كيف تحافظ على عملك حتى لا تستولي عليه الروبوتات ؟
ليس سراً أن الروبوتات قد بدأت بالسيطرة على أعمال كثيرة كان الإنسان يقوم بها سابقاً .
إن خطوط الإنتاج الحديثة مليئة بروبوتات يمكنها أن تقوم بالمهمات بسرعة أكثر وبكلفة أقل من البشر. لقد بدأت لائحة الأعمال التي تقوم بها الآلات الذكية تطول بدءاً من المحاسبين الى عمال المصانع ولا يتوقف الأمر عند ذلك ، فقد بدأت 80% من الأسواق المالية باستخدام تجار آليين، مما يهدد طبيعة عمل التجارة كما يعرفها البشر منذ آلاف السنين ، فهل يجب علينا أن نشعر بالقلق؟
وتؤكد الإحصائيات أن حوالي 570000 عملية جراحية قد تمت باستخدام الروبوتات خلال العام الماضي . حتى الصحافيين ليسوا بأمان، فقد بدأت وكالة الأسوشيتيد برس بإطلاق بعض القصص الإخبارية المكتوبة باستخدام نظام تم تطويره من قبل شركة أوتوميتد إنسايتس.
وهذه هي البداية فقط، حيث يتوقع المنتدى الاقتصادي العالمي أن الذكاء الاصطناعي والروبوتات ستأخذ أكثر من 5 ملايين وظيفة بحلول عام 2020، وبحسب السرعة الحالية فإن عزل الموظفين سيجتاح كافة الوظائف والمناصب، حتى المدراء التنفيذيين لن يكونوا بأمان.
إذاً، هل علينا أن نصاب بالهلع؟ ليس بالضرورة. فقد أثبت التاريخ أن التكنولوجيا صانعة وظائف وليست مدمرة. لقد وجدت دراسة حديثة أن التكنولوجيا وخلال 144 عاماً مضت قد خلقت وظائف أكثر مما دمرت ، وان الاختراعات قد أنقذت الناس من أعمال مملة ورتيبة وخطيرة.
وبالمثل، وبوجود الذكاء الاصطناعي سيكون هناك دائماً حاجة للأشخاص لبرمجة وبناء الآلات، والتي ستقود إلى موجة جديدة من الابتكار والوظائف ذات الدخل الأعلى. لذلك يجب أن يكون التركيزالآن على التدريب والتعليم لتزويد الشباب بالمهارات اللازمة للحاق بوظائف الغد.
وتشير الدراسات الى أن الاستعداد لأعمال المستقبل يلزم الحكومات وقادة الأعمال والقوى العاملة الاهتمام والتركيز على ما يلي:
1- التوقف عن تجاهل الرياضيات والعلوم:
إن ازدهار الذكاء الاصطناعي سيمهد الطريق لوظائف جديدة في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، رغم ذلك، فإن معظم طلاب المدارس ينظرون إلى حصص الرياضيات والعلوم على أنها مملة وغير مرتبطة بواقعهم، بينما الواقع هو العكس تماماً ، لذلك يجب أن تصبح العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات جاذبة ومسلية للطلاب عن طريق الاستثمار في مبادرات تعليمية مبدعة وتطبيقية والتي ستغرس اهتماماً مستمراً بهذه المجالات، كبناء روبوتات أو تصميم ثوب من الأضواء والحساسات.
2- التعليم المستمر جزء أساسي من رحلة الحياة في المستقبل :
إن الاختراعات الجديدة تحدث الفوضى في الأسواق كل يوم، وتخلق بيئة من التغير المستمر، لذلك يجب التخلص من الفكرة التي تقول بأن التعليم ينتهي في عمر الـ 22. يجب أن يفكر المدراء التنفيذيين في تحسين المهارات كمهمة عمل أساسية مقارنة بكونها شيء جميل لفعله وأن يستثمروا بقوة في برامج التعليم لمهارات موجودة وممكنة.
وتماماً كما هو مهم تحسين مهارات العاملين الموظفين، فإنه من المهم أيضاً تحسين مهارات العمال غير الموظفين.
لقد توقف الملايين من العاطلين عن العمل عن البحث عن وظائف لأنهم يعتقدون أن الوظائف أقل منهم أو لأنهم لا يرغبون بالعمل لصالح أشخاص أصغر سناً منهم أو لأنهم غير راغبين بتعلم مهارات جديدة. للقضاء على هذا الموقف الشائع يجب أن تغرس أهمية التعليم المستمر في المجتمع حتى يُنظر إليه على أنه جزء من رحلة الحياة.
3- متابعة الجديد والشغف بالمطالعة :
أن المهارات المهمة اليوم قد تكون غير ذات فائدة غداً، ولكن بالنسبة للشخص المحب للاطلاع، فإن تطوير المهارات ليس بالتحدي الصعب. ربما يكون لدى أي شخص مهارات تحليل البيانات المطلوبة لمقابلة عمل ، وقد يحصل على الوظيفة ولكن إذا لم يكن راغباً بالعمل بجد لتطوير نفسه باستمرار، سوف يتراجع للخلف. إن أهم خاصية في بيئة الأعمال اليوم هي أن نكون دائماً على اطلاع ومعرفة بكل ماهو جديد وذو صلة بعملنا ،يجب أن نسأل الأسئلة بشكل مستمر، نبحث عن أفكار جديدة، ونحيط أنفسنا بمهارات مختلفة ونستخدمها لنحفز تفكيرنا، حتى إن كانت تناقض تفكيرنا في بعض الأحيان. من المثير للدهشة كم يمكن لحب الاطلاع مترافقاً مع قدرات متنوعة وشاملة أن يترك أثراً عظيماً على نجاح القائد والفريق والعمل.