سرعة الثقة
يركزالمؤلفان ستيفن كوفي Stephen Covey وريبيكا ميريل Rebecca Merrill في كتابهما " سرعة الثقة The Speed of Trust " على أهمية الثقة كونها الشيء الوحيد الذي يغير كل شيء .
وتجدر الإشارة الى أن ستيفن م.ر. كوفي هو ابن ستيفن ر. كوفي مؤلف كتاب "7 عادات للأشخاص أصحاب التأثير القوي"، وهو حالياً من مؤسسي موقع "كوفي لينك وورلد وايد" ومديره التنفيذي ويسير على خطا والده في مجال الجديد والتأليف وتقديم المشورة حول الثقة والقيادة والأخلاق وحسن الأداء.
يركز كوفي في كتابه "أهمية الثقة" على الثقة لكونها "الشيء الوحيد الذي يغير كل شيء"، فهو يجعلها حالة عمل، إذ بالثقة العالية يمكن إنجاز الأعمال بسرعة وبكلفة أقل، أما بالقليل من الثقة فيتباطأ التنفيذ وترتفع التكاليف.
يعطي كوفي مثالاً على ذلك، حيث تمكن وارن بوفيه من الفوز بشركة ماكلاين للتوزيع (شركة بمبلغ 23 مليار دولار) من وول مارت، حين تمت الصفقة باجتماع واحد دام ساعتين ومصافحة واكتملت في أقل من شهر، بينما قد يستغرق إتمام مثل هذه الصفقة جهداً وتكاليف كبيرين.
كما يجعل كوفي من الثقة حالة تتعلق بالقيادة، فالثقة العالية تزيد من النشاط والطاقة في الشركات والعلاقات.
والثقة يمكن تعلمها حسب رأي كوفي، حيث يمكن للأفراد المؤسسات أن تعمل على تطوير مصداقيتها عن طريق سلوكياتها، ويمكن تطوير الشخصية عبر الأمانة والتصميم. أما الكفاءة فيمكن تطويرها بالقدرات والنتائج.
يروي كوفي حكايته "أخضر ونظيف" التي ذكرها والده في كتابه "7 عادات"، فقد فشل كوفي عندما كان في السابعة من عمره في تحقيق رغبات والده بإبقاء الفناء "أخضراً ونظيفاً" قدم له والده بعض المساعدة ليصبح على هذا النحو وعلمه الطريقة لإبقائها كذلك. تعلم ستيفن من هذا الأمر أن للثقة قوة محفزة.
إن أفضل ما يمكن للقادة أن يفعلوه لبناء الثقة هيو في منح الثقة لمن يعمل معهم ، إذ يميل الناس إلى تبادل الثقة مع من منحها لهم. ولكن يجب على القادة ايضاً أن يتذكروا قول رونالد ريغان "امنح الثقة ولكن تحقق منها".
إن السلوك المستقيم هو السبيل الوحيد لاستعادة الثقة بعد فقدانها، فلا يمكن تسوية مشكلة اذا كان السلوك هو السبب في نشوئها.
يشير ستيفن كوفي أن العالم الذي نعيش فيه يمكن أن يكون مكاناً أفضل بالمزيد من الثقة الممنوحة على مستوى الفرد وعبر المؤسسات والحكومات.