التخلص من أكبر أسباب إضاعة الوقت في حياتك الجزء الثاني
تعتبر الاجتماعات واللقاءات ومواقع التواصل الاجتماعي من أكبر أسباب إضاعة الوقت في الحياة العصرية، لماذا؟
إليك الإجابة.
2- الاجتماعات واللقاءات:
تعتبر الاجتماعات في مجال العمل من أكبر أسباب إضاعة الوقت، إن أكثر من نصف الاجتماعات غير ضرورية وغير مفيدة نهائياً ،ربما يكون إجتماع واحد فقط من بين عشرة اجتماعات ذو قيمة فعلية، إن مايحدث عادة في معظم الاجتماعات هو تبادل التحية وبعض الأحاديث الصغيرة، وتبادل الآراء، وتنتهي معظم الاجتماعات بنتيجة تكاد تكون واحدة وهي أن مزيداً من الاجتماعات سيكون ضرورياَ في المستقبل.
يمكن للاجتماعات أن تكون ذات فائدة عندما يتم تدوين الأفكار ووضع الاستراتيجيات والتخطيط للعمل وبناء العلاقات أو ما إلى ذلك مع فريقك، إن الاجتماعات رائعة لجميع النشاطات حيث القوة العقلية المجتمعة ضرورية ويجب على الجميع أن يوافق على الأهداف العامة. ولكن القيام بعقد اجتماع للتكلم عن أمور يمكنك أن بحثها او مناقشتها على الهاتف، أو لرغبة البعض في إضفاء بعض المظاهر على اعمالهم، فإن هذه الإجتماعات مضيعة للوقت لا ضرورة للمشاركة فيهاإلا بحكم الوظيفة أو العمل الملزم.
يجب أن نتذكر دائماً أن الاجتماعات والمدراء هما من اكثر الأسباب لهدر الوقت ، وإن أفضل نماذج الإدارة هي تلك التي تقوم بعقد اجتماع مع فريق العمل كل صباح لمدة 15 دقيقة قبل بدء العمل، حيث يشرح كل شخص في الاجتماع، بأسرع ما يمكن، ما تم إنجازه في اليوم السابق وما سيتم القيام به في اليوم الحالي وما إذا كان هناك أي مشاكل في مجموعة العمل الحالية (المهمات المعطاة).
هذه الأنواع من الاجتماعات ممتازة حقاً، ولكن يشترط لنجاحه أن يكون عدد فريق العمل قليل وأن يبقي الاجتماع محدوداً بـ 15 دقيقة. بدون تحديد للوقت، سيتحول الاجتماع بسرعة إلى ساعة صباحية من التواصل الاجتماعي ونشاطات الثرثرة.
ينطبق ذات الأمر على اللقاءات الاجتماعية مع الأصدقاء والأقارب ، هذه اللقاءات التي تجعلنا نشعر السعادة والارتياح. ولكن من ناحية أخرى أن تكون اجتماعياً أكثر من اللازم، فهذا يمنعك من التقدم في حياتك، إذ أنه من الصعب ان تقوم بإنجاز حقيقي لأي أمر لم يتم إنجاز أي شيء مهم في المطاعم أو المقاهي.
تستطيع أن ترى هذا الاختلاف بوضوح في أوروبا. فالأشخاص في البلدان المتوسطية (اليونان، إيطاليا،اسبانيا، سلوفينيا) اجتماعيون جداً ويميلون إلى التسكع معاً في المطاعم والحانات خلال أوقات العصر والليل. ولكن اقتصادهم ليس بخير. أما على الجهة الأخرى، فالبلدان في أوروبا الشمالية (ألمانيا، فنلندا.....) فهم يميلون إلى العمل أكثر، ولديهم حياة اجتماعية متوسطة، ولكن لديهم موقع اقتصادي أفضل بكثير.
إن التوازن هو أفضل الطرق على المدى الطويل. ولكن إن كنت تريد تحقيق شيء في حياتك، عليك أن تقوم ببعض التضحيات. لا تحتاج إلى المبالغة،فالمبالغة ليست جيدة، ولكن قد تفيد بعض المحاولات العقلانية للوصول إلى الكمال. تستطيع بالتأكيد إيجاد السعادة في التوازن في الحياة، ولكن النتائج الأعظم يمكن تحقيقها فقط بالتضحيات والتركيز الأكبر.
3- شبكات التواصل الاجتماعي تسرق الوقت:
لقد أصبحت شبكات التواصل الاجتماعي جزءاً مهماً من حياتنا. فبالنسبة لمعظم الأشخاص، من الصعب جداً الهرب من وجودهم على الكثير من شبكات التواصل الاجتماعي. هذا يعني على الأقل الفيسبوك والتويتر وأضف أيضاً بينتريست والانستغرام وأسماء أخرى عديدة إلى اللائحة. ولن يصبح الأمر أفضل في المستقبل، لأنه من المتوقع أن يكون هناك الكثير من المواقع التي تتسابق للحصول على اهتمامنا ووقتنا.
أعتقد أنه من الصعب أو حتى من المستحيل أن تغلق ببساطة جميع حساباتك على مواقع التواصل الاجتماعي أو أن تنسى أمرها تماماً. لقد أصبحت هذه المواقع جزءا مهماً أكثر من اللازم في حياتنا. ولكن هناك خدعة يمكنك أن تقوم بها.يمكنك أن تلغي مشاركات العديد ممن يدعون (بأصدقائك) ، فمن يهتم حقاً بما يفعلونه، ويمكنك أن تملأ قسم الأخبار لديك ببعض المقولات المحفزة، أو أخبار مفيدة عن الحياة، وبعض المقالات والصور الأخرى التي ستعطيك دفعاً وتحفزك. هذه خدعة بسيطة لتحويل أكبر مضيعة للوقت إلى شيء مفيد في الحياة.
قد يكون هذا تحولاً كبيراً بالنسبة لك. عندما ترى الآخرين يحظون بالمرح بشكل مستمر فإن هذا لا يعني شيئاً إلا المزيد من الضغط الاجتماعي، والحسد والرغبة بالحصول على إثبات اجتماعي إضافي (أي أن تثبت وجودك اجتماعياً). ففي النهاية، أنت حيوان اجتماعي وعليك أن تتأكد من جودك في أعلى السلم الاجتماعي.
ولكن في الحقيقة ليس عليك أن تقلق حيال ما يقوم به الآخرون، إلا عندما يتعلق الأمر بشريكك أو عائلتك أو أصدقائك المقربين. بالإضافة إليهم، عليك أن تهتم أكثر بحياتك وتقدمك أكثر من اهتمامك بما يفعله معارفك.
عندما تفتح صفحتك على الفيسبوك، يجب أن تتلقى أخبار أصدقائك الأقرب إليك، أولئك الذين تتسكع معهم في الحياة الحقيقية. بالإضافة لذلك، عليك أن تتلقى الكثير من الأمور التي تحفزك ومعلومات عن اهتماماتك وأهدافك الحقيقية. بهذه الطريقة لن يكون الفيسبوك مضيعة للوقت ومصدراً إضافياً للضغط الاجتماعي بعد الآن، إنما مصدر نفع كبير سيحفزك كل يوم. ويمكنك أن تقوم بالمثل مع باقي شبكات التواصل الاجتماعي. فقط تأكد أن صفحتك مليئة بالأمور المحفزة والملهمة والمفيدة، وليست مجرد ضغط اجتماعي إضافي.
يتبع في الجزء الثالث