النوم هو فيتامين طبيعي للوقاية من الزكام
إن عدم الحصول على فترة نوم كافية قد يزيد من احتمال الإصابة بالزكام،وذلك حسب دراسة جديدة نشرت في عدد شهر أيلول/ سبتمبر 2015 من مجلة ( النوم ).
شملت الدراسة 164 شخصاً سليماً وضعوا سواراً في معصمهم ( يشبه السوار الذي يضعه الرياضيون )وذلك لمدة أسبوع بهدف مراقبة عادات النوم لديهم،ثو جرىإعطاؤهم قطرة الأنف التي تحتوي ( رينو فيروس )وهو الفيروس الذي يسبب الزكام العادي ثم تم حجز المشاركين في فندق و مراقبتهم لمعرفة من سيمرض منهم .
بعد خمسة أيام ظهرت على ثلث المشاركين تقريباً ( أي 29 % ) أعراض الزكام أي سيلان الأنف.
وجدت الدراسة أن الأشخاص الذين ناموا أقل من 6 ساعات ليلاً في الأسبوع الذي سبق تعرضهم للفيروس، كانوا أكثر عرضة لاحتمال الإصابة بالزكام بمعدل 4 مرات أكثر من أولئك الذين حصلوا على أكثر من 7 ساعات نوم ليلاً في ذلك الأسبوع.
ويذكر الباحثون أن هذه النتائج كانت الأولى من نوعها من حيث إثبات انه يمكن اعتبار فترة النوم مؤشراً للتنبؤ بإمكانية الإصابة بالزكام.
وكانت الدراسات السابقة قد توصلت إلى وجود رابط بين قلة النوم و الإصابة بالزكام، إلا أنها لم تكن دقيقة، لأنها كانت تعتمد على المعلومات التي يقدمها المشاركون عن فترات نومهم دون وجود مراقبة مباشرة من قبل الباحثين .
و يقول الباحثون أن النتائج قدمت سبباً آخر حول أهمية النوم بالنسبة للصحة حيث يقول إريك براثر – و هو باحث في الدراسة و بروفسور مساعد في الصحة النفسية لدى جامعة كاليفورنيا / سان فرانسيسكو – أن فترة النوم القصيرة كانت أكثر أهمية من أي عامل آخر في توقع احتمال إصابة المشاركين بالزكام، ولم يكن العمر أو مدى التعرض للضغوط أو العرق أو الثقافة أو الدخل او التدخين من العناصر الأساسية في تلك الدراسات ،رغم أن كل تلك العوامل أخذت بعين الاعتبار إلا أن فترة النوم القصيرة مازالت مرتبطة بالاحتمال الأكبر للإصابة بالزكام .
و يعتقد الباحثون أن فترة النوم القصيرة جداً تؤثر على جهاز المناعة، إلا أنه لا بد من إجراء المزيد من الدراسات في المستقبل لتحديد الأسباب الفعلية وراء هذا الارتباط وعما إذا كانت تلك النتائج يمكن تطبيقها على فئات أخرى كالمسنين .
يقول براثر " يتفاخر الناس في مجتمعنا المعاصر بالعمل الجاد لساعات طويلة بدلاً عن النوم لفترات مناسبة ، لذلك نحن بحاجة لمثل تلك الدراسات لإثبات أن النوم هو من الأمور الأساسية للحفاظ على صحة جيدة".
ماهي فترة النوم المطلوبة ؟
بعد نشر نتائج هذه الدراسة تم إطلاق توصيات جديدة حول فترة النوم الضرورية , تتضمن بعض التعديلات الطفيفة على الفترات الزمنية المناسبة للنوم ، خاصة بالنسبة للشباب والكبار وكذلك لمن بلغوا منتصف العمر (كانت التوصيات السابقة التي صدرت عن المؤسسة الوطنية للنوم واحدة بالنسبة للكبار من كافة الأعمار )، وبهدف التأكد من صحة التوصيات الجديدة قامت مجموعة من الخبراء بمراجعة أكثر من 300 دراسة علمية حول النوم – بما في ذلك الدراسات حول الآثار الصحية لقلة النوم أو كثرة النوم والتي نشرت ما بين عامي 2004 – 2014 .
و فيما يلي فترات النوم الجديدة التي ينصح بها لكل فئة عمرية :
-المواليد الجدد ( لغاية عمر 3 أشهر ) : 14 – 17 ساعة يومياً ( كانت سابقاً 12 – 18 ساعة).
-الرضع ( 4 – 11 شهراً ) : 12 – 15 ساعة يومياً ( سابقاً 14 – 15 ساعة).
-الأطفال ( بعمر السنة إلى سنتين ) : 11 – 14 ساعة ( سابقاً 12 – 14 ساعة ) .
-الأطفال بعمر ما قبل المدرسة ( 3 – 5 سنوات ) : 10 – 13 ساعة يومياً ( سابقاً 11 – 13 ساعة).
-الصغار بعمر المدرسة( 6 – 13 عاماً): 9 – 11 ساعة ( سابقاً 10 – 11 ساعة).
-المراهقون( 14 – 17 عاماً): 8 – 10 ساعات يومياً ( سابقاً 8.5 – 9.5 ساعة).
-الشباب( 18 – 25 عاماً): 7 – 9 ساعة يومياً ( فئة عمرية جديدة).
-الكبار( 26 – 64 عاماً):7 – 9 ساعة يومياً ( نفس التوجيهات السابقة).
-المسنون( 75 عاماً فما فوق): 7 – 8 ساعة يومياً ( فئة عمرية جديدة).
يرى ديفيد كلاود – المدير التنفيذي للمؤسسة الوطنية للنوم – بأن هذه التوصيات ستساعد الأفراد على وضع جداول للنوم ضمن الحدود الصحية، وهي تعمل أيضاً كنقطة بداية لمناقشة موضوع النوم مع المسؤولين عن العناية الصحية.
وقد وجدت مجموعة من الباحثين أيضاً أن بعض الأشخاص قد ينامون بشكل طبيعي لفترات أقصرأو أطول عما هو مطلوب في التوصيات دون أن يواجهوا عواقب صحية عكسية،ولهذا السبب تتضمن التوصيات حدوداً للنوم التي قد تكون مناسبة لبعض الأفراد.
على سبيل المثال رغم أن المؤسسة الوطنية للنوم تنصح بأن ينام الكبار من عمر ( 26 – 64 ) عاماً بحدود 7 – 9 ساعات يومياً،إلا أنه قد يكون من الملائم لبعض الأشخاص أن يناموا أقل من 6 ساعات أو ربما لفترة تطول حتى 10 ساعات.
ومع ذلك تشير التوصيات إلى أن الأشخاص الذين ينامون فترات مختلفة عن الحدود المعتادة ربما التزموا بتقييد اختياري للنوم أو يعانون من مشاكل صحية خطيرة.
وحسب رأي المؤسسة الوطنية للنوم،فقد ارتبطت فترات النوم القصيرة جداً بمشاكل صحية منها البدانة وارتفاع ضغط الدم،أما فترة النوم الطويلة أكثر من اللزوم فقد ارتبطت أيضاً بمشاكل صحية منها أمراض القلب والوفيات المبكرة.