تأثير الأب على أطفاله خلال مرحلة المراهقة
إن إحدى أهم معالم المراهقة هي تطور الشخصية و تعميق العلاقات مع الأصدقاء و في نفس الوقت الاستمرار بالعلاقات المتينة مع الأسرة .
ومن المعروف أن المراهق يمضي وقتاً أطول بعيداً عن والديه، و يتوجه بالسؤال لأصدقائه عن ملابسه و الحفلات التي سيذهب إليها ، و مع ذلك يستمر تأثير الأب و الأم قوياً خاصة فيما يتعلق بالمعتقدات و القيم و خطط المستقبل .
غالباً ما تكون فترة المراهقة هي فترة النزاعات المتزايدة بين المراهقين والوالدَين وخاصة الأمهات ،و قد يكون ذلك بسبب أن المراهق يقضي فترة أطول مع والدته أكثر من والده أو لأن الأم تميل لأخذ الأمور ذات النواحي السلوكية التي تمس شخصية المراهق الخاصة كالملابس أو الزينة أو طريقة تناول الطعام.
وعلى الرغم من أن المراهق يعتمد على والدته أكثر من حيث الدعم العاطفي، إلا أن العلاقة مع الأب هامة أيضاً في هذه المرحلة ،إذ يعتمد المراهق على أبيه أكثر من حيث تبادل الحديث والنصح أو حتى مجرد تواجدهما معاً، فالمراهقين الذين يشعرون بتواجد آبائهم معهم تكون خلافاتهم مع أصدقائهم أقل .
ويبدو – للأسف – أن بعض الآباء ينسحبون من حياة أبنائهم المراهقين و سواء كان ذلك نتيجة رغبتهم بغرس الاستقلالية في شخصية أبنائهم أو بسبب التغيرات و الضغوط التي يواجهها الأب في حياته الخاصة ،فإن الإقلال من تواجد الأب و توجيهاته خلال فترة المراهقة يمكن أن يكون له عواقب سيئة، وهذا ينطبق بشكل خاص على البنات و كما سبق الإشارة إليه فإن اهتمام الأب ضروري من أجل تنمية احترام الذات لدى الأبناء و البنات على حد سواء في مرحلة الدراسة الابتدائية .
أما بالنسبة للفتاة بعمر ( 15 – 16 ) عاماً فيبدو أن اهتمام الأم له التأثير الأكبر حيث تجد الفتاة المراهقة من السهل تبادل الحديث مع الأم، مما يجعل الأب يشعر بعدم الحاجة إليه وهذا ليس صحيحاً على الإطلاق ،فقد تجد الفتاة المراهقة احترامها الذاتي من خلال علاقتها بالأم و لكنها ستجد التوجيه حول التواصل مع الآخرين و تخطيط المستقبل من والدها .