تكنولوجيا الغد في صفوف اليوم
يتزايد عدد الأجهزة واستخدامات التكنولوجيا في الصفوف الدراسية بشكل مضطرد على مر السنين. ووفقاً لدراسة مسحية أمريكية حديثة شملت 2500 معلم، قال 60% منهم أنهم يتوقعون استخدام المزيد من التكنولوجيا في الصف عما كان عليه في الماضي. وقال ثلاثة من كل أربعة أنهم يستخدمون نوعاً من التكنولوجيا في الصف كل يوم. وأفاد 80% منهم أن استخدام التكنولوجيا أمر إيجابي.
الأجهزة الأكثر إستخداماً في الصفوف هي أجهزة الكمبيوتر المحمولة الصغيرة والكمبيوترات اللوحية. أبل آيباد وغيرها من الأجهزة اللوحية تم إعتمادها في وقت مبكر في العديد من المدارس، لسهولة إستخدامها ولشاشاتها اللمسية. تطبيقات الكمبيوتر اللوحي تسمح بتعلم ممتع لدى الطلبة الصغار، وتجد العديد من الاستخدامات الجديدة للطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة.
في السنوات الأخيرة وجدت أجهزة كروم بوك طريقها الى الصفوف لكلفتها القليلة وأنظمة التشغيل البسيطة فيها المستندة الى الانترنت. هذه الكمبيوترات المحمولة توفر أيضاً للمعلمين السيطرة على أنشطة الطلبة، ويمكن برمجتها مسبقاً مع تطبيقات التعليم. يستطيع الطلبة إستخدام أجهزة كروم بوك في كل شئ، بما في ذلك العمل في مجموعات والعمل على جداول البيانات والمستندات والأقراص المدمجة. ويمكن أن تكون أجهزة كروم بوك مفيدة بصورة خاصة في المدارس التي يكون لدى الطلبة فيها إمكانية محدودة لاستخدام الأجهزة والانترنت في المنزل.
المعلمون ذوو الخبرة في مجال التكنولوجيا اعتمدوا أيضا الألواح الذكية في الصفوف في السنوات الأخيرة. هذه الألواح البيضاء المرتبطة بالكمبيوتر تستخدم جهاز عرض ومجسات قلمية خاصة لتوفير إمكانية الكتابة على برامج الكمبيوتر مثل برنامج الرسم والتصميم أوتوكاد، أو البوربوينت. وكذلك تسجيل جميع الملاحظات المكتوبة. يمكن للمعلمين شرح مفهوم ما على اللوح خلال الحصة، ثم حفظ مضمون الدرس بحيث يمكن للطلبة مشاهدته لاحقاً في المنزل. إنها أداة عظيمة لجميع الطلبة من جميع الأعمار وللعديد من المباحث الدراسية.
بعض المعلمين يجربون الواقع الإفتراضي. يمكن للطلبة استخدام التكنولوجيا الراقية مثل نظارات غوغل، أو التكنولوجيا البسيطة مثل غوغل كرتون، للدخول الى المواقع ثلاثية الأبعاد. طلبة التاريخ يمكن أن يزوروا مواقع بعيدة عبر تطبيقات مجانية، أو إستكشاف أحداث جارية مع برنامج جديد من صحيفة مشهورة مثل نيويورك تايمز. مجموعة الرأس غوغل كرتون تكلف أقل من عشرة دولارات، وتستخدم تطبيقات مجانية، وتتطلب فقط هاتفا ذكيا للتشغيل.
إستخدام التكنولوجيا في الصف الدراسي يعود الى مئة سنة تقريباً عندما بدأت محطات الاذاعة بث دروس على الهواء. ومنذ ذلك الوقت توالت الابتكارات مثل جهاز الاسقاط العلوي والآلة الحاسبة وكمبيوترات المكتب والأقراص المدمجة، وغيرها من الابتكارات كثيرة العدد، والتي أدت الى تغيير المشهد التعليمي.
وبالرغم من أن هذه التكنولوجيات وفّرت فرصاً لا حدود لها للأجيال السابقة من الطلبة، إلا انها ارتبطت بجوانب سلبية عدة وتكاليف باهظة. فمثلاً يمكن أن يؤدي إستخدام كروم بوك الى إضاعة الوقت على الشبكات الاجتماعية، كما إن شراء اللوح الذكي مكلف كثيراً للعديد من المدارس.