القدرات الادراكية تعزز نفسها عند المراهقين
أحد الاكتشافات الأكثر لفتاً للنظر في علم النفس أن معظم القدرات الادراكية تقريباً ترتبط مع بعضها في المتوسط بشكل إيجابي. فالناس الذين هم أفضل في مهارة مثل التفسير، يكونون بشكل عام أفضل في مهارة مثل المفردات. هذه الحقيقة تسمح للعلماء والتربويين الممارسين تلخيص مهارات الناس في مدى واسع من المجالات باعتبارها عاملا واحدا يسمى غالبا "الذكاء العام". وعلى الرغم من ذلك تبقى الآليات الكامنة وراء الذكاء العام وتطوره غامضة الى حد ما. ويقول علماء من جامعة كمبريدج، ان ما يطلق عليه (الذكاء العام) لا يزال موضع جدل بين العلماء والمختصين.
علماء من جامعات كمبريدج ولندن وبرلين قارنوا بين تفسيرات مختلفة مقترحة لظاهرة الذكاء العام، وكيف تتطور مع مرور الوقت. فقد أجروا دراسة شملت بيانات من 785 مراهقا في عمر 14 – 24 سنة، جاءت من اختبارين: حل الألغاز المجردة، ومعرفة تعاريف المفردات. ويقول العلماء في تقرير نشرته مجلة Psychological Science ان أفضل تفسير للتحسن في المهارات مع مرور الوقت هو ما يسمّى (نموذج التبادل). ويقترح هذا النموذج أن القدرات الادراكية تساعد بعضها خلال التطور. بكلمات أخرى، وجود مهارات تفسير أفضل تسمح للفرد بتحسين مهارة المفردات بشكل أفضل. ومهارات مفردات أفضل، ترتبط مع تحسن أسرع في قدرات التفسير.
ويقول العلماء ان الاكتشاف مهم جداً في فهمنا للقدرات الادراكية. إذ تشير الى أن الاختلافات الصغيرة في وقت مبكر من مرحلة الطفولة قد تؤدي الى إختلافات أكبر لاحقاً. كما تساعد جزئياً في شرح كيف ينشأ الذكاء العام. ويشيروا الى أن للنتائج تطبيقات واسعة في الحياة. فهي تؤشر الى نتاجات حياة الانسان على المدى الطويل، من حيث النجاح الأكاديمي والمهني والصحة العقلية والبدنية، وحتى طول العمر.