التخلص من أكبر أسباب إضاعة الوقت في حياتك الجزء الأول
الوقت هو أكثر الموجودات قيمة في حياتك، فلو كان لديك وقت لا محدود على هذا الكوكب لتمكنت من تحقيق كل أمر تريده، وأكبر عبء في حياتنا هو وجود حدود للوقت، لذلك فأول خطوة نحو النجاح الحقيقي في الحياة هي إدارة الوقت بحكمة.
يتساوى الشخص الناجح مع الشخص الفاشل من حيث كم الوقت لدى كل منهما يومياً. ونواجه جميعنا مستوى مختلفاً من التحديات في الحياة، ولكن بشكل عام، يقضي كل من الشخصين أوقاتهما ويرتبان أولوياتهما بشكل مختلف جداً، ولكن الفرق يكمن فقط بوجود حالة ذهنية محددة لكل منهما ، والذي يشمل أيضاً وضع الأولويات وهدر الوقت أو استثماره.
ولكي تحقق أهدافك بنجاح، من الضرورة بمكان أن تقوم بإدارة وقتك بالكامل. وهذا يعني بالدرجة الأولى استبعاد كل ما من شأنه إضاعة الوقت، حتى يتسنى لك المزيد من الوقت في حياتك، أما الخطوة الثانية فهي الاستفادة من كل دقيقة تتوفر لديك بكل حكمة.
بما أن معظمنا يفتقر إلى الوقت الكافي، سنلقي نظرة على بعض الأساليب المفيدة جداً لإدارة الوقت بمهارة، هذه الأساليب سوف تساعدك على زيادة إنتاجيتك وطاقتك، ونحذرك بأن تطبيقها لن يكون سهلاً في الحياة اليومية، لكنها جديرة بالمحاولة على المدى الطويل.
إذا أردت الحصول على مزيد من الوقت الإضافي في حياتك، فإن من أهم أمر عليك فعله هو معالجة كل ما من شأنه تبديد وقتك، لأننا اعتدنا يومياً القيام ببعض الأمور بشكل روتيني وتلقائي ولو دققنا النظر فيما نفعله لاكتشفنا أن معظم الأعمال التي نقوم بها لا تؤدي إلى تقدم فعلي في الحياة، وأنها تمنحك شعوراً مزيفاً بأنك منتج أو أنك تتفوق على غيرك أو تتقدم،إلا أنك في الواقع لا تتقدم مطلقاً باتجاه أهدافك، وفي نهاية اليوم، عليك أن تتذكر أن الوقت والمال يمكن تبديدهماأو استثمارهما.
وفيما بلي بعض الأعمال التي تؤدي إلى إضاعة وقتك :
1- الرسائل الفورية والبريد الإلكتروني:
يمنحك التواصل مع الآخرين بالإيميل او الرسائل الفورية إحساساً كاذباً بالتقدم والأهمية والاستعجال، ويغمرك الشعور بأنك أنجزت شيئاً ما، مما يولد لديك شعوراً كاذباً بالأمان. أنت تشعر كما لو أن الناس بحاجة إليك مما يمنحك شعوراً بالأمان والتقدير والاحترام.
إنه يرفع من مستوى الأدرينالين والسيروتونين، مما يجعلك تعتقد بأنك منتج جداً: ويبدو البرهان الاجتماعي على كلمة (التقدير) كفائدة إضافية. ولكن في معظم الحالات، لا تكون تلك الرسائل سوى أداة إلهاء عن العمل الهام الذي عليك القيام به.
أما بالنسبة للبريدالاالالكترونيفهناك بضعة قواعد هامة يمكن أن تساعدك على توفير كم لا بأس به من الوقت كل يوم:
القاعدة الأولى ( سياسة صندوق الوارد الفارغ): يجب أن لا تترك في صندوق الوارد لديك أي رسالة او ملاحظة قد تشوش ذهنك، إن شعورك في أعماق ذهنك بأن عدم الرد على كل رسالة موجودة فيه ليس إلا مجرد عبء عقلي على تقدمك السريع في الحياة، فبدون البريد الالكتروني لن يكون هناك عبء. ننصحك بالحذف والقيام بذلك فوراً، أما البديل الجيد لسياسة صندوق الوارد الفارغ هو الإبقاء على كل شيء في صندوقك ومن ثم الإجابة فقط على الرسائل الهامة، إذا لم يكن يزعجك وجود مئات الرسائل في صندوقك للوارد، فإن هذه الطريقة جيدة أيضاً.
أما القاعدة الثانية، فهي أن يكون الرد على الرسائل الهامة فقط، وأن يكون ذلك بكلمة واحدة أو جملة واحدة على الأكثر، إذ أن كل كلمة إضافية لا تعني أكثر من ضياع ثانية من الوقت، وتتراكم الثواني لتصبح ساعات ضائعة على مدى السنة، لذلك إذا كان لديك فعلاً عدد كبير من رسائل البريد الالكتروني والتي تتطلب منك الرد عليها، فيمكنك زيادة الفاعلية عن طريق نماذج البريد الالكتروني، وبالطبع فإن التوقيع الآلي أساسي، فليس عليك إضاعة وقتك بكتابة اسمك في نهاية كل رسالة الكترونية.
النصيحة الجيدة التالية هي بالإطلاع على حسابك للبريد الالكتروني على شاشة سطح المكتب في جهاز الحاسوب مرتين خلال اليوم فقط. وأفضل وقت للقيام بذلك هو قبل أن تبدأ عملك اليومي، ثم قبل ساعة من انتهاء يوم العمل. إن كل مرة تطلع فيها على بريدك الالكتروني خلال اليوم وأنت تعمل ستؤدي إلى فقدانك للتركيز الذهني الضروري، وسيستغرق الأمر فترة من الوقت للعودة إلى سير العمل. إذا كان بريدك الالكتروني يشدك كثيراً، حاول ألا تطلع عليه في الصباح، بل عند انتهاء يوم العمل.
انتبه إلى حلقة التواصل الاجتماعي على الشبكة والتي تبدأ بالإطلاع على البريد الالكتروني ثم قم بتقليصها. إن مطالعة البريد الالكتروني تكون عادة الدافع لمطالعة مواقع التواصل الاجتماعي على الشبكة، وكذلك المواقع الجديدة والمواقع الأخرى المفضلة لديك. وقبل أن تدرك ذلك، ستكون ساعة كاملة قد انقضت. وبالتالي، إذا قمت بالعودة إلى بريدك عدة مرات في اليوم، فإن محصلة إنتاجك ستتأثر جراء ذلك.
وإليك نصيحة هامة أخرى، إذا كنت تريد عدداً قليلاً من الرسائل في صندوق الوارد لديك، فأرسل وأجب على بضعة رسائل فقط. إن كل رسالة الكترونية أو رد ترسلهما سيؤديان عادة إلى وجود ردود عليهما وسترغب بالرد ثانية وهكذا.....مما يخلق فوضى عارمة في صندوق الوارد لديك. لذلك لا ترسل رسائل الكترونية. وأضف ملاحظة " لا حاجة للرد" في نهاية كل رسالة لا تحتاج للرد فعلاً.
وينطبق ذلك على الرسائل الفورية والدردشة على الشبكة. من الممتع متابعة أحوال الأصدقاء وتبادل آخر الأخبار والآراء حول ما يجري في العالم، والشكوى من صعوبة الحياة، ولكن في الواقع، أنت تهدر وقتك مرة أخرى.
القاعدة سهلة. أنت ترغب بالدردشة مع الأصدقاء الذين يشجعونك على تحقيق أهدافك، وهذا بالطبع طريق ذو اتجاهين، فأنت عليك أن تفعل المثل تجاههم، فكلما أعطيت حصلت على المزيد. إنك مزيج من عشرة أشخاص تمضي معظم وقتك معهم، سواء على الشبكة أو خارجها، لذلك، فمن الحكمة أن يكون اختيارك لأصدقاء الشبكة أو خارجها دقيقاً
إذا كان تطبيق الدردشة عندك مفتوحاً خلال إنجازك لعملك، وتستمر رسائل التحية بالظهور، ستجد أن التركيز أصبح صعباً جداً.
إن البريد الالكتروني خلال العمل، والدردشة في الحياة الخاصة، من أكبر أسباب هدر الوقت، والاستثناء الوحيد المنطقي هو في مراجعة بريدك على هاتفك الذكي عندما تكون مضطراً لإضاعة الوقت، مثلاً عند الوقوف في الطابور أو الانتظار في عيادة الطبيب أو لدى الحلاق.
ومن أجل سلامتك يجب أن لا تعير انتباهاً على الإطلاق لهاتفك المتنقل وأنت تقود السيارة، أو تستقل الطائرة، أو تتناول العشاء مع الشريك أو مع الأصدقاء،أو حين تقوم بأي نشاط مماثل يستدعي انتباهك الكامل والتام.
يتبع في الجزء الثاني