المشاركة في مدرسة طفلك يساعدك للإطلاع على وتيرة سير تعلم أطفالك وتطوير تجربة التعلم
سواءٌ أكنت تقدم يد العون والمساعدة في تنظيم معرضٍ للكتاب أو في قص قصاصات لتزيين قاعة الاحتفال في مدرسة طفلك في عيد الأم ، فإنَّ التطوع في مدرسة طفلك يساعدك في البقاء على إطلاع بوتيرة سير تعلم أطفالك وتطوير تجربة التعلم لجميع الطلاب عموماً. لكن في وقتنا الراهن يتجاوز تعريف مشاركة الآباء مفهوم مد يد العون والمساعدة في الصف فحسب، بل يتعدى ذلك أيضاً بكثير، فبعض أنواع المشاركة تساعد في جني المزيد من الفوائد مقارنةً بالأنواع الأخرى. وقد عبر ستيفين سايفر، مدير قسم برامج الطفل والعائلة في مركز أوريغون لمصادر المعلومات الخاصة بالآباء، عن رغبته في أن يعيد الآباء والمدارس تعريف مشاركة الآباء والأمهات في تعلم أطفالهم على شكل شراكة بدلاً من اعتباره تجربة تطوعية ترفدها يدٌ واحدة. ويقول سايفر: "يُقصد بمشاركة الآباء أن تتواجد في المدرسة وتشارك في أنشطة تطوعية تمتد لساعات" ولكن نظراً لجدول الآباء العاملين المزدحم بالمشاغل، تلك المشاركة غير ممكنة دائماً. غير أن استخدام مفهوم شراكة الآباء يسهم في توسيع نطاق الأنشطة التي تصيغ أنواع المشاركة لتشمل كل شيء يفعله الآباء في المدرسة والبيت."
لذا كيف تجعل مشاركتك في تعليم ابنك أمراً فعالاً ؟ فيما يلي قائمة بالأنشطة التي تستطيع القيام بها في البيت و المدرسة:
ابقى مطلعاً: إقرأ الملاحظات المكتوبة على الكتب والدفاتر الموجودة في الحقائب التي يحملها ابناؤك وبناتك على ظهورهم، وواظب على حضور اجتماعات الآباء والأمهات والمعلمين، وأطلع على ما يحدث، واعرف إذا ما كان ذلك الجدول هو جدول الرحلات الميدانية السنوي لطفلك في الصف الأول أو جدول الحضور إلى المدرسة لابنك في الصف الثاني عشر.
لبي احتياجات المدرسة: قال اندرو هوتنفيل، الباحث في مؤسسة نيو إيديشنز، "التعليم عمل جماعي يشبه لحد كبير عمل الفريق"، وأضاف: "ستكون هناك أوقات سيحظى فيها الآباء باسم البدائل المحتملة لما قد تعجز المدرسة عن توفيره". المثالُ الوحيد على ذلك هو صندوق المدرسة السنوي لجمع التبرعات بغية توفير القرطاسية والمستلزمات المدرسية، حيث أن كل مدرسة تحتاج شيئاً مختلفاً، ولذلك أطلب من المسؤول أو المعلم ما تحتاجه وكيف بإمكانك تقديم المساعدة.
لا تكن ثقيل الظل: يرى جين هارب دومين - رئيس جمعية الآباء والمعلمين الوطنية – أن "ينبغي عليك تمكين طفلك من الاستمتاع بالمدرسة بالطريقة التي يحتاجها" فإن لم يكن طفلك مرتاحاً لتطوعك في صفه، فلا مانع من قضاء بعض الوقت في صف آخر، فأنت ما زلت تُحسن تجربة التعلم بشكل عام.
شارك بصورة يومية: يقول هوتنفايل أن المشاركة بصورة يومية فيما يتعلمه طفلك يبدو أنها لها تأثيراً أكبر على ما يُنجزه، مثل القدوم إلى المدرسة لمدة قصيرة أو المشاركة في فعالية جمع التبرعات التي تُباع فيها الأطعمة المصنوعة منزلياً.
أعد أطفالك للنجاح: تأكد من توفير المكان اللازم لطفلك لكي يؤدي فيه واجباته المنزلية، واجعل فترة مشاهدتهم للتلفاز واستعمالهم للحاسوب محدودة. عندما تخصص وقتاً ومكاناً للعمل، فإنك توصل رسالة لأطفالك مفادها أنك تريدهم أن يبذلوا قصارى جهدهم.
تصرف بشكل استباقي: يساعد تزويد المعلمين بمعلومات عن طفلك - من خلال تحديد موعد معهم أو كتابة ملاحظة لهم - في تسهيل تصميم تجربة التعليم الخاصة بطفلك، ولا يقتصر ذلك على ما تفعله فحسب، فقد توصلت الأبحاث إلى أن المشاركة تتعلق إلى حد كبير بما تقوله أيضاً. وبناءً على استخدام بيانات استمدت من استبيانات أجريت لطلاب في الصف العاشر، خلُص كلٌ من هوتينفايل وكارين كونواي بروفسور في علمالاالاقتصادي جامعة نيو هامبشير إلى أن التحدث مع الأطفال حول ما يدرسونه في المدرسة وما هم مهتمين به له تأثير لا يمكن تجاهله؛ حيث توصلت دراستهم أن التحدث لأي طفلة حول ما كانت تدرسه في المدرسة من شأنه تطوير تحصيلها الدراسي بما يساوي إنفاق ألف دولار إضافية على تعليم تلك الطفلة.
لرسالة: تحدث مع أطفالك ولا تتوقف. يقول كونواي وهو أبٌ لطفل في الصف التاسع: "حتى لو كان أطفالك في الصف العاشر، فمن الأهمية بمكان التحدث معهم دورياً حول ما يفعلونه في المدرسة"، ويذكر نفسه بهذا البحث دائماً. ولا يعرف كونواي لماذا تحدث هذه الحوارات فرقاً، لكن يقول: "أعتقد أنها إشارة للأطفال بأن (التعليم) هام للغاية."
لكن يمكن أن تبدو الحوارات حول المدرسة مثل شارع باتجاه واحد. وفيما يلي بعض النصائح لإزاحة أي عراقيل تحول دون فتح خطوط التواصل مع طفلك:لا تتوقف عن متابعتهم عندما يكبرون. إن ما تقدمه المدارس الأساسية لزيادة انخراط الأهل في تعليم أطفالهم كثيرٌ جداً مقارنةً بما تقدمه المدارس الإعدادية والثانوية. لكن جويس إبستين، مدير مركز شراكات المدرسة والعائلة والمجتمع مع جامعة جونز هوبكنز، يرى أنه يجب أن يستمر الأهل في المشاركة حتى في المدارس الإعدادية والثانوية. وتذكر أن أولادك في ذلك العمر قد لا يكونوا متحمسين لرؤيتك في المدرسة لكن ذلك لا يعني بأنهم يرفضون وجودك هناك.
نوع مشاركتك يجب ان تتناسب مع عمر ابنك او ابنتك: تنصح ابستاين أن تستفيد من الفرص المتاحة سواءً عن طريق المساعدة في صفوف الحضانة أو عبر حضور مباريات كرة القدم في المدارس الثانوية. لكن لا تكن متحمساً كثيراً لمشاهدة طلاب المدارس الإعدادية والثانوية، فهم قد لا يرغبون في معانقتك آو التودد إليك أمام أصدقائهم .
ناقش المحتوى: في الصفوف العليا، يجب ان تكون أسئلتك مختلفة عما كانت عليه وأبناؤك في المدرسة الابتدائية فإذا كان السؤال عادةً "كيف كانت المدرسة اليوم؟" فإن هذا غير مفيد على الإطلاق ولن يقدم لك أي نتيجة، فعليك بالسؤال عما فعلوه في مادة الرياضيات أو كيف جرت التجارب في مختبر العلوم. ستحصل على المزيد من المعلومات إن طرحت أسئلة محددة.