دراسة تعزو الأيام شديدة الحرارة إلى الاحتباس الحراري
إذاوجدت نفسك تتعرق في يوم شديد الحرارة فمن المحتمل أنك ستلوم البشرية على ذلك ولا ضير في ذلك، فقد جاء في تقرير جديد بتاريخ 25 نيسان 2015 أن ثلاثة من أربعة من تلك الأيام هي نتيجة لتأثير الإنسان على المناخ.
و بما أن تغير المناخ سيزداد سوءاً حوالي منتصف هذا القرن فإن نسبة الأيام شديدة الحرارة الناتجة عن غازات الدفيئة التي هي من صنع الإنسان ستتجاوز 95% وذلك وفقاً لدراسة جديدة نشرت في صحيفة ( تغير المناخ الطبيعي ) .
وأوضح العلماء السويديون الذين قاموا بالدراسة أنه لم يكن للإنسان ذلك التأثير الكبير على الأمطار الغزيرة وأن 18% من حدوث الأمطار الغزيرة كان نتيجة للاحتباس الحراري، ولكن إذا أصبح العالم أكثر حرارة بمعدل درجتي فيهرنهايت ( أي ما يعادل 1.1 درجة مئوية ) و هو شيء متوقع أن يحدث في منتصف هذا القرن تقريباً، فإن حوالي 39% من المطر الغزير سيعزى إلى تأثير الإنسان بسبب غازات الدفيئة ومعظمها ثاني أكسيد الكربون الناتج عن احتراق الفحم و النفط و الغاز.
ويقول جونثان افربيك عالم المناخ من جامعة أريزونا الذي لم يشارك في الدراسة :" إن هذه الدراسة الجديدة تساعد في التوصل إلى احتمال أو أرجحيه تأثير الإنسان فعلياً، و هذا هو المفتاح فإذا لم نكن نرغب بحدوث درجات الحرارة المرتفعة جداً والتي نواجهها هذه الأيام في بعض دول العالم، فإننا نعرف الآن أنه بالإمكان الإقلال من احتمالات حدوثها و ذلك عن طريق الإقلال من انبعاث غازات الدفيئة" .
قام الكاتب إريك فيشر وهوعالم مناخ في معهد ETH في زيوريخ في سويسرا وزميله ريتو كنوتي بدراسة أكثر الأيام الحارة حرارة، وهي عشر من واحد بالمائة من تلك الأيام وذلك باستخدام 25 طريقة كمبيوتر مختلفة، حيث قام الاثنان بمحاكاة عالم دون انبعاث غازات الدفيئة الناتجة عن الإنسان ووجدوا أن تلك الأيام الحارة تحدث مرة كل ثلاثة أعوام .
ثم قاما بحساب عدد المرات التي تحدث مع وجود المستوى الحالي من الغازات المنطلقة بسبب الحرارة فازداد العدد ليصبح أربعة أيام و بذلك فإن ثلاثة من أربعة أيام سببها الإنسان .
و عندما قام الباحثان بقياس غازات الدفيئة باستخدام طرق التلوث المعتادة من أجل محاكاة عالم منتصف القرن الحالي حصلوا على 26 يوماً من تلك الأيام شديدة الحرارة ،أي ما يعادل شهراً كاملاً حسب قول فيشر .
كانت الأرقام التي احتسبها فيشر و كنتوتي تقديرات كونية،وهذا يعني أن هامش الخطأ فيها حوالي 13% زيادة أو نقصان في الأيام الحارة حالياً، ويزداد هذا الهامش عند دراسة مناطق أقل مساحة، ومع ذلك فقد وجدوا أن أفريقيا و أمريكا الجنوبية تضمان الآن أعلى نسب من تلك الأيام الحارة غير العادية والتي يمكن أن تعزى إلى تأثير البشر بنسبة 89% و 88% على التوالي وفي أوروبا 63% وفي أمريكا الشمالية 67% وهما الأقل، أما إذا استمر الانبعاث بالمعدل الحالي حتى منتصف القرن فيمكن لجميع القارات أن تضع اللوم على الإنسان في 93% على الأقل من الأيام شديدة الحرارة .
لقد صادق ستة من العلماء على كون هذه الدراسة صحيحة و هامة .
إذا سأل الناس عما إذا كان الطقس الشاذ هو بسبب النشاطات البشرية أم بسبب تغيرات طبيعية فقط، سيكون هذا السؤال خطأ لأن كلا العاملين معنيين بالأمر حسب مايكل اوبنهايمر عالم المناخ من جامعة برينستون و الذي لم يكن ضمن الدراسة ، و لكنه أثنى عليها بشدة و هو يقول: " إن هذه الدراسة تطرح السؤال الصحيح وهو كم من التغير يعزى للنشاط البشري و كم يعزى للتغيرات الطبيعية؟ " .
وعندما تتم معرفة هذه النسبة من الأضرار و التكاليف والوفيات بسبب التأثير البشري ،عندها سيكون من السهل على الحكومات وضع قيود على انبعاث ثاني أكسيد الكربون في محاولة لضبط الانحباس الحراري وذلك حسب رأي دروش ينل عالم المناخ من جامعة ديوك .
تعريف تغير المناخ :
هو أي تغير طويل المدى في إحصائيات الطقس على مدى فترات من الزمن تتراوح ما بين عقد إلى ملايين السنين، ويمكن أن يبدو ذلك على شكل تغير في أحوال الطقس المعتادة أو احتمال وجود أحوال متطرفة أو في أي جزء من التوزع الإحصائي للطقس.
و قد يظهر تغير المناخ في منطقة جديدة أو في كامل الكرة الأرضية، ويشير تغير المناخ في الاستعمالات الحديثة وخاصة في سياق الحديث عن السياسة البيئية إلى التغيرات في الطقس الحديث .
تعريف غازات الدفيئة :
غازات الدفيئة هي غازات في الغلاف الجوي تمتص وتنبعث منها الإشعاعات ضمن مجال الأشعة تحت الحمراء الحرارية و هذه العملية هي السبب الأساسي لظاهرة الاحتباس الحراري .
و تشمل غازات الدفيئة في الغلاف الجوي للأرض : بخار الماء , ثاني أكسيد الكربون , الميثان أكسيد النيتروز،والأوزون.
في نظامنا الشمسي و كذلك أجواء كوكب الزهرة و المريخ و تيتان تحتوي أيضاً على غازات التي تتسبب بها الدفيئة .
تؤثر غازات الدفيئة بشكل كبير على درجة حرارة الأرض و بدونها فإن حرارة سطح الأرض ستكون في المتوسط أبرد بحوالي 33 درجة مئوية ( 59 درجة فهرنهايت ) عما هي عليه الآن.