الغرور هو العدو
يقول ريان هوليداي مؤلف الكتاب في المقدمة "في حين أن كتب التاريخ مليئة بقصص عن عباقرة مهووسين قاموا بإعادة صنع العالم على صورتهم بقوة صرفة غير منطقية تقريباً، وجدت أن التاريخ أيضاً قد صنعه أفراد قاوموا غرورهم في كل لحظة، وتحاشوا الأضواء، ووضعوا أهدافهم الأعلى فوق رغبتهم بالظهور."
يصر العديد منا أن العقبة أمام حياة ناجحة ومليئة هي العالم الخارجي. ولكن في الحقيقة، العدو الأكثر شهرة يكمن داخلنا: غرورنا. فهو العدو الحقيقي الذي يجب علينا كبح جماحه وخاصة في بداية حياتنا المهنية لأنه سوف يحول بيننا وبين التعلم من أخطائنا والإستفادة من تجاربنا وسيمنعنا من تنمية مواهبنا ، وإن تمكنا من النجاح فإن هذا العدو يمكنه أن يعمينا عن أخطائنا ويخلق لنا الكثير من الأعداء والكثير من المشاكل والعواصف القوية المستقبلية. أما مع الفشل، فهو يضخم كل صغيرة ويجعل الشفاء أكثر صعوبة.
يقدم كتاب " الغرور هو العدو" مجموعة كبيرة من القصص والأمثلة من الأدب إلى الفلسفة والتاريخ. ويقدم لنا شخصيات رائعة مثل هاورد هيوز، كاثرين غراهام، بيل بيليتشيك وإليانور روزفيلت، وجميعهم وصلوا إلى أعلى مراحل السلطة والنجاح عن طريق السيطرة على غرورهم. ويمكن لنا أن نستخدم تقنياتهم وطرقهم.
ولكن لم علينا أن نزعج أنفسنا بمحاربة غرورنا في زمن تمجد فيه مواقع التواصل الاجتماعي وتلفزيون الواقع والأشكال الأخرى من وسائل الإعلام الترويج للنفس دون خجل؟ لذلك عندما تفهم الدروس الموجودة في هذا الكتاب جيداً، وكما كتب هوليداي "ستكون روايتك عن نفسك أقل تقيداً بالقصة التي تخبرها عن تميزك، وبالتالي، ستكون أكثر حرية لإنجاز العمل الذي سيغير العالم والذي وضعته لنفسك وتسعى لتحقيقه"