ستة طرق رائعة لشحذ الذاكرة
هل تعاني من صعوبة في تذكر اسم المعلم في الصف الثاني أو حتى ماذا تناولت البارحة على العشاء ؟ إذا كان الأمر كذلك فهذا طبيعي إذ تضعف الذاكرتان قصيرة المدى و طويلة المدى مع تقدم العمر فكلما ازدادت معرفة علماء الأعصاب حول عملية التراجع هذه كلما تمكنوا من اكتشاف طريقة إبطائها أو حتى عكسها .
هذه ستة طرق لرفع الضباب عن ذاكرتك :
1- الروائح او العبير:
وجد العلماء أنه يمكن للروائح أن يؤثر على قدرات الأشخاص المعرفية فقد طلب أطباء النفس من 144 متطوعاً أن يؤدوا سلسلة من اختبارات الذاكرة طويلة المدى،الذاكرة العاملة،الانتباه وردودالفعل .
عمل بعض المتطوعون في مهاجع خالية من الروائح و البعض في مهاجع تعبق بخلاصة زيت إكليل الجبل أما البقية فقد عملوا في مهاجع تعبق برائحة زيت الخزامى.
أظهر المتطوعون في مهاجع إكليل الجبل ذاكرة طويلة المدى وذاكرة عاملة أفضل بشكل واضح من أولئك المتطوعين في المهاجع الخالية من الروائح بينما كان أداء المتطوعين في مهاجع الخزامى أسوأ من الجميع في اختبارات الذاكرة العاملة.
بالإضافة إلى ذلك ذكر الذين تعرضوا لرائحة إكليل الجبل بأنهم شعروا بتنبه أكثر من مجموعة المهجع الخالي من الرائحة في حين ذكر المتطوعون في مهجع الخزامى بأنهم شعروا بتنبه أقل.
إذا أردت أن يعمل دماغك بأفضل حالاته يمكنك أن تجرب وضع نبتة إكليل الجبل على حافة النافذة و لكن للأسف عليك أن تتجنب التوقف عن شم رائحة الخزامى.
2- غذاء للفكر:
يتمنى الجميع أن يتقدموا بالعمر بشكل لائق في الشكل الخارجي ومن الداخل و يقول العلماء أن التغذية الجيدة هي إحدى الفوارق بين من يبدو نشيطاً في عمر السبعين وأولئك الذين يبدون منهكين في الأربعينات من عمرهم.
كي تحافظ على شباب ذاكرتك عندما يشيخ دماغك ينصح العلماء بتناول طعام غني بمضادات الأكسدة كالتوت البري والتفاح والموزوالخضار ذات اللون الأخضر القاتم و الثوم و الجزر.
إن مضادات الأكسدة هي عبارة عن جزيئات ترتبط بسهولة بالالكترونات التي تدعى "الجذور الحرة "وتعدلها والجذورالحرة تعوم في مجرى الدم ويمكنها حين تتراكم في الجسم بسبب تقدم العمر من أن تقتل خلايا الدماغ ولكن ليس إن قتلتها أولاً.
وتجدر الإشارة في هذا الصدد أن الدماغ يتغذى على الدهون الجيدة بما في ذلك النوع الأهم فيها وهي الأحماض الدهنية أوميغا 3 .
لكي يستطيع الدماغ من إصلاح نفسه و المحافظة على عمل الخلايا العصبية بشكل جيد عليك أن تزوده بالمواد الأولية الصحيحة .
توجد أوميغا 3 في العديد من أنواع السمك و المكسرات ربما يحب دماغك الحلويات أيضاً إذ تبين الدراسات أن الشوكولا قد تحسن الذاكرة و المعرفة لأنها غنية بمضادات أكسدة تدعى ( فلافانول ) و لكن عليك ألا تبالغ حيث أن الشوكولا مليئة بالسكر و الدهون المشبعة و التي تجعلك كسولاً .
3- فواكه مليئة بالعصير من أجل الدماغ:
لا أحد يعرف السبب تماماً و لكن تظهر الأبحاث أن مضغ اللبان يحفز الذاكرة فقد وجدت إحدى الدراسات التي أعدت في بريطانيا مؤخراً أن أداء من يمضغون العلكة كان أفضل بشكل ملحوظ في اختبارات الذاكرة الطويلة المدى و قصيرة المدى مقارنة بالأشخاص الذين لم يمضغوا العلكة .
يوجد لدى العلماء فرضيات مختلفة لشرح هذا التحفيز ولكنها غير مؤكدة ومنها أن مضغ العلكة يجعل السوائل تتدفق عن طريق زيادة معدل ضربات القلب أوربما يؤثر ذلك في عمل منطقة من الدماغ تدعى ( قرن آمون ) عبر جعل الجسم يفرز الأنسولين استعداداً للطعام و مهما كان السبب يبدو أن مضغ العلكة يعطيك حدة بسيطة في الدماغ .
4- ألعاب العقل:
كي يبقى دماغك بحالة جيدة لابد من إجهاده إن التفكير يعمق و ينشط الذاكرة و المعرفة فعلاً، وبما أن الدليل على ذلك قد تراكم فإن عدداً كبيراً من برامج رياضة العقل قد بدأ ينتشر في الأسواق.
هناك برنامج يدعى ( لوموزيتي ) و الذي تم وضعه بالتعاون مع علماء الأعصاب و علماء النفس المعرفي من جامعة ستانفورد وجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو وقد صمم خصيصاً لمساعدة المسنين على تحسين ذاكرتهم و التركيزو الانتباه و حتى تحسين المزاج.
يتيح لك الاشتراك المجاني عبر الانترنت بالوصول إلى أكثر من ثلاثين لعبة أما الاشتراك المدفوع فيسمح لك بتتبع تقدمك و الحصول على معلومات عن نتائجك .
وبالطبع هناك دائماً الألعاب التقليدية المحفزة للعقل مثل السودوكووالكلمات المتقاطعة والتي تتحدى قدراتك في المنطق و استرجاع المعرفة و تبقى نقاط التشابك العصبي متوهجة .
5- تحريك الذاكرة:
عندما تطفئ الأنوار يبقى دماغك مستيقظاً،حين تبدأ بالنوم يقوم دماغك بإعادة ذكريات اليوم ويعززها لحفظها في الذاكرة طويلة المدى هذا ما بينته الأبحاث على فئران التجارب، حيث تقوم منطقتان في الدماغ – و هما قرن آتون والقشرة الجبهية الأمامية الوسطى – وهي منطقة تعنى باسترجاع الذكريات من الماضي البعيد( لدى الإنسان و الفئران ) بتصفح نسخة مسرعة عن أحداث اليوم .
ويعتقد أن هذه العملية هامة في توحيد و تصنيف الذكريات الجديدة بدقة و كنتيجة طبيعة فإن إغفال النوم في الليل سيسبب اختلاط الملفات الجديدة أو فقدانها في الذاكرة و سيكون من المستحيل استرجاعها لاحقاً.
6- العودة بالزمن:
إن التمرينات الرياضية لا تنمي العضلات فحسب بل تقوم بتغذية المادة الرمادية أيضاً، فقد أظهرت الأبحاث أن مركز الذاكرة في الدماغ والذي يسمى( قرن آمون ) يتقلص كلما تقدم العمر إلا أن الدراسات الحديثةوجدت أن الكبار بالسن الذين يمارسون رياضة المشي بشكل مستمر قد ازداد حجم ( قرن آمون ) لديهم .
في الدراسة التي أجراها أرثر كريمر من جامعة إلينوي مارس 60 بالغاً تتراوح أعمارهم ما بين 55 – 80 عاماً المشي ثلاث مرات أسبوعياً لمدة 40 دقيقة كل مرة و ما يكفي من تمارين الإيروبيك لزيادة معدل ضربات القلب لديهم , في حين مارس 60 مشاركاً آخر التمارين الرياضية كرفع الأثقال و جلسات اليوغا و تمارين التمدد لنفس الفترة الزمنية، وبعد عام من المتابعة , فقد ( قرن آمون ) الأمامي لدى هؤلاء المشاركين أكثر من 1 % بقليل من حجمه بشكل وسطي وعلى العكس فبعد عام من تمارين الإيروبيك كانت النتيجة زيادة حوالي 2 % في حجم قرن آمون الأمامي أي أنه تم عكس التقدم بالعمر الطبيعي لقرن آمون بحوالي عامين .
يعتقد العلماء أن هذه الفوائد للدماغ قد تزداد لأن التمرين يسبب ضغطاً خفيفاً مما يحفز عوامل النمو في الدماغ، وقد تنتج أيضاً من تدفق أكبر للدم إلى الدماغ و بالتالي وصول أكبر للمواد المغذية والأوكسجين وفي كلا الحالتين حين يتعلق الأمر بالذاكرة أظهرت الدراسة أن الشيخوخة ليست طريقاً باتجاه إجباري واحد