سبعة اكتشافات طبية قدمها عام 2014 للعالم
شهد العالم خلال عام 2014 عدة اكتشافات في مجال البحث الطبي والعلاج تتراوح من طباعة أعضاء الجسم على طابعة ثلاثية الأبعاد 3D إلى تمكين الجسم من مكافحة مرض السرطان ذاتياً،ونستعرض تالياً اهم هذه الإكتشافات:
1) الطابعة ثلاثية الأبعاد : يشعر الناس بالغرابة حول الطابعات ثلاثية الأبعاد 3D، وكيف أنه خلال مدة ليست بالبعيدة سيستعملها الأطفال لإنشاء ألعابهم التي يصمموها شخصياً، وكيف سيقوم بعضنا بتصنيع أحذيتهم الخاصة. وقد بدأ الباحثين الطبيين فعلياً باستعمال تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد لخلق أعضاء الجسم البشري وهم ما يزالون في مرحلة الانطلاق فقط.
وقد شهد عام 2013 طباعة علماء من جامعة كورنيل لأذن خارجية اصطناعية تشبه الحقيقة وتعمل بالآلية ذاتها. وفي الوقت ذاته استعمل باحثون من جامعة بنسيلفانيا ومعهد ماساتشوستس للتقنية الطابعات لإعادة إنتاج العروق الدموية، في حين أن علماء من جامعة وايك فوريست طوروا طريقة لطباعة خلايا الجلد مباشرة على الجروح. وفي سان دييغو اعلنت شركة اورغانوفو بأنها ستقوم بطباعة كبد الإنسان، ولكن لا بد من الإشارة بأن العضو الاصطناعي في هذه المرحلة يستعمل في المختبرات لغايات البحوث التي تجري على العقاقير، وقد يكون من غير المناسب الزراعة في جسد الإنسان، لكنه من الجلي أن أنسجة الإنسان التي تنتجها الطابعة يُمكن الاحتفاظ بها حية.
2) آلة الجينات: العلاج بالجينات من خلال إعادة هندسة جينات أي شخص لمحاربة الأمراض ثم إعادتها إلى جسم الإنسان ما يزال أمراً يخضع للتجارب، بيد أنه كان علاجاً ناجعاً مؤخراً في علاج مرضى اللوكيميا وأنواع سرطان الدم الأخرى. وخلُصت دراسة نشرت الأسبوع الماضي إلى أن هذه التقنية تقيد نشاط سرطان الثدي لدى الفئران؛ مما يزيد آمال التوصل إلى طريقة جديدة لعلاج الحالات المبكرة من المرض بدون اللجوء إلى الجراحة والعلاج الكيميائي أو الإشعاعي.
3) تفاعلات الجهاز الهضمي: كما أظهر مجال آخر من البحث آمال ووعود كبيرة تتعلق بالجهاز الهضمي، خاصةً بخصوص كافة أنواع البكتيريا التي تعيش فيه. ومن ضمن اكثر النتائج حداثةً: أنه قد يكون هناك صلة نفسية مباشرة بين مجموعة من الميكروبات في جهازنا الهضمي وكيفية عمل دماغنا تجاهها، وأن هذه المجموعة بإمكانها أيضاً تحديد فيما إذا كان أي شخص هزيل أم بدين.
وقد تم التركيز خلال عام 2014 على كيفية تأثير بكتيريا الجهاز الهضمي ليس فقط على الأمراض المعدية المعوية مثل التهاب الكولون التقرحي وداء كرون، بل على مرض السرطان وأنواع الحساسية الأخرى أيضاً. وفي الواقع وَجدت دراسة نشرت حديثاً في منشورات الأكاديمية الوطنية للعلوم أنه عند تعريض غبار مأخوذ من منازل تعيش فيها الكلاب لبكتيريا الجهاز الهضمي، أظهرت حيوانات التجارب احتمالية أقل لتطور أعراض مرض الربو.
4) السرطان: شُنت الحرب على مرض السرطان منذ أمد بعيد لكن الآمال بالنصر لم تتحقق بعد، غير أن عدداً متزايداً من الخبراء يرون أنه قد يظفرون بالحرب من خلال علاج أُطلق عليه اسم المعالجة المناعية لمرض السرطان والذي وضع ضمن "اكتشافات العام 2014 ".
لكن ما هي المعالجة المناعية لمرض السرطان بالتحديد؟ ببساطة هي استعمال لعقاقير تحث نظام مناعة الجسم على العمل لمكافحة خلايا الورم مباشرةً. وقد اكتشف الباحثون منذ بضع سنوات مضت أن خلايا الورم قادرةٌ على تغليف نفسها في درع حماية. غير أن هناك عقاقير جديدة خضعت للاختبارات قادرة على تعزيز دور النظام المناعي لكسر تلك الحماية، وتمكين الجسم من تأدية مهامه في محاربة الخلايا السرطانية بنفسه، بيد أن عدد الحالات التي خضعت فيها المعالجة المناعية للاختبار ما يزال قليلاً نسبياً غير أن النتائج كانت مبشرة. وكتبت جنيفر كوزين فرانكل في مجلة العلوم: "المعالجة المناعية طريقة مختلفة كلياً لعلاج السرطان؛ ذلك لأنها تستهدف النظام المناعي وليس الورم نفسه".
5) العين الآلية: هي إضافة جسدية أخرى للإنسان ذو الأعضاء الآلية. فقد حصلت شركة سيكوند سايت في كاليفورنيا على موافقة إدارة الغذاء والدواء لبدء تسويق العين الآلية التي طورتها. وهي كاميرا صغيرة الحجم موجودة في نظارات المريض، وهي قادرة على التقاط الصور التي تُحول إلى نبضات كهربائية، والتي تُنقل لاسلكياً فيما بعد إلى لاقط هوائي مزروع في شبكية العين؛ الأمر الذي يُمكن بدوره من تجاوز الجزء المتضرر من شبكية العين. تُنقل النبضات بواسطة العصب البصري إلى الدماغ الذي يُفسر الصور ويخلق صوراً ضوئية. هذا لن يُعيد ما نعتبره رؤية طبيعية غير أنه يُمكن الأشخاص الذين يعانون من الْتِهابُ الشَّبَكِيَّةِ الصِّباغِيّ على تحديد الأجسام وإدراك الألوان. ويعتقد الباحثون أن هذه الأنواع من الزراعة قد تكون قادرة في يومٍ من الأيام على إعادة قدر معين من الرؤية للناس الذين يشكون من تَنَكُّسٌ بُقْعِيّ؛ المعروف بأنه السبب الرئيسي لفقد البصر في الولايات المتحدة.
6) استبدال الوجه: أُجريت أول عملية كاملة لزراعة وجه منذ ثلاث سنوات فقط، وما تزال هذه العملية الجراحية نادرة جداً، يكن يُرجح أن ثمة بحثاً جديداً قد يزيد ثقة الجراحين لإجراء عملية قد تبدو مستحيلة منذ عشرة سنوات مضت. حللّ العلماء ثلاثة أشخاص خضعوا إلى عملية زراعة الوجه، واكتشفوا أن عروق الدم تُدرك نفسها بنفسها في وجوه المرضى ثم تنمو صعوداً باتجاه أعينهم. ومع وضع ذلك في الحسبان، يدعي مؤلفو الدراسة بأن ذلك لن يُساعد الجرّاحين على تقليص فترة العملية المعقدة فحسب، بل سيقلل المضاعفات المحتملة أيضاً.
وتعمل حكومة الولايات المتحدة الأمريكية حالياً على سن قوانين تُنظم كيفية قدرة الناس على التبرع بأيديهم أو وجوههم بعد وفاتهم، لكن ستختلف متطلبات الموافقة الخاصة بها بدون أدنى شك عن تلك الخاصة بالأعضاء الأخرى. أما خبراء زراعة الأعضاء فيرون أن قليلاً من أقربائك الأكثر صلة بك سيوافقون على التبرع بوجوههم العزيزة عليهم، لكن لا يُريدون أن يثبط ذلك من همة التبرع بالأعضاء الأخرى.
7) ما رأيك بجهاز يُحصي عدد أكياس دوريتوس التي تناولتها؟: إن كنت تشك بأن الأجهزة التي يُمكنك ارتدائها والقادرة على متابعة وضعك الصحي ستصبح هي الاتجاه السائد يوماً ما، وقد اطلق معرض الكترونيات المستهلك في لاس فيغاس العنان لعدة شركات لكي تعرض أجهزتها الصحية الرقمية، والتي ستستحوذ على ما نسبته 40% بالمائة من مساحة المعرض زيادةً عن العام الماضي.
حالياً يوجد عدة من الأدوات والتطبيقات التي يمكنها تتبع خطواتك وساعات نومك ومعدل استهلاك السعرات الحرارية؛ وهي قادرة عموماً على أن تخبرك كيف حالك. غير أن المحطة الثانية لتقنيات الأجهزة الصحية التي يُمكن ارتدائها فهي تركز على جمع بيانات شخصية مهمة أكثر بالنسبة لأي طبيب، وإرسالها مباشرةً إلى عيادته الخاصة؛ فهي بذلك تعمل كسماعة طبيب من على بُعد يُمكنها نقل معدل ضربات القلب لأي شخص إلى الطبيب.
كما أن الأجهزة التي تُراقب سلوكنا الشخصي ستصبح أكثر تعقيداً، ومنها سوار AIRO الذي سيُطرح في السوق هذا العام، وسيستعمل هذا السوار تقنية مقياس الطيف المدمجة لكشف المواد المغذية التي تُفرز في مجرى الدم لديك بما أنها تتكسر خلال الوجبات وبعدها. ويُفترض بالجهاز الذي تطوره شركة TellSpec أن يكون قادراً على تحليل المركبات الكيميائية في الغذاء في الوقت المناسب، وأن يُخبرك من خلال هاتفك الذكي بالطعام الذي أنت على وشك تناوله.