كيف تتعامل مع الطلبة المشاكسين؟
يتذكر كل معلم أول تجربة له مع طفل مشاكس. ربما تجاهل الطالب توجيهاتك، أو ضحك من محاولاتك الاستفادة مما اطلعت عليه من تعليمات الانضباط في الصف الدراسي. لكل معلم قصة واحدة على الأقل عن ذلك ليتحدث بها. ولبعض المعلمين، فان تعليم طفل مشاكس هو تحدّ يومي لهم. ويبدو أنه بالرغم من كل تقنيات التعليم التي تجربها للتعامل مع الطفل المشاكس، فان لا شيء يغيّر سلوكه. يرى بعض المعلمين أن تعليم أطفال مشاكسين يجعل منهم معلمين أفضل وأشخاصاً أكثر تعاطفاً. فيما يأتي بعض الطرائق التي يمكن باتباعها تقليل سوء التصرّف في غرفة الصف، وجعل الطفل المشاكس أفضل سلوكاً، وحتى تحويل الأطفال المشاكسين الى قادة بين أقرانهم:
- تعرّف إليهم: مع بدء العام الدراسي، اسأل معلمي السنة السابقة عن الأطفال: من كان متعاوناً مع زملائه، ومن لا يجب أن يجلسوا بجوار بعضهم، ومن اعتادوا المشاكسة في الصف. ليس مستغرباً أن المعلمين يتفقون على الأسماء نفسها عادة. حاول إجراء لقاءات فردية مع هؤلاء الأطفال، واعمل على تلطيف جو اللقاء. غالباً ما يشعر هؤلاء الأطفال بعدم الاحترام، لأن معلميهم لديهم تصورات مسبقة عنهم كمثيري شغب. اشرح لهم أنك تحترمهم، وان لديك توقعات عالية منهم هذه السنة. ضع الأساس لادراك الطالب أنك تؤمن به، لأنك قد تكون الوحيد الذي يفعل ذلك.
- كن معلماً جيداً لهم: لسوء الحظ، يأتي بعض الأطفال المشاكسين من ظروف منزل صعبة للغاية، ومن ذلك: مساكن غير مناسبة، غياب الوالدين، نقص الموارد، العنف المنزلي. وهي ظروف يواجهها بعض الأطفال يومياً. الأطفال الذين يكونون مهملين في المنزل، يمكن أن ينشطوا في المدرسة ليحوزوا على الاهتمام، إيجاباً أو سلباً. إنهم يريدون أحداً يلاحظهم ويهتم بحياتهم. لا تنسى مدى أهميتك في مساعدة هؤلاء الأطفال لأن يتطوروا، ليس فقط أكاديمياً، بل إجتماعياً ايضاً. ابذل جهدا لتظهر اهتمامك بهم، وليس بعلاماتهم فقط. كن إستباقياً في سلوكك تجاههم بدلاً من رد الفعل. المفتاح لأن تكون معلماً جيداً، أن تكون إيجابياً، قريباً من الأطفال، وجديرا بثقتهم. ضع في اعتبارك أن سنة واحدة مع معلم عظيم يمكن أن يكون لها تأثير دائم على حياة الطفل الصعبة.
- كوّن إتصالات معهم: جزء من أن تكون معلماً عظيماً يتمثل في قدرتك على إجراء إتصالات مع الأطفال المشاكسين. حيث أن هؤلاء الأطفال لا يجدون أحياناً شخص يحدثهم أو يهتم بحياتهم أو يجري محادثة حقيقية حول مستقبلهم أو أحلامهم. إذا لم يكن هناك شئ لديهم، إبدأ التحدث عن اهتماماتهم: رياضة، موسيقى، أفلام، كتب، ملابس، أصدقاء،.... جد طريقة للتواصل تجعلهم ينفتحون عليك. إبدأ بأشياء صغيرة، وأظهر إهتماماً حقيقيا بما يقولونه. بمجرد إجراء إتصال إيجابي مع الطفل، وثقته بك، ستدهش بمدى السرعة التي سينفتح بها عليك ليأخذ بالتحدث عن آماله ومخاوفه وحياته المنزلية،...
- كن صبوراً: كن واثقاً من نفسك وصبوراً. قد يقول الأطفال أشياء يحاولون بها تعرّف مدى تحملك أو مدى قدراتك التعليمية. تذكر أنك تعمل مع أطفال صغار وبالغين يتطورون. حاول أن تتعامل بصورة إيجابية مع سوء سلوكهم في الصف. قد لا يأخذونك على محمل الجد إن أرسلتهم فوراً إلى الإدارة في كل مرة يتصرفون فيها بشكل سئ. هذه هي اللحظات التي يحتاجون فيها أكثر الى معلم إيجابي. بمجرد بناء الثقة معهم، ذكّرهم أنك تثق بهم حتى إن أخطأوا. وضح لهم أنك شعرت بخيبة أمل من أفعالهم، وانه كان بامكانهم التصرّف على نحو أفضل.