تأخير بدء اليوم الدراسي يوفر بلايين الدولارات
أصدرت مؤسسة راند للأبحاث والتطوير الأمريكية أول تحليل من نوعه عن الآثار الاقتصادية لتأخير بدء اليوم الدراسي. وتشير نتائج التحليل الذي تم تطبيقه على 47 ولاية أمريكية أن تأخير بدء اليوم الدراسي حتى الساعة الثامنة والنصف صباحاً، يساهم بمبلغ 83 بليون دولار في الاقتصاد الأمريكي في غضون عشرة أعوام.
استخدمت الدراسة نموذجاً جديداً للاقتصاد الكلي يهدف الى تحقيق مكاسب اقتصادية للاقتصاد الأمريكي على مدى 20 عاماً اعتباراً من عام 2017م. وستبلغ هذه المكاسب بعد 15 سنة نحو 140 بليون دولار، وسيكون المتوسط السنوي للمكاسب نحو 9.3 بليون دولار سنوياً. وستتحقق المكاسب الاقتصادية من خلال الأداء الأكاديمي والمهني العالي للطلبة، وتقليل معدل تحطيم السيارات من قبل المراهقين.
ويقول الباحثون ان التقديرات السابقة أشارت الى أن ساعة إضافية من النوم في المتوسط، تزيد من احتمالية التخرج من المدرسة الثانوية بنسبة 13.3%، ومن معدل دخول الجامعات بنسبة 9.6%. وتؤثر هذه الآثار الايجابية على الوظائف التي يستطيع المراهقون الحصول عليها في المستقبل وبالتالي سيكون لها تأثير مباشر على مدى مساهمة الطلبة في الدخل الاقتصادي المستقبلي. ويقولوا ان البيانات عن الوفيات الناجمة عن حوادث السيارات تشير الى أن 20% تقريبا من المشاركين في الحوادث كانوا يعانون من ضعف القيادة بسبب النوم أو النعاس أو التعب. وان أثر اصطدام السيارات أو موت البالغين قبل الأوان له أثر سلبي على عرض العمالة في الاقتصاد.
من وجهة نظر صحية، توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال والجمعية الطبية الأمريكية بأن يبدأ الدوام المدرسي في المدارس المتوسطة والثانوية في الثامنة والنصف لاستيعاب التحول البيولوجي في جدول نوم ويقظة البالغين. علماً بأن دراسة سابقة أجرتها المراكز الفيدرالية لمكافحة الأمراض والوقاية منها قدرت أن 82% من المدارس المتوسطة والثانوية تبدأ الدوام قبل الساعة الثامنة والنصف وبمتوسط الثامنة وثلاث دقائق.
أوقات بدء اليوم الدراسي تصبح موضوعاً ساخناً على نحو متزايد في المناطق التعليمية في الولايات المتحدة. ويقول الباحثون، لقد تحدثنا لسنوات عن عدم كفاية نوم المراهقين بوصفه وباء للصحة العامة. لكن الآثار الاقتصادية ذات أهمية أكبر. وتأخير بدء اليوم الدراسي ستكون له آثار إيجابية كبيرة على الاقتصاد القومي، وعلى الصحة العامة للمراهقين. وبالرغم من أنه يوصى بنوم المراهقين ما بين 8 – 10 ساعات يومياً، فإن 60% من طلبة المدارس المتوسطة والثانوية ينامون أقل من 7 ساعات يومياً.
ويقول الباحثون أن أدلة سابقة أظهرت أن نقص النوم لدى المراهقين يترافق مع العديد من النتائج السلبية، بما في ذلك سوء الصحة البدنية والعقلية، والمشكلات السلوكية، والأفكار والمحاولات الانتحارية، ومشكلات الانتباه والتركيز. ويشيروا الى أنهم لم يدرسوا آثاراً أخرى ترتبط بعدم كفاية النوم، مثل ارتفاع معدلات الانتحار وزيادة البدانة وقضايا الصحة العقلية، والتي يصعب تحديدها كمياً بدقة. لذا من المرجح أن الفوائد الاقتصادية والصحية من تأخير بدء اليوم الدراسي هي أعلى بكثير في العديد من الولايات الأمريكية.
ويشار الى أن الدراسة الجديدة تأتي في أعقاب بحث من مؤسسة راند الأوروبية أجري في كانون أول/ ديسمبر 2016م، وأظهر أن الولايات المتحدة تتكبد خسائر تصل إلى 411 بليون دولار سنويا (2.28% من الناتج القومي الاجمالي) بسبب قلة نوم القوى العاملة لديها.