي.
حيث يمكن أن يؤدي التوتر الشديد إلى تفاقم حالات التهاب البشرة مثل الصدفية والأكزيما وحب الشباب. وارتبط الإجهاد أيضًا بتأخير التئام الجروح ، وفي بعض الدراسات ، شيخوخة الجلد المبكرة.
وهناك تأثيرات فورية أكثر على الجلد حيث يمكن أن يؤدي الإجهاد إلى التعرق او سلوكيات مثل قضم الأظافر او حك الرأس.
القلب:
ان زيادة الاستجابة للقتال أو الهروب تؤدي الى ارتفاع ضغط الدم وتسارع نبضات القلب ، اما بالنسبة إلى الضغوطات العابرة والقصيرة الأمد - مثل الشعور بالتوتر لعدة ساعات قبل أداء امتحان او مقابلة عمل فإن الأمور تعود إلى طبيعتها بعد فترة وجيزة.
الجهاز المناعي:
تم ربط الإجهاد بأنواع أخرى من الأمراض أيضًا مثل ارتفاع الكورتيزول المزمن الذي يؤثر على عمل الجهاز المناعي ، مما يجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض.
المعدة :
يلاحظ الكثير من الناس وجود صلة بين الآم المعدة والتوتر، وهذا امر شائع جداً لدرجة انه يشار الى المعدة احياناً باسم "الدماغ الثاني" .